أكد الرئيس نجيب ميقاتي “ان الموازنة العامة التي ستقر بإذن الله في المجلس النيابي، ليست مثالية، ولكنها خطوة أساسية في سبيل تخفيض العجز، والتمهيد لظروف مناسبة لاجتياز هذه المرحلة الصعبة”.
وخلال رعايته الحفل الذي اقامه قطاع الأطباء في “منتديات وقطاعات العزم” تكريما لنقيب الاطباء السابق في طرابلس الدكتور عمر عياش لمناسبة انتخابه رئيسا للمجلس الأعلى لاتحاد الأطباء العرب، قال ميقاتي:”نحن نواب طرابلس الثمانية قررنا وضع السياسة جانبا وتبني إنماء طرابس كهم مشترك لنا جميعا.أي مشروع يتم في طرابلس جيد وينعكس علينا جميعا، وليس لنا إلا أن نتمنى أن تتحقق الإنجازات في المدينة في أسرع وقت ممكن. لقد اتفقنا على سلسلة من المشاريع، والتقينا الرئيس سعد الحريري الذي كان متجاوبا وواعدا بإذن الله أنه، بعد إقرار الموازنة وبدء تنفيذ مقررات مؤتمر سيدر، ستنطلق عجلة المشاريع الخاصة في طرابلس”.
اضاف:”في هذه المناسبة، لسنا نكرم الدكتور عمر عياش، بل نهنىء المجلس الأعلى لاتحاد الأطباء العرب على اختياره لهذا المنصب. عرفناه شخصا دمث الأخلاق بكل معنى الكلمة، وفي الوقت ذاته، فهو تطبع من مهنته كطبيب مخدر، ويحل أية مشكلة تصادفه بابتسامة وهدوء وروية، وأتمنى أن يستمر بالروحية نفسها في عمله مع المجلس الأعلى لاتحاد الأطباء العرب، لأن المشاكل هناك ربما كانت أكثر على المستوى العربي”.
تابع:”بعد الانتخابات النقابية التي كانت درسا في فن تداول السلطة، نتمنى كل الخير للدكتور سليم أبي صالح، ونحن على يقين أن النقابة بوجود الأطباء وحرصهم، وحرص النقباء السابقين والنقيب الحالي وأعضاء النقابة، فإن النقابة بألف خير”.
وقال:”خلال ثلاث سنوات من توليه منصب نقيب أطباء طرابلس والشمال، فإنني لم اسمح لنفسي أن أرفع هاتفي لأطلب خدمة من الدكتور عياش، لأنني على ثقة بما يقوم به، ويراعي فيه مصلحة النقابة، بغض النظر عن مصلحة أي فئة أو تيار، ونتمنى اليوم من الدكتور أبي صالح، أن يكرس هذا النهج: النقابة لجميع أطبائها، وليس لفئة دون اخرى. نحن بحاجة إلى نقباء من هذا الطراز، والى تفعيل أداء المهن الحرة، فمن دون حماية العدالة لن يرتاح المحامي، ولا عدالة فاعلة من دون محام بارع، ولا بناء سليما من دون راحة المهندس، ولا ابتسامة من دون طبيب أسنان ماهر”.
وقائع الحفل
وكان حفل تكريم عياش قد اقيم في مركز العزم الثقافي – بيت الفن في طرابلس، في حضور عدد من الفاعليات السياسية والنقابية.
وفي المناسبة قال النقيب عياش:”الفضل كل الفضل لزملائي أطباء العزم الأعزاء، ولكل من تعاون معنا لإتمام ما حققناه من إنجازات، وعلى رأسهم الصديق الحبيب دولة الرئيس نجيب ميقاتي، فهو من قدم لنا يد العون وآزرنا في سبيل دفع مسيرتنا وتحقيق ما رمينا إليه على أحسن وجه. كما جمعتني شخصيا به علاقة أساسها التعاون والاحترام المتبادل لمدة تزيد عن اثني عشر عاما”.
وتابع:”تكمن أهمية مشاركتنا الفعالة في اتخاذ القرار في تطوير مهنة الطب ورسم السياسات الصحية في عالمنا العربي، وبالشراكة مع زملائنا في نقابة أطباء لبنان في بيروت، في استعادة دور لبنان الريادي في السياحة الطبية والاستشفائية على حد سواء، خاصة أن أكثر من 22 دولة عربية منضوية تحت إطار هذا الاتحاد. ومن ناحية أخرى، ستتيح شراكتنا اللبنانية والعربية، سهولة تبادل الخبرات والقدرات الطبية والمهنية، والصحية والتواصل مع أهم الجامعات وكليات الطب في الدول العربية، وستكون عاملا فاعلا في تطوير الاختصاصات الطبية للأطباء العامين والأخصائيين بالتقنيات الحديثة، ناهيك عن تذليلها للعوائق التي قد تقف حائلا أمام توفير فرص عمل جديدة لأطبائنا والمساعدة في دعم العجلة الاقتصادية لمدينتنا وشمالنا الحبيبين. وسيتم ذلك بمشيئة الله من خلال تضافر الجهود، ووجودنا الفعال في هذا الاتحاد العربي، متمنين النجاح لزملائنا في المهن الحرة الأخرى، لتولي المسؤوليات الكبرى في اتحادات اختصاصاتهم العربية”.
كذلك تحدث نقيب أطباء لبنان – طرابلس الدكتور سليم أبي صالح وقال:”منذ عقد من الزمن، تعرفت إلى النقيب الدكتور عمر مناضلا نقابيا من الطراز الأول، دمث الأخلاق، متواضعا، يجيد طرح الأمور وتبسيطها، محاور من الدرجة الأولى، صلب في الدفاع عن آرائه طارحا الحجة تلو الحجة، من غير أن يهمل آراء محاوره، وهو دائما مستعد لتصويب أفكاره إذا تبين أن هناك ضرورة لذلك. رافقته سنتين في مجلس النقابة الأخير كأمين للصندوق يوم كان النقيب، تحاورنا في كل الأمور المطروحة، اختلفنا كثيرا، وهذا ليس سرا، ولكن في النهاية توافقنا دائما نتيجة الحوار الذي كان. لم يلجأ إلى التصويت يوما في الأمور المفصلية، وهذه سابقة تسجل له كنقيب، إنما كان الحوار سبيله إلى الإجماع، حتى ولو أدى ذلك أحيانا إلى تأجيل الأمور من جلسة إلى أخرى”.
اضاف:”لقد توليت بعده نقابة مليئة بالإنجازات، وواجبي هو الحفاظ عليها وتطويرها في سبيل أن تبقى نقابة تتسع لجميع أعضائها بمختلف آرائهم وأفكارهم وخلفياتهم الفكرية والأيديولوجية، و قادرة أن تستمر بلعب دورها سواء على المستوى الوطني أو على المستوى المحلي الشمالي، وذلك في الدفاع عن مهنة الطبابة عموما وعن الأطباء خص، وفي القضايا الوطنية والقومية الجامعة من جهة أخرى من غير المساس بوحدة النقابة. فوحدة الأطباء هي حجر الأساس في قوة هذه النقابة وفي حضورها”.
اما منسق قطاع الأطباء في المنتديات الدكتور سعد الله صابونة فاشاد بمسيرة الدكتور عياش ومناقبيته المهنية، وقال:”لم يكن مهنيا محضا، بل كان هاجسه كيفية تفعيل دور النقابة وحضورها كجزء من المجتمع المدني، ورأس حربة في الدفاع عن القضايا المحلية والعربية المحقة، ودفعها إلى أخذ مكانتها التي تستحقها، كتجمع يضم نخبة لا يستهان بها من الكفاءات، ولتتمكن مع زميلاتها نقابات المهن الحرة، من أن تكون رافعة للوطن ككل”.
وقال:”رغم افتخاره بالانتماء إلى عائلة العزم إلا ان النقيب عياش، فخور أيضا بانفتاحه على مختلف مكونات الطيف النقابي والسياسي في لبنان عموما وطرابلس خصوصا، وما ذلك إلا استجابة لقناعاته أولا، ولتوجيهات الرئيس نجيب ميقاتي، الذي لا ينفك يدعو إلى كون السياسة في خدمة النقابة، على أن تتمتع هذه الأخيرة باستقلالية تامة”.