استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، وزير الدفاع الوطني إلياس بو صعب الذي قال بعد اللقاء: “تشرفت اليوم بزيارة سماحة المفتي، بداية كانت معايدة برأس السنة الهجرية. ثم كان هناك كلام عن المواقف الوطنية التي اعتدناها دائما من دار الإفتاء، هذه الدار الوطنية الكبيرة، وبخاصة من سماحة المفتي دريان، لأن مواقفه التي كانت تصدر عنه، خصوصا إثر الاعتداء الإسرائيلي الذي حصل على لبنان، هي مواقف وطنية كبيرة، ونحن كما قلت معتادون عليها من هذه الدار بالذات، ومن سماحته بالتحديد”.
أضاف: “تمت أيضا مناقشة أمور عديدة تحصل في لبنان، منها ما يعني المؤسسة العسكرية، ومنها ما يعني المواطنين على كل الأراضي اللبنانية، هناك أمور نفضل أن نبقيها خارج الكلام في الإعلام، لكن هناك أمورا أخرى مثل المحاكمات، وتسريع المحاكمات للبعض، والعدالة التي يجب أن تأخذ مجراها، والمدان أن ينال قصاصه، والمظلوم في السجون أن نسرع في بت محاكمته. سماحته حريص دائما على أن يطبق القانون على الجميع، وأن تكون العدالة مطبقة على الجميع. وهذا طبعا موقف جميع اللبنانيين، وكلنا متفقون على الموضوع”.
وتابع: “الأمر الأخير الذي ناقشناه مع سماحته، يتعلق بضرورة أن يبقى هناك تفاهم بين كل السياسيين، وهذا التفاهم ضروري، وتطرقنا الى الاجتماع الاقتصادي الذي تم في بعبدا بالأمس، وأهمية الوحدة، وحدة الموقف التي تحصن لبنان، إن لجهة الأمور الاقتصادية، أو لجهة الأزمة الاقتصادية التي كنا نمر بها، وما زلنا نعمل كي نخرج منها في وقت سريع إن شاء الله، أو بوحدتنا عندما يكون هناك اعتداء من الخارج مثل الاعتداء الإسرائيلي المدان من الجميع، هذه الوحدة، سماحته حريص عليها، وهذا كلام بالنسبة الي أعرفه، وأعرف مواقفه من قبل، وأعرف اهتمامه بهذا الموضوع، ومن دون أن يكون هناك تعد على صلاحيات أحد، وهذا واضح من خلال المواقف الموحدة، والإجماع على طرق معالجة الأزمات، أما الشؤون التنفيذية وصلاحية كل من السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية ورئاسة الجمهورية فمعروفة لدى الجميع”.
سئل: هل تسريع المحاكمات يشمل الموقوفين الإسلاميين؟
أجاب: “أنا أولا أرفض اسم “الموقوفين الإسلاميين”، وهذا ما ناقشته مع سماحته، هناك موقوفون من جميع الفئات، وليس بالضرورة كلما تكلمنا عن ملف إرهابي أن نعني بذلك الموقوفين الإسلاميين، أنا دائما عندي تصريحات أعود فأؤكدها، الإسلام هو دين المحبة والتسامح، والإرهابي ليس له دين، فعلينا التفرقة بين الإرهابي المدان بعمل ما، والموقوفين، والموقوفون إن كانوا مسلمين أو مسيحيين ومظلومين لأن محاكمتهم لم تتم بشكل سريع، نحن سنكون إلى جانبهم، أما عندما نتكلم عن شخص إرهابي قتل عناصر من الجيش، أو فجر بعض المواطنين في لبنان، فهؤلاء الأشخاص هم الذين أقول عنهم لن يشملهم العفو العام، العفو العام يشمل الأشخاص الآخرين، وليس الذين قتلوا عن عمد أي شخص لبناني مدنيِ أو عسكري، من الجيش أو من قوى أمن داخلي”.
سئل: العدو الإسرائيلي ينتهك الأراضي والأجواء اللبنانية انتهاكا شبه يومي، والدولة اللبنانية ترفع شكوى للمجتمع الدولي، فهل من إجراءات أخرى ستقوم بها الدولة؟
أجاب: “أنا أعتقد أن موقعنا اليوم كلبنانيين أقوى مما كنا عليه في الماضي، كنا نكتفي بالماضي – إذا كنتم تذكرون – بعد كل اعتداء إسرائيلي برفع شكوى إلى مجلس الأمن، وينتهي الموضوع عند هذا الحد، كلا، اليوم موقفنا قوي، والإسرائيلي أصبح يحسب حسابا مختلفا، نحن مؤمنون بالدولة اللبنانية وبقوتنا وبوحدتنا، والبيان الوزاري يعطينا حق الدفاع عن النفس، وحق مقاومة الاعتداءات الإسرائيلية من كل اللبنانيين، وبالتالي هذه المعادلة قائمة، وهي التي تضمن قوة لبنان في الوقت الحالي، ولكن أعود فأقول، نحن نطمح للوصول إلى اليوم الذي يمكن ألا يكون لهذا الخطر الإسرائيلي أي وجود، وأن تكون بدايته بترسيم الحدود، ليحصل لبنان على حقه في الأرض والبحر، من دون أن يكون هناك طمع من الإسرائيليين، فيكون بذلك الجيش هو الوحيد المسلح، والقادر على حماية لبنان، ولكن هذا الموضوع حتى نصل إليه، يجب أن يكون الإسرائيلي قد وصلته رسالة مفاده أنَ الاعتداءات على لبنان لن تكون متاحة له لا الآن ولا عندما نصل إلى هذه المرحلة مستقبلا”.
وردا على سؤال عن الرفض التركي لخطاب رئيس الجمهورية، قال: “تناولنا هذا الموضوع مع سماحته في آخر اللقاء، نحن غير معنيين بالموقف التركي، كان هناك “احتلال” كما نسميه نحن في لبنان من قبل الإمبراطورية العثمانية في ذاك الوقت، وكان هناك عمليات قتل فيها لبنانيون، كما أعدم لبنانيون، وهذا لا يخفى، والتاريخ يحكي عنه، وإذا نحن تكلمنا عن تلك المرحلة فليس معنى ذلك أننا يجب اعتبار الموضوع دائما طائفيا، نحن وعدد كبير من الدول العربية عندنا المواقف نفسه من الاحتلال العثماني للدول العربية، فبالتالي دعوني أكتفي بهذا القدر، إنما الذي قاله رئيس الجمهورية هو وقائع وتاريخ ولا يستطيع أحد أن يتنصل منه”.
سئل: هل سنشهد في الأيام المقبلة في حال انتهكت إسرائيل الأجواء اللبنانية، ردا من الجيش اللبناني، كأن يقصف إسرائيل؟
أجاب: “الجيش اللبناني عنده تعليمات واضحة، وقد بادر وأطلق النار على الطائرات المسيرة عندما حلقت فوق مواقعه في الجنوب، ومتى يظهر أي هدف واضح معتد على لبنان وعلى الجيش اللبناني، فالجيش سينفذ التعليمات نفسها، وسيكون على الجهوزية نفسها”.