نشرت مجلة “نيوزويك” الأميركية تقريراً عن تأمين روسيا دعم حليفيْن إقليمييْن إضافييْن- لبنان والعراق- في سياق جهودها الرامية إلى إنهاء النزاع السوري، وذلك تزامناً مع خضوع الاستراتيجية الأميركية للتدقيق بشكل متزايد.
وتحدّثت المجلة عن زيارة مبعوث الرئيس الروسي، ألكسندر لافرنتييف، إلى لبنان، حيث التقى بالرئيس ميشال عون، بعد اجتماعه برئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، في بغداد، مشيرةً إلى أنّ علاقة لبنان والعراق مع سوريا تتصف بالتعقيد حتى في الفترة التي سبقت اندلاع النزاع في العام 2011.
وتناولت المجلة العلاقات الواسعة النطاق التي تربط لبنان والعراق بإيران، لافتةً إلى أنّ البلديْن نجحا على الرغم من هذه العلاقة في الحفاظ على العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، التي تحذّر دورياً من النفوذ الإيراني في البلديْن.
إلى ذلك، تطرّقت المجلة إلى انضمام “تيارات شيعية لبنانية وعراقية نافذة” إلى طهران في قتالها إلى جانب دمشق، مبينةً أنّ الجيش السوري استعاد مساحات واسعة من الأراضي السورية منذاك، لا سيما بعد التدخل العسكري الروسي في العام 2015. ورأت المجلة أنّ موسكو وطهران أسستا تحالفاً استراتيجياً يضم دمشق وبغداد، ومدعوماً، إلى حدّ ما، من بيروت. وقالت المجلة إنّ روسيا سعت إلى إشراك لبنان والعراق أكثر لتعزيز جهودها لإنهاء النزاع، مع هزيمة “داعش” إلى حدّ كبير وانحسار رقعة المعارك لتقتصر على شمال غربي البلاد.
توازياً، تطرّقت المجلة إلى رفض الولايات المتحدة أن يكون مسار أستانة الذي تشترك فيه تركيا وروسيا وإيران بديلاً عن مؤتمر جنيف وقراراته، مشيرةً إلى أنّ استراتيجية واشنطن المتغيّرة تسببت مرات عدة في إحباط حلفاء الولايات المتحدة وخصومها على السواء.
وبيّنت المجلة أنّه بحلول الوقت الذي شاركت فيه روسيا في القتال، أعلنت الولايات المتحدة عن تحالفها مع “قوات سوريا الديمقراطية” (ذات الأغلبية الكردية) التي تُعتبر خصماً أساسياً لتركيا، حليفة واشنطن. وشرحت المجلة أنّ مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب عارضوا خططه الانسحاب من سوريا، بذريعة مخاوف من شن تركيا عملية ضد الأكراد.
وعليه، نقلت المجلة عن السفير الأميركي السابق إلى سوريا، روبرت فورد، اعتباره تفسير المقاربة الأميركية المتبعة في سوريا “مسألة صعبة”، متسائلاً: “هل تهدف إلى قتال “داعش”؟ أم للمساعدة على الترويج لإقليم كردي ذاتي الحكم؟ أو لمقاومة إيران؟”.
المصدر: لبنان 24