بعد أن أخذت بوسطة الثورة التي إنطلقت صباح اليوم من عكار الكثير من الأصداء الإيجابية حيثُ علت الأصوات المؤيّدة لهذه الخطوة باعتبارها تعبيراً رمزياً لتلاقي المناطق اللبنانية وتخطّيهم كلّ العثرات الطائفية والمناطقية، ظهرت بعض الأصوات المعترضة التي أحدثت نوعاً من البلبلة وتحديداً من مدينة صيدا حول من يُدير هذا “الباص” وما هي أهدافه.
وبعد البحث والتدقيق بحقيقة الأمور، تبيّن أنّه في منطقة عكار، تنقسم ساحات الاعتصام إلى فئتين، أولى تتمركز في ساحة حلبا حيثُ تيسيطر عليها مناصرون للحزب السوري القومي الاجتماعي والناصريين، وثانية في ببنين حيثُ تتمركز مجموعة من تيار المستقبل والجماعة الاسلامية وفئات شعبية أخرى.
إنطلقت فكرة “بوسطة الثورة” من قبل ناشطين إجتماعيين وجمعيات فاعلة من المجتمع المدني الناشط في عكار، الذين يعملون منذ سنوات في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، حيثُ اعتبروا أنَّ هذا الباص سيكون له دور مهمّ في إشراك كلّ الفئات العكارية بالحراك اللبناني، خصوصاً تلك الفئات التي لا تستطيع لأسباب متعددة وأبرزها اقتصادية الانتقال من قراها إلى ساحات الاعتصام الرئيسة في حلبا وببنين والعبدة، حيثُ بدأوا يجولون بالباص على مختلف البلدات العكارية ويفتحون المجال للأهالي والشباب لإبداء آرائهم وإسماع مطالبهم.
هذه الفكرة التي اقتصرت على بلدات عكار في المرحلة الأولى نالت نجاحاً لافتاً، ودفعت أصحابها إلى محاولة توسيعها لتطال ساحات أخرى. ولكن جماعة “الناصريين” الذي يتسيّدون ساحة حلبا، عندما علموا بالاتجاه لتوسيع دور هذا الباص وبالتالي تمدّد المجتمع المدني داخل ساحات الاعتصامات في لبنان، دفعهم ذلك إلى تحريك رفاقهم في ساحة صيدا، من مؤيّدي النائب أسامة سعد، لمحاولة تشويه هذه الخطوة بغية إفشالها، كون الصراع الذي يدور في عكار قد بلغ أوجّه بين اليسار والناصريين والجماعة الاسلامية تحت عنوان “من هو زعيم الحراك العكاري؟”.