كشف تقرير موسع لـ”العربية.نت” عن تفاصيل جديدة حول علاقة وزير داخلية قطر السابق، عبد الله بن خالد آل ثاني، بخالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.
وحصل ضابط الاستخبارات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط لـ21 عاما “روبرت بيير” على معلومات هامة عن علاقة عبد الله بن خالد آل ثاني بـ”خالد شيخ”، وذلك في لقاء له مع حمد بن جاسم بن حمد آل ثاني، قائد الشرطة، ووزير الاقتصاد في قطر، سابقاً، (أزيح عن منصبه واختطف من بيروت في 1999 وحكم عليه في 2001 بالسجن 6 سنوات)، في لقاء معه في 1998، معلومات أكد فيها إقامة خالد شيخ محمد في قطر، في مزرعة عبد الله بن خالد آل ثاني حتى عام 1996.
وأضاف “روبرت بيير”، ضابط الاستخبارات السابق والكاتب السياسي في صحيفة “التايمز” و”وول ستريت جرنال” و”واشنطن بوست”، والمحلل الأمني لـقناة “سي إن إن”، في كتابه “النوم مع الشيطان”: “أدار رئيس اللجنة العسكرية لتنظيم القاعدة خالد شيخ محمد خلية للقاعدة في قطر مع محمد الإسلامبولي (شقيق خالد الإسلامبولي قاتل السادات، والمقيم حالياً في تركيا)، وكان على علاقة برمزي يوسف مدبر تفجير مركز التجارة العالمي في 1993 ويخططوا لاختطاف طائرات تجارية (عملية إرهابية لتفجير الطائرات في سماء الولايات المتحدة عرفت بعملية بوجينكا)”.
وخلال إقامة خالد شيخ محمد في مزرعة الوعب بحدود العام 1995، سافر إلى البوسنة لدعم عناصر تنظيم القاعدة وتقديم الدعم المالي لهم، والذي تكفل بنفقات رحلته وزير الداخلية والأوقاف القطري عبد الله بن خالد آل ثاني، قبل أن يعود إلى قطر، ويسافر مرة أخرى إلى مانيلا بالفلبين، وبحسب ما ثبت لدى المحققين من أن “خالد شيخ محمد” كان يزور مرارا شقة “رمزي يوسف” في مانيلا، حيث كانت القنابل الخاصة بمؤامرة بوجينكا.
وأثناء إقامة “خالد شيخ محمد” في قطر في العام 1995، تلقى اتصالا هاتفياً من ابن شقيقته “رمزي يوسف” واسمه الحقيقي عبد الباسط البلوشي، بينما كان في حجز الولايات المتحدة، بعد اعتقاله في باكستان فبراير 1995، لتنفيذ تفجيرات مركز التجارة العالمي في فبراير 1993 في مدينة نيويورك، وإعداده لعمليات إرهابية متعددة اتخذ من الفلبين قاعدة له، منها التخطيط باغتيال البابا يوحنا بوليس في يناير 1995 أثناء جولته في الفلبين، والتخطيط لتفجير طائرات أميركية عرفت باسم “أوبلان بوجينكا” والتي تعني بالعربية “عملية الدوي الكبير”.
وذلك بوضع 5 إرهابيين متفجرات على متن 12 طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة، مع توقف مجدول في شرق وجنوب آسيا، ليعمد الإرهابيون بوضع المتفجرات في كل طائرة، قبل مغادرتها في محطة التوقف المؤقتة.
وتوضيح ذلك جاء في كتاب الصحافي البريطاني، سيمون ريفييه، الخبير بشؤون القاعدة، ومعد لوثائقيات على قناة BBC البريطانية، والذي كان بعنوان “رمزي يوسف وأسامة بن لادن ومستقبل الإرهاب” الصادر في أكتوبر 1999، مؤكداً فيه أنه بعد انتقال رمزي يوسف من باكستان إلى تايلاند للالتقاء بشريكه الذي جنده “اشتياق باركر”، وتسليمه حقيبتين لوضعهما على طائرة يونايتد إيرلاينز، إلا أن تراجع رفيقه بالمطار وعدم أدائه المهمة، دفع رمزي يوسف إلى البحث عن خطة ثانية، كانت بالاتصال بصديق له في قطر، لديه الاستعداد بحمل الحقائب عبر رحلة متوجهة من لندن إلى الولايات المتحدة، ويوضح الكاتب البريطاني: “لم يوضح ما اسم صديقه في قطر، إلا أن والده أكد أنه دبلوماسي كبير وأحد أفراد الأسرة الحاكمة في قطر، وكانت خطة رمزي يوسف الاستفادة من حصانة دبلوماسية لأحد الشخصيات الرسمية لعدم تفتيش الحقائب”.
وتضيف إلى ذلك “يليسا بويل ماهلي”، عميلة وكالة المخابرات المركزية الأميركية، لمدة 16 عاماً، حتى العام 2002، في لقاء أجري معها في صحيفة “الغارديان” 31 مارس 2005، وفي كتابها “الإنكار والخداع: وجهات نظر من داخل الـCIA “، الصادر في العام 2003، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي علم بتنقل خالد شيخ محمد وإقامته في قطر، خلال انتقاله من السودان إلى قطر، وقالت إن “المخابرات المركزية كانت على علم بتورط خالد شيخ محمد في العملية الإرهابية “بوجينكا” في الفلبين، وفي تفجير مركز التجارة العالمي 1993″.
وأضافت، أنه بحلول أكتوبر 1995 كان مكتب التحقيقات الفيدرالي يتعقب خالد شيخ محمد في مبنى سكني محدد في قطر، وباستخدام تكنولوجيا مراقبة فائقة الدقة، تم التأكد من وجوده في المبنى”.
كان تأكد المخابرات الأميركية من حجم خطورة “خالد شيخ محمد” بعد القبض على ابن شقيقته “رمزي يوسف”، وذلك من خلال ما تم الاطلاع عليه من رسائل على جهاز “الكمبيوتر” المحمول، الخاص به، كانت موقعة من “خالد شيخ وبوجينكا”، واكتشف المحققون أيضا أن خالد شيخ زار مرارا شقة يوسف في مانيلا في الفلبين، حيث كان يتم تصنيع المتفجرات الخاصة بالعملية الإرهابية لتفجير الطائرات.
جاء ذلك في كتاب الصحافي الأميركي ومراسل صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” “تيري ماكديموت” بعنوان “الجنود المثاليون: المختطفون في أحداث 11 سبتمبر: من هم، لماذا فعلوا ذلك؟” والصادر في مايو 2005.
وأضاف فيه: “وجد عملاء المخابرات المركزية، أن يوسف رمزي كانت لديه أرقام فاكس وأرقام هواتف متعددة لخاله “خالد شيخ محمد” كانت مخزنة باسم “خالد الدوحة”، ووفقاً للصحافي الأميركي وما أورده في كتابه: “لاحظت السلطات الأميركية أن يوسف رمزي كان يتصل على أحد هذه الأرقام في قطر ويطلب التحدث إلى خالد”.
هروب خالد شيخ من قطر
عمد مكتب التحقيقات الفيدرالي في العام 1996 إلى توجيه تهم رسمية لخالد شيخ محمد، بضلوعه في العمليات الإرهابية منذ العام 1993، تمهيداً للقبض عليه من مكان إقامته في “مزرعة الوعب” بقطر، إلا أنه سرعان ما تم تهريب خالد شيخ إلى أفغانستان بتسهيلات منحها عبد الله بن خالد آل ثاني.
وبحسب صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” وما نشر في 22 ديسمبر 2002، فقد التقى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي لويس.ج. فريه مع مسؤولين قطريين لطلب القبض عليه، إلا أن أشهرا مضت دون الموافقة على ذلك، رغم الاعتراف القطري بوجوده لديهم، ونقلاً عن مسؤول في مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، أبلغت قطر الولايات المتحدة بأنها تخشى أن يكون محمد يصنع عبوة ناسفة، وقالوا أيضا إنه يمتلك أكثر من 20 جواز سفر مختلفاً، ورغم ذلك أخروا منح الإذن للولايات المتحدة للقبض عليه”، وفقاً لما جاء في الصحيفة الأميركية.
وبعد استبعاد جهاز المخابرات القيام بعملية عسكرية للإغارة على مكان سكنه واختطافه، تجنباً للتداعيات السياسية، بعد اجتماع عقد في واشنطن بمطلع العام 1996، أرسل مدير مكتب التحقيقات الأميركي لويس فريه خطاباً إلى حكومة قطر لطلب الإذن بالقبض عليه.
إلا أنه وبحسب “ريتشارد كلارك”، المنسق الوطني للأمن ومكافحة الإرهاب بإدارتي الرئيسين الأميركيين كلينتون وبوش، أنه وفي غضون ساعات من اجتماع سفير أميركا مع أمير قطر السابق، “حمد بن خليفة” وطلب القبض على خالد شيخ محمد لبضع ساعات، اختفى شيخ عن الأنظار تماماً، وفي مدينة الدوحة الصغيرة لم يستطع أي شخص إيجاده”.
العربية.نت