وقال الموقع في تقريره إنّ الفريق تمكن من استخراج المركب من الأزهار وتعديله على نحو يجعل من الممكن استخدامه لقتل خلايا سرطان الدم الليمفاوي المزمن، أو ما يُعرف بابيضاض الدم الليمفاوي المزمن، في المختبر.
وأضاف الموقع أن فريق جامعة “برمنغهام” لم يكتف بإظهار طريقة لإنتاج البارثينوليد مباشرة من النباتات فحسب، بل توصل أيضا إلى طريقة لتعديله من أجل إنتاج عدد من المركبات التي قتلت الخلايا السرطانية في التجارب المختبرية. وتجعل الخصائص المميزة هذه المركبات واعدة أكثر كأدوية يمكن استخدامها في العيادة.
ويبدو أن مركب “البارثينوليد” يعمل عن طريق زيادة مستويات أنواع الأوكسجين التفاعلية في الخلايا. وتحتوي الخلايا السرطانية بالفعل على مستويات أعلى من هذه الجزيئات غير المستقرة، ومن ثم، يتمثل تأثير “البارثينوليد” في زيادة مستوياتها إلى نقطة حرجة ما يتسبب في موت الخلية.
وأورد الموقع أن هذه الدراسة، التي نُشرت في مجلة “مجتمع الكيمياء الدوائية” العلمية، كانت عبارة عن برنامج متعدد التخصصات يجمع الباحثين من معهد الدراسات السرطانية والجينية وكلية الكيمياء في جامعة برمنغهام، وشركات خدمات اكتشاف الأدوية، وغيرها من الجهات المختصة. وقد أشرفت حديقة وينتربورن النباتية بجامعة “برمنغهام” على زراعة النباتات بكميات كافية من أجل فحص الدواء.
وقد شرع في هذه الدراسة الدكتور أنجيلو أغاثانجيلو من معهد الدراسات السرطانية والجينية، الذي يبحث عن طرق جديدة لعلاج سرطان الدم الليمفاوي المزمن، وهو نوع من السرطان الذي يصيب عادة كبار السن. ويوضح الدكتور أغاثانجيلو قائلاً: “هناك العديد من العلاجات الفعالة لسرطان الدم الليمفاوي المزمن. لكن بعد فترة من الزمن، يصبح المرض لدى بعض المرضى مقاوما للعلاج. في هذا الإطار، كنا مهتمين بمعرفة المزيد عن إمكانات البارثينوليد. وبفضل خبرة زملائنا في كلية الكيمياء، تمكنت من إثبات أن هذا المركب يعتبر واعدا للغاية، ويمكن أن يوفر خيارات علاجية بديلة لمرضى سرطان الدم الليمفاوي المزمن”.
ونقل الموقع عن البروفيسور جون فوسي من كلية الكيمياء بجامعة “برمنغهام” قوله، إن “هذا البحث مهم ليس لأننا أظهرنا طريقة لإنتاج البارثينوليد تجعله في متناول الباحثين بقدر أكبر فحسب، ولكن لأننا تمكنا كذلك من تحسين خصائصه “الشبيهة بالمخدرات” لقتل الخلايا السرطانية. إنه دليل واضح على أن البارثينوليد يتميز بالقدرة على التقدم من مشتل الزهور إلى العيادة”.
إشارة إلى أنّ كلا من رئيس حديقة وينتربورن النباتية، لي هيل، ومستشارة وينتربورن للبستنة، أبيجيل جاليفر، أشرفا على زراعة النباتات وحصادها. من جانبه، يوضح هيل أنه “بعد إجراء التجارب على الأنواع النباتية ذات الصلة داخل فصيلة النجمية، سرعان ما أصبح من الواضح أن أقحوان زهرة الذهب يوفر المستويات المثلى من البارثينوليد”.
وأضاف الموقع نقلاً عن أبيجيل جاليفر، أن “أقحوان زهرة الذهب هو نبات لا يعيش لوقت طويل، ونحن نزرعه على أساس سنوي للتجربة لضمان استمرارية الإمدادات. وقد كان هذا ضروريا لأن الطقس في فصل الشتاء يمكن أن يؤدي إلى خسائر في النبات”.