تداعيات كثيرة لقضية كشمير خاصة على العلاقات الثنائية الباكستانية الهندية المتوترة، وفي هذا الإطار نشر موقع “أتلنتيكو” الفرنسي تقريراً أشار فيه إلى ان كشمير فقدت يوم الاثنين 5 آب الحكم الذاتي النسبي الذي كانت تتمتع به فيالاتحاد الهندي. ومن المتوقع أن يكون لهذا القرار عواقب وخيمة على المنطقة. ومن الواضح أنه على المستوى الإقليمي، سيؤدي هذا القرار إلى تجدد التوترات بين الهند وباكستان.
وأكد الموقع أن الهندوس سيرفضون أي تراجع إلى الوراء، حتى وإن كان ذلك يعني تصعيدًا خطيرًا للتوترات مع الجار الباكستاني. فبالنسبة لبعض القوميين الهندوس، هذه ليست سوى خطوة أولى: فإثر إخضاع كشمير، تتمثل رغبتهم في استعادة الأراضي الكشميرية التي تسيطر عليها باكستان، وغلغت-بلتستان في الشمال. ولكن من الخطأ الاعتقاد بأن تأثير هذا القرار الهندي سوف يقتصر على توترات أكبر بين الشقيقين العدوين في جنوب آسيا، بل سيكون له أيضا عواقب وخيمة في مناطق تتجاوز الهند وباكستان.
وأضاف أن المنافسة بين الهند وباكستان لا تقتصر على الحدود المشتركة بين البلدين. فمنذ استقلالهما، كانت أفغانستان قطعة مهمة في رقعة الشطرنج بين الهنود والباكستانيين. وقبل ثمانينيات القرن الماضي، شعرت إسلام آباد بأنها محاصرة بين عدوين لدودين، هما نيودلهي وكابول. وفي الواقع، لم تعترف كابولأبدا بخط ديورند وهي الحدود الحالية بين الهند وباكستان، وقد يصل الأمر ببعض القوميين الأفغان إلى حد المطالبة بما لا يقل عن 60 بالمئة من الأراضي الباكستانية. لهذا السبب، كانت باكستان والهند في منافسة مستمرة في أفغانستان.
لطالما رفضت طالبان الاعتراف بالحدود الأفغانية الباكستانية، ولكن علاقاتها مع باكستان كانت تثير الشكوك دائمًا في نظر الهنود. وتقدر حكومة كابول الشرعية الهند لمساعدتها المالية، وتجعل باكستان المسؤول الأول عن عدم استقرارها، ذلك أنه منذ سقوط طالبان كانت أفغانستان مجددا حليفًا كبيرًا في الحرب الباردةضد الباكستانيين. ولكن مع عملية السلام بين الأميركيين والتمرد، وهو خيار قبلته ودعمته كل من روسيا والصين، برزت في الهند مخاوف من نفوذ باكستان المتزايد في أفغانستان.
وأشار الموقع إلى أن هذا الأمر ينعكس كذلك على كشمير، فكما أوضح مدير الشرطة السابق في المقاطعة، راجيندرا كومار، فإن منح الانطباع بأن طالبان قد هُزمت بحكم الأمر الواقع في أفغانستان يعني تشجيع الحركات الجهادية والانفصالية في المنطقة، وخاصة في الهند. ويمكن اعتبار قرار إلغاء الوضع الخاص لكشمير بصفة جزئية استجابة وقائية وأمنية “لانتصار” إسلام آباد الدبلوماسي على القضية الأفغانية.
ونوّه بأنه إذا تعجّلت طالبان في الإعلان، عبر المتحدث الرسمي باسمها ذبيح الله مجاهد، على أنه لا ينبغي ربط الملفات الكشميرية بالأفغانية، فذلك لأنها تخشى على الأرجح أن تعرقل التوترات بين الهند وباكستان الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى عملية سلام في أفغانستان. لسوء الحظ بالنسبة لأفغانستان، تؤكد الجيوسياسية والتاريخ الحديث أنه في حال تصاعدت التوترات في كشمير، فإنها تخاطر بالبقاء ساحة معركة للحرب الباردة بين الهند وباكستان، مع كل ما يمكن أن ينجر عن ذلك من تبعات أمنية سلبية.
وأضاف الموقع أنه ولئن كان تأثير الوضع في كشمير على القضية الأفغانية واضحًا بما فيه الكفاية، إلا أنه يتم تناسي أحيانًا أن ما يحدث في إقليم جنوب آسيا قد يكون له أيضًا عواقب وخيمة على جيوسياسية الشرق الأوسط. باختصار، يمكن للأزمة أن تساعد على تعزيز العلاقات بين باكستان وإيران، من خلال تحويل إيران إلى لاعب مهم في مستقبل هذه الأزمة، على نطاق أوسع.