أحيا مركز قرطبا – عبود – جنة ومار سركيس في حزب “القوات اللبنانية” – منطقة جبيل، الذكرى السنوية لراحة أنفس شهداء المقاومة اللبنانية، بقداس إلهي في دير مار سركيس وباخوس – قرطبا، ترأسه رئيس الدير الأب اغناطيوس داغر، في حضور عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب زياد الحواط ممثلا رئيس الحزب سمير جعجع، النائب مصطفى الحسيني، النائب السابق فارس سعيد، رئيس اتحاد بلديات جبيل فادي مارتينوس، رئيس بلدية مزرعة السياد روبير غاريوس، رئيس مجلس إدارة مستشفى قرطبا وجيه الخوري، مدير مستشفى قرطبا الحكومي عباد السخن، منسق منطقة جبيل في “القوات” هادي مرهج، رئيس جمعية “رام” جورج عون، رئيس نادي قرطبا جورج كرم، رفيق سعاده ممثلا رئيس جهاز الشهداء والمصابين والأسرى في “القوات”، رئيس مركز قرطبا في الحزب روحانا كرم، رئيس قسم قرطبا الكتائبي جوزف كرم، وشخصيات.
بعد الإنجيل المقدس ألقى الاب داغر عظة قال فيها: “انها العناية الإلهية ان نعيد ميلاد ام الكلمة المتجسد في الزمان، ونعيد لشهدائنا الابرار ميلادهم في قلب الله”.
واستذكر “شهداء البلدة الذين انضموا الى قوافل المناضلين في مسيرة التاريخ الطويل، وقضوا في ساحات النضال والشرف وكتبوا للوطن عمرا جديدا، حيث راهنوا على بقاء الوطن بدمائهم وحياتهم، وبكتهم قرطبا وما زالت تسكب الدموع وتسقي رفاتهم في القبور”.
واستشهد بقول الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير “نحن الذين لجأنا الى المغاور والكهوف في عهد الظلم والظلام طوال مئات السنين، ليسلم لنا الايمان بالله وعبادته على طريقتنا في هذه الجبال وعلى هذه الشواطئ لتبقى لنا الحرية التي ان عدمناها عدمنا الحياة”.
مرهج
بعد القداس القى مرهج كلمة توجه فيها الى أهالي الشهداء طالبا منهم “رفع جبينهم لأنهم أهل الابطال الذين “ما راحوا”، فما زالوا موجودين معنا بكل خطوة وقرار، فإنهم مصدر قوتنا وايماننا وصلابتنا للاستمرار في قضيتنا والمحافظة على الوجود والحرية”.
وأكد ان “القوات لن تتنازل ولن تساوم على المبادئ التي استشهد من أجلها الأبطال مهما شنت عليها حروب إلغاء بأي شكل من الأشكال. اليوم نقاوم بالسياسة التي أرسى قواعدها الدكتور جعجع لبناء دولة المؤسسات، وتتمثل بوزراء ونواب القوات، القاصي والداني يشهد على نزاهتهم ونظافة كفهم وعملهم على تطبيق القوانين”.
وختم مرهج: “رفاقي الشهداء، نعدكم بأننا مستمرون على الخط الذي رسمتموه بدمائكم حتى لو اضطر الأمر الى أن نكون جميعا مشاريع شهداء”.
الحواط
ثم ألقى الحواط كلمة قال فيها: “ان الشباب الشجعان قاوموا لكي يبقى لبنان ويبقى وجودنا اليوم، قاوموا لكي تبقى سياسة في هذا البلد، مع الأسف ربما استشهادهم لم يكن على قدر تضحياتهم، استشهدوا لكي يبقى لبنان حرا سيدا مستقلا ولبناء دولة قوية قادرة، على أن يبقى كل لبناني يعيش فيها بكرامة. مع الأسف لبناننا اليوم، سيادته منقوصة في وجود ميليشيات مسلحة تحمل السلاح خارج إطار الشرعية اللبنانية، للأسف هناك مناطق خارجة عن الشرعية لا يستطيع أحد أن يطالها، والفساد لا يزال مستشريا والمحاصصة لا تزال أسوأ مما كان، دولتنا شبه دولة. أزمة إقتصادية كبيرة، للأسف شبابنا مشروع هجرة على أبواب كل سفارة”.
وأضاف: “إستشهد شباب لنبقى موجودين على هذه الأرض، الذين تسلموا اليوم لم يكونوا على قدر تضحيات هؤلاء الشباب الأبطال، لكن المسيرة مستمرة. كانوا سابقا يدافعون بالبندقية والمدفع واليوم نقاوم بالسياسة والنضال والمواجهة اليومية في كل إدارة ومؤسسة داخل مجلسي النواب والوزراء وفي كل مؤسسة عامة في الدولة اللبنانية وفي كل مرفق عام يوجد فيه مقاومة حقيقية لأنه لكي تأخذ حقك في هذه الدولة يجب أن تتسكع على أبواب المسؤولين وترجوهم وتخضع لهم لكي يديروا البلد بالطريقة التي كانوا يديرون بها البلد سابقا”.
وأكد أنه “من حق اللبنانيين أن يعيشوا بفرح، والمقاومة التي نعيشها اليوم لكي يبقى اللبناني يعيش بفرح”. وقال: “اليوم، نحن وحدنا نواجه كل هذه المنظومة السيئة التي اساءت إلى لبنان واللبنانيين. وكلما تكاتفنا مع الناس وبقينا يدا واحدة وقلبا واحدا لمواجهة هذه الطبقة التي أذلت لبنان وأخذته إلى ما لا يحمد عقباه، سنبقى نواجه ونقاوم ولا نخاف ولا نستسلم”. فليس من أجل أن نأخذ حقنا ونبني دولة يجب أن نخضع لهم، هم لا يريدون دولة ولا يريدون إعطاءنا حقنا. نحن اليوم خمسة عشر نائبا واربعة وزراء كلما تكاتفنا وتضامنا وزاد عددنا زادت قدرتنا أكثر وأكثر أن نبني الدولة، وبالتالي صار بناء الدولة أسهل”.
ورأى الحواط أن هناك “معركة إلغاء سياسية حقيقية للقوات اللبنانية اليوم، لكننا سنكون أقوى وأشرف منهم. لم نندم في أي لحظة على أي موقف اتخذناه من أجل بقاء لبنان وإستمرار الدولة”، مشيرا الى “غياب القرار في الدولة، وان كل واحد يعمل حسب تعاليمه وثقافته وقيمه”.
وختم آملا “أن تكون أنفس شهداء بلدة قرطبا وشهداء كل لبنان بسلام، ونعاهدهم مسؤولين وقيادات أن نبقى على مستوى قدسية شهادتهم لأنهم فعلا “ما راحوا”، وسنبقى نناضل لبناء لبنان الكرامة والسيادة والمؤسسات وتأمين فرص العمل لشباتنا وشبابنا”.
وفي الختام تسلم جهاز الشهداء والمصابين والأسرى في “القوات” بزة عسكرية من اهل الشهيد طانيوس الياس غاريوس من بلدة عبود – مزرعة السياد، لحفظها في متحف ذخائر شهداء “القوات اللبنانية”.