شهد قصر بيت الدين قبل ظهر اليوم سلسلة لقاءات سياسية، تناولت شؤونا وطنية عامة، في وقت استمر تدفق الوفود الشعبية المرحبة بوجود الرئيس عون في قصر بيت الدين، حيث اعاد رئيس الجمهورية التأكيد “أن وجودي في المقر الرئاسي الصيفي في منطقة الشوف لزيادة الطمأنينة واللحمة بين اهالي المنطقة ومجتمعها المختلط الذي يمثل نخبة اللبنانيين”.
المجلس السياسي للديموقراطي وكتلة ضمانة الجبل
واستقبل الرئيس عون رئيس الحزب “الديموقراطي اللبناني” النائب طلال ارسلان على رأس وفد من المجلس السياسي للحزب ووزير شؤون النازحين صالح الغريب، وتداول معهم في الاوضاع الراهنة ومرحلة ما بعد “لقاء المصارحة والمصالحة” الذي عقد في قصر بعبدا قبل اسبوعين. كما تطرق الحديث الى حاجات منطقتي الشوف وعاليه.
ثم التقى الرئيس عون وفد “كتلة ضمانة الجبل” برئاسة النائب ارسلان وضم الوزيرين صالح الغريب وغسان عطاالله والنائبين ماريو عون وسيزار ابي خليل، وعرض معهم شؤونا وطنية عامة والواقع السياسي وخطة العمل التي وضعت في “اللقاء الاقتصادي والمالي” في قصر بعبدا والذي تلا “لقاء المصارحة والمصالحة”.
ارسلان
بعد اللقاء تحدث النائب ارسلان للصحافيين، فقال: “زرنا اليوم الرئيس عون في قصر بيت الدين كمجلس سياسي للحزب الديموقراطي اللبناني ليرحب بنا، فرئيس الدولة هو بمثابة رمز لوحدة البلاد وللعيش الواحد وللدستور والمؤسسات. فأينما وجد وفي اي بقعة من الاراضي اللبنانية يرحب بكل الناس. ونحن لم نأت لنزايد على أحد في هذا الموضوع، جئنا لنتمنى لفخامته اقامة سعيدة. وكانت مناسبة للتداول في بعض الامور العامة في البلد وان شاء الله الامور سالكة في الاتجاه الصحيح”.
سئل: هل كان طريقكم اليوم الى بيت الدين سالكا؟
أجاب: “لم يكن يوما إلا سالكا”.
سئل: متى برأيكم يتم لم الشمل الدرزي؟ وهل هناك خطوات على الارض لاستكمال المصالحة؟
أجاب: “نحن قلنا ان رعاية فخامة رئيس الجمهورية للاجتماع الذي حصل في بعبدا تحت عنوان المصارحة والمصالحة هو خطوة اولى باتجاه الحل. واليوم من مسؤولية الرؤساء وتحت رعاية فخامة الرئيس متابعة الموضوع السياسي، لأن حل ما حصل في قبرشمون يبنى على ثلاثة اسس غير مرتبطة ببعضها البعض، وقد اعتبرنا لقاء بعبدا خطوة اولى في المسار السياسي الذي اراده رئيس الجمهورية، وهناك ايضا المسار القضائي كما المسار الامني الذي التزم الجميع به في اجتماع بعبدا. ومن مسؤولية الدولة ان تضع خطة امنية جدية للجبل لنتفادى اي مشكلة قد تحصل، وليشعر المواطنون بالامان والطمأنينة في كل بقعة من الاراضي اللبنانية. ومن جهتنا، نحن حاضرون للتعاون في هذه المسارات الثلاثة من دون اي مشكلة. ولكن نؤكد أن هذه المسارات منفصلة عن بعضها البعض”.
سئل: كيف تصف علاقتكم بالنائب وليد جنبلاط؟
أجاب: “لم التق به منذ اجتماع بعبدا”.
سئل: هل لا زلتم مصرين على المجلس العدلي؟
اجاب: “إن بيان بعبدا واضح وصريح وقد اطلع عليه الجميع. نحن مع إحقاق الحق والعدالة، وفي النهاية من قتلوا هم شباب في ريعان عمرهم، والتعدي الذي حصل على الوزير الغريب أمر غير مسبوق ومرفوض شكلا ومضمونا، وبالتالي نحن مع المسار السياسي ويدنا ممدودة، وإنما ليس على حساب المسارين القضائي والامني بوجود خطة أمنية جدية في الجبل لنتحاشى جميعا ما حصل”.
ماريو عون ووفد شوفي
واستقبل الرئيس عون النائب ماريو عون مع وفد من ابناء الشوف حضر مرحبا برئيس الجمهورية في قصر بيت الدين.
وفي مستهل اللقاء تحدث النائب عون، فقال: “فخامة الرئيس، جئناكم اليوم من القرى والبلدات الشوفية كافة للتعبير لكم عن امتناننا العميق لوجودكم بيننا ولو لفترة قصيرة، ولكنها كافية للاطلاع على حاجاتنا الانمائية والاجتماعية والتربوية. وجودكم هنا اعاد اللحمة الى اهالي الشوف والالفة بين ابنائه كافة. والشوف بحاجة لمشاريع كثيرة لن ادخل في تعدادها، ونحن كممثلين للشعب نعمل على تحقيقها، لكن نطالبكم بالمساعدة على انشاء مستشفى الدامور ودير القمر لحاجاتنا الماسة اليها، كونها تساعد على ارساء الطمأنينة في نفوس أهلنا وعلى العودة الى ربوع الشوف، كما نطالبكم بالعمل على انشاء “اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار” على أرض الدامور، وقد وضعت البلدية أكثر من 60 ألف م2 من أراضي المشاع لتحقيق هذا الهدف. شكرا فخامة الرئيس لاهتمامكم واهلا وسهلا بكم في الشوف بين اهلكم ومحبيكم”.
رئيس الجمهورية
من جهته، رحب الرئيس عون بالوفد، معربا عن سعادته لاستقباله، مؤكدا أن وجوده اليوم في بيت الدين “هو لزيادة الطمأنينة واللحمة بين اهالي الشوف المكون من مجتمع مختلط يمثل نخبة من اللبنانيين”. وأكد ان “الدامور والمنطقة بحاجة الى انماء كان محتكرا واقتصر نسبيا على بعض الاماكن، ولكنه سيشمل اليوم المناطق كافة”.
واشار الرئيس عون الى ان “الامم المتحدة ستصوت في 13 ايلول المقبل على المبادرة الرئاسية القاضية بجعل لبنان مركزا ل”أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار”، وهي نتيجة جهد وعمل سنتين، وقد طرحتها من اجل لبنان وستكون مشروعا عالميا للسلام لتعليم الحضارات المختلفة والاديان والاثنيات وعاداتها وتقاليدها، انطلاقا من لبنان. فعندما يتعارف الانسان على الآخر تخف حدة العنف ويعم السلام، إذ أن الجهل يساعد الحكام والدول ذات المطامع على تجييش شعبها ضد الآخرين. نحن جميعنا بشر، نحب السلام ولدينا الامانة نفسها، وهذا الامر سيكون رسالة لمختلف شعوب الارض”.
ولفت الى أنه “سيتخرج من هذه الاكاديمية رسل لتعليم الناس على اسس السلام ومبادئه، بعدما فشلت عصبة الامم كما الامم المتحدة في تحقيق هذه الرسالة، وقد طال امد الحروب منذ الحرب العالمية الاولى الى الثانية، وصولا الى الحرب في المنطقة منذ العام 2003 ونحن لا زلنا الى اليوم نعيش نتائجها”، مؤكدا ان “الشعب اللبناني سيكون اول من يتفاعل مع اهداف ورسالة هذه الاكاديمية”.
رحمة
واستقبل الرئيس عون النائب السابق اميل رحمة وأجرى معه جولة افق تناولت التطورات المحلية والمستجدات الاخيرة.
وأعرب رحمة عن سعادته “لوجود الرئيس عون في قصر بيت الدين تكريسا لتقليد درج عليه الرؤساء السابقون من جهة، وتعزيزا لحضور الدولة بكل مؤسساتها في منطقة الجبل الشاهدة على العيش المشترك بين مكونات لبنان كافة”.
وأوضح انه اثار مع الرئيس عون “حاجات منطقة البقاع عموما والبقاع الشمالي خصوصا، ولمست لدى فخامته اهتماما خاصا بالمنطقة، لا سيما بعد تحرير الجرود الشمالية الشرقية من الارهاب”.
ووجه رحمة دعوة لرئيس الجمهورية لحضور القداس الذي يقام لمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لاقامة تمثال السيدة العذراء “سيدة بعلبك” في كنيسة سيدة المعونات في الانطش الماروني في بعلبك يوم السبت 14 ايلول الساعة السادسة مساء. ويلي القداس تطواف بالشموع الى ساحة التمثال.
وفد اعلامي فرنسي
كما استقبل الرئيس عون في حضور ممثله الشخصي لدى المنظمة الفرانكوفونية الدكتور جرجورة حردان، وفدا اعلاميا فرنسيا ضم انطوان غيلو من محطة التلفزيونية الفرنسية “TF1” والصحافية الفرنسية نفيسة شاراي، الموجودين في زيارة للاطلاع على الاوضاع في لبنان.
وأبدى غيلو اعجابه ب”الاستقرار الذي تحقق في لبنان خلال السنوات الماضية عاكسا الاهتمام الذي يبديه الفرنسيون حيال لبنان.
السفير لبنان في المكسيك
وفي قصر بيت الدين، سفير لبنان في المكسيك سامي النمير الذي عرض معه العلاقات اللبنانية-المكسيكية وسبل تعزيزها في المجالات كافة.