إلتقى توفيق دبوسي، رئيس غرفة طرابلس والشمال، جمع من الشباب والشابات في مقر الغرفة من مختلف الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية والمناطق اللبنانية والمستويات العلمية الذين يشاركون في البرنامج الذي يتضمن ورش عمل تدريبية في مجال التكنولوجيا، وريادة الأعمال، معرباً عن سعادته أن يلتقي هذه المجموعة النموذجية من الجيل اللبناني الشاب المتوثب للدخول في الحياة الإقتصادية المعاصرة من باب العلم والمعرفة والإبتكار والإبداع وعن سروره في أن يرى في وجوه تلك المجموعة المميزة روح التفاؤل الأكثر إشراقا في مستقبل زاهر تتجدد فيه دورة الحياة الإقتصادية اللبنانية.
الشباب وروح التفاؤل بالمستقبل المشرق
وقال :” حينما دعاني المهندس أسامة زيادة لأتحدث أمامكم مستعرضاً مختلف خيارات غرفة طرابلس والشمال في تحقيق النهوض الإقتصادي والتنمية المستدامة وجدت أن الفرصة سانحة حيث سأشير بداية الى تلك الخيارات ملقياً الضوء على مكامن القوة الكامنة في قدراتنا الذاتية ولافتاً الى ان هذه القدرات مهما بلغت الدرجات العليا من الثقة بالذات فإن عنصر التمكن لا يمكن أن ترتسم من خلاله ملامح صالحنا وصالح مجتمعنا اللبناني إلا إذا سادت روح التآلف في علاقاتنا ببعضنا البعض وبعلاقاتكم أنتم ضمن إطار فريق العمل الواحد بهدف تحقيق النجاح المنشود لأن قصص النجاح لا تسجل الا إذا سادتها الأعمال المشتركة والتوجه نحو الإعتراف بقدرات الآخر وتفهم تطلعاته المماثلة وهذا النوع من العمل هو من ضرورات الحياة لأن كثيراً من الأعمال وعلى أهميتها والحاجة اليها لا يمكن إنجازها بشكل إفرادي بل تحتاج إلى جماعة من الأفراد المتنوعين والمتنورين في القدرات والكفاءات والخبرات والمهارات”.
دور غرفة طرابلس والشمال في المرحلة الراهنة
وتابع ً:” حينما أتناول دور غرفة طرابلس والشمال في الحياة اللبنانية الإقتصادية المعاصرة فلا بد لي من التأكيد على أن مسيرتها الراهنة عموماً قد تجاوزت الأعمال التقليدية المتعارف عليها في أعمال الغرف التجارية عموماً لتلج باب التدخل في الحياة المجتمعية ولتختلف من حيث الدور والمهام كلياً عن ما إعتادت تلك الغرف القيام به وفقا للمرسوم 36/67 وتتمحور أعمال غرفتنا، غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي حول مجموعة مشاريع إستثمارية كبرى تساهم مساهمة فعلية في تحديث وتطوير بيئة الأعمال وتتطلع الى النهوض بالإقتصاد اللبناني من طرابلس الكبرى بفعل ما تتمتع به من موقع جغرافي إستراتيجي فريد جاذب وما تمتلكه من مواطن قوة لا تتوفر ولا في أية منطقة لبنانية أخرى ونضعها بتصرف الوطن اللبناني بكافة مكوناته ومناطقه “.
الركن الذكي للسياحة الرقمية
ولفت:” لقد أسسنا ركناً ذكياً للسياحة الرقمية وهو منصة للإستفادة من التقدُّم الرقمي لبلوغ الإستدامة في قطاع السياحة الذي بات أحد أهم القطاعات الإقتصادية وأسرعها نمواً في العالم، ويعود بالنفع على المجتمعات المضيفة والمناطق التي يقصدها الزوار والسواح وتتولى غرفة طرابلس والشمال ومن خلال إتفاقية الشراكة مع وزارة السياحة القيام بمسح وطني شامل عبر تصوير لعدد من المراكز الدينية والأثرية والتراثية والسياحية بطريقة إحترافية تتوسل إستخدام طريقة التصوير بـالـ 3D scanner 360 وهو حاضنة لمعلومات علمية تكشف عن القدرات الاستثمارية الجاذبة التي يمتلكها القطاع السياحي اللبناني الحضاري ومختلف القطاعات الإقتصادية الأخرى”.
مركز إقتصاد المعرفة
وانتقل الرئيس دبوسي ليسلط الضوء على المحور الأساسي في حديثه حيث تناول مرتكزات وأهداف “مركز إقتصاد المعرفة ” فاكد ” إن غرفة طرابلس والشمال هي أول من أطلقت فكرته ليس على مستوى طرابلس والشمال وحسب وإنما ليشكل المشروع الأول من نوعه على صعيد الغرف التجارية وإهتماماتها ومن ثم كرت سبحة طرح الكم الهائل من المشاريع المماثلة على مستوى المعرفة والإبتكار سواء من جانب هذه الجهة أو تلك أو في هذا الموقع أو ذاك أو في منطقة لبنانية بعينها أو غيرها من المناطق، وبالرغم من ذلك فنحن في هذا الخيار شركاء على المستوى الوطني العام ليأخذ جيل الشباب المتسلح بالأفكار الجديدة والمواكبة للتطور التكنولوجي، الحيز الأوسع في بناء الحياة الإقتصادية المعاصرة وتتوفر فيها فرص العمل المنشودة”.
وأكد الرئيس دبوسي على أن غرفة طرابلس والشمال بصدد إطلاق هذا المركز الذي جاء وليد قراءة مواكبة لهذا النوع من الإقتصاد الجديد وكلنا ثقة أننا سنلتقي معا مرة أخرى في القريب العاجل في مقره في غرفة طرابلس والشمال حيث يشهد حالياً ورشة تشييد بنيته التحتية وتوفير كافة مستلزمات إنطلاقته وتستمد غرفة طرابلس والشمال إنحيازها الى الإقتصاد الجديد من إهتمام المجتمعات الإقتصادية المعاصرة في السنوات الأخيرة لإقتصاد المعرفة نظراً لأهميته في تطوير المجتمعات ونموها كما هو أيضا نتاج لمواكبة حثيثة للمسارالاقتصادي العالمي الذي يشهد توسعا مستمراً ومتزايداً في توظيف العلم والتكنولوجيا في جميع ميادينه وفي الدور الفاعل والجوهري الذي تضطلع به المعرفة كعامل حاسم في عملية الإنتاج، وتأثيرها الكبير على الخبرات، والقدرة على التعلم والتنظيم والإبتكار في المنظومة الاقتصادية وباتت تستثمر كعنصر أساسي لتعزيز الميزة التنافسية للشركات الناشئة وللتوسع الكبير في صناعة الخدمات وفي زيادة حجم دورها حيث تلعب فيه تقنية المعلومات دوراً حيوياً في تحقيق التنمية المستدامة وغدت المعرفة نوعاً جديداً من رأس المال يقوم على الأفكار والخبرات والممارسات الأفضل وأن الثروة الحقيقية للأمم تكمن اليوم في العقول بالدرجة الأولى، ثم تأتي بعدها الثروات المادية وبذلك تكون المعرفة هي المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي وتجديد بنية الإقتصاد وهذا هو الحافز الجوهري لإعتماد غرفتنا مركزاً لإقتصاد المعرفة”.
مدينة لبنان الإقتصادية
وتناول الرئيس دبوسي الإضاءة على “مشروع مدينة لبنان الإقتصادية” وهو المشروع الإستثماري الأضخم لمدينة إقتصادية متكاملة يحتاجها المستثمرون اللبنانيون والعرب وتجذب الشركات الإستثمارية الدولية وتتأكد محورية لبنان من طرابلس الكبرى التي تمتد من البترون الى أقاصي الحدود الشمالية في محافظة عكار، ونحن بصدد إنهاء دراسات الجدوى التقنية والهندسية التي تعمل على إنجازها شركات لبنانية ودولية، وتلاقي قبولاً على مختلف المستويات اللبنانية والعربية والدولية”
وتم إستعراض المخطط التوجيهي لمدينة لبنان الإقتصادية حيث يحتضن عدد واسع من المشاريع المتنوعة وذات الإختصاصات المتعددة كالغاز والنفط والبتروكيميائيات ومنطقة صناعية وحوض جاف لإصلاح السفن ومنتجعات سياحية بحيث تتكامل أدوارها ووظائفها مع كبريات المرافق الإقتصادية العامة كمرفا طرابلس ومطار الرئيس رينيه معوض في القليعات عكار والمنطقة الإقتصادية الخاصة وذلك في عملية توسعة تمتد على واجهة بحرية تنطلق من ميناء طرابلس وصولا حتى منطقة القليعات وهي المدينة التي تتواجد في منطقة جغرافية إستراتيجية فريدة لا مثيل لها على طول الشريط الساحلي اللبناني من الناقورة الى أقاصي الحدود الشمالية في محافظة عكار وتوفر مئات الآلاف من فرص العمل للعمالة اللبنانية لا سيما للطاقات الشبابية منها وهي مدينة إقتصادية ذكية وصديقة للبيئة ونموذجية بأبعاد لبنانية وعربية وإقليمية ودولية وتلبي إحتياجات المستثمرين من مختلف جنسياتهم الدولية ويتبلور من خلالها ثقل ومكانة لبنان من طرابلس الكبرى وتعطي مثالاً لأجمل صورة مستمدة من الحضور اللبناني المميز والمنتشر في مختلف ارجاء المعمورة ومن إرادة أبنائه في صناعة مستقبل زاهر متالق ومثال فذ للتقدم ويلبي طموحاتنا المشتركة في غد يسوده الأمن والأمان والإستقرار والإزدهار والفرص الواعدة في حياة تجعلنا متألقين بين الأمم “.