توقف رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في مؤتمر صحافي عقده في بيت الكتائب المركزي في الصيفي عند الكلام الأخير للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، معتبرا أن “من أقر التسوية يتحمل مسؤولية السكوت المريب لأول مرة في تاريخ لبنان عن الانتهاكات التي تتعرض لها سيادة الدولة”. ودعا رئيس الجمهورية إلى “الضرب على الطاولة والعودةالى ما قبل 2005، لان البلد مهدد بالعقوبات والحرب وهناك من يستولي على قراره”.
وقال: “لقد استوقفنا الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والذي شكل نقطة اضافية على ملاحظات لدينا على وضع اليد على البلد وخطف السيادة الوطنية، ومن الضروري التوقف عند الكلام الخطير الذي صدر في 16 آب لاسيما اننا في ظرف خطير يوجب علينا التنبه”.
وفند الجميل كلام نصرالله، وقال: “يقول السيد نصرالله إن الحرب على إيران تعني الحرب على كل محور المقاومة، وان كل المنطقة ستشتعل، مع العلم انه يعلن انه جزء أساسي من محور المقاومة، وقبل يوم واحد من خطابه عرض تلفزيون المنار تقريرا مفصلا عن صواريخ حزب الله. نحن أولاد النظام الديموقراطي والدولة والدستور، ويجب ان نعود الى الدستور بحيث تناط السلطة الاجرائية بمجلس الوزراء، وهي السلطة التي تخضع لها القوات المسلحة ورئيس الجمهورية هو القائد الاعلى للقوات المسلحة”.
واعتبر أن “تصريح السيد نصرالله مخالفة فاضحة للدستور ولمنطق المؤسسات وللميثاق الوطني وخروج عن الشراكة التي بقرار السلم والحرب تمر بالمؤسسات وتعبر عنها المؤسسات”، مشددا على أن “مجلسي النواب والوزراء لهما الصلاحية في تقرير مصير البلد، ولا يحق لأحد أن يقرر عن اللبنانيين مصيرهم ومستقبلهم وقرار السلم والحرب لديهم”.
وأكد أن “الخطير هو ان حزب الله هو من يحدد العدو والصديق ويضع الاستراتيجية الدفاعية، وبالنسبة اليه ميزان القوى هو ما يمنع حصول الحرب، وهذه وجهة نظره لا وجهة نظر اللبنانيين والدولة”، جازما بأن “الحكومة هي التي تعبر عن وجهة النظر الرسمية”.
ورأى الجميل ان “الاخطر ان نصرالله وضع خلفه أعلام حلفائه الذين يشكلون اكثرية مجلس الوزراء اي 18 وزيرا، وبالتالي يقول ان السلطة في لبنان هي سلطة ممانعة وجزء من التحالف، وبالتالي يجر لبنان الى ان يتحمل مسؤولية أسوأ صدام، وكأنه يقول “علي وعلى خصومي وحلفائي والدولة”، أي صدام بين اميركا وايران”.
وسأل: “هل الشراكة فقط بالمديرين العامين والوظائف من الفئة الثالثة؟ اين الشراكة في قرار السلم والحرب؟ ألا تعني السلطة؟ وإذا كانت هذه الصواريخ تردع اسرائيل، فهل تخف فعاليتها اذا اصبحت بين ايدي الجيش الذي يمثل جميع اللبنانيين؟”
ولفت الى أن “كل ما يقوم به حزب الله قادر عليه الجيش، ودول كثيرة اعتمدت مقاومة شعبية للدفاع عن نفسها إنما تحت سقف الدستور وتحت رعاية الدولة، ولا مانع من اعتماد استراتيجية مقاومة شعبية انما ذلك ينظمه الجيش والدولة، لكن تسليم أمن البلد الى فريق معين لا علاقة له بالأمن”.
وتابع الجميل: “الأخطر ان الصواريخ والتهديدات التي اطلقها نصرالله لم تكن موجهة ضد اسرائيل انما إلى أميركا بصراعها مع ايران، اي لا علاقة للموضوع بالدفاع عن لبنان، وكلام السيد نصرالله لا علاقة له بالدفاع عن لبنان، وهو لم يطرح موضوع الدفاع عن لبنان الذي يجب ان يكون بيد الجيش، انما طرح الدفاع عن دولة اخرى بحرب لا علاقة لنا بها”.
وسأل: “أين ردات الفعل الرسمية على من قال ان لبنان يجب ان يشتعل ويدفع ثمن حرب لا علاقة له بها؟ ألم يشعر احد بانتهاك الكرامة والسيادة؟ أين مسؤولياتهم الدستورية هم المؤتمنين على الدفاع عن سيادة لبنان؟ وهل هذا ثمن التسوية؟ وهل هذه هي التسوية؟ وأجاب: “نعم التسوية هي بتسليم قرار البلد ونصرالله يقرر كل ما له علاقة بالدولة”.
وعن كلام رئيس الجمهورية عن الاستراتيجية الدفاعية، والذي لم يصدر نفي له، توجه الجميل إلى الرئيس ميشال عون بالقول: “فخامة الرئيس، أنت مؤتمن على الدستور وقائد القوات المسلحة وكنت قائدا للجيش وخضت معارك كبيرة رفضا لسلاح حزب الله وتطبيقا للقرار 1559 الذي كان لك الفضل الكبير في إقراره، اين انت؟”
ودعا الجميل رئيس الجمهورية الى “الضرب على الطاولة والعودة الى ما قبل 2005، لان البلد مهدد بالعقوبات والحرب وهناك من يستولي على قراره”. وقال: “لقد وعدت باستراتيجية دفاعية في خطاب القسم ومرت 3 سنوات ولم تحصل خطوة في هذا الاتجاه”.
وأكد أن “المطلوب أولا استعادة القرار الدفاعي، ثم دراسة الاستراتيجية الدفاعية”، سائلا: “كيف نضع استراتيجية لقرار لا نملكه؟” وأضاف: “يجب وضع حد لكل من يحاول وضع يده على القرار، وفي رأيي أن الجيش يجب ان يضع الاستراتيجية، وأي استراتيجية لا تكون تحت إمرة الدولة والجيش تصبح تسليما لقرار الدفاع لا استراتيجية”.
وأشار الى أن “وزير الخارجية جبران باسيل استعرض بأسف محيط المطار وأكد أن لا صواريخ، لكنه لم يعد بحاجة الى جولة بالباص لأن الصواريخ عرضها حزب الله بشكل دقيق ومفصل”، مشددا على أن “استعراض الصواريخ لا يأتي بالاستثمار ولا يؤمن دورة اقتصادية ولا يشجع على السياحة ولا يشجع الدول التي يتوسل اليها الحريري كي لا تفرض عقوبات كبيرة على لبنان والاستعراض الذي حصل لم يساعد الحريري”.
وإذ سأل “ما المنطق من عرض الصواريخ في وضعنا الدقيق؟”، قال: “كنا نرى القادم من الأمور لذلك رفضنا التسوية، ومن ساروا بها يتحملون مسؤولية التواطؤ الرسمي والعقوبات الآتية وعزل لبنان عن اصدقائه الدوليين والعرب”.
وتابع: “من أقر التسوية يتحمل مسؤولية السكوت المريب لأول مرة في تاريخ لبنان عن الانتهاكات التي تتعرض لها سيادة الدولة”.
واكد رئيس الكتائب ان “صوتنا لن يخفت ولن نركع ولن نخاف ان نكون وحدنا طالما ان الحق والتاريخ والمستقبل معنا، لأن مسار تطور الشعوب هو في الاتجاه الذي نقول به نحن، وليس بثقافة العنف والديكتاتورية والاحادية، انما بثقافة الدولة والقانون والشراكة الحقيقية”، مشددا على “أننا لن نتوقف عن قول الحق الى ان يوضع الامر على جدول اعمال المؤسسات الدستورية، أي مجلسي النواب والوزراء، وعلى الدولة ان تحزم امرها وتتحمل المسؤولية تجاه الناس ونفسها”.