رأى النائب نديم الجميل، في مقابلة عبر “تلفزيون المستقبل”، أن “الدولة تتصرف بشكل سلبي بسبب العجز التراكمي الذي تحاول حله من خلال خطوات سخيفة، كزيادة ضريبة ألف ليرة على النرجيلة وغيرها، لذلك نصنف دائما بشكل سلبي من ستاندرد أند بوورز”.
وعن الهدر وسبب العجز سأل: “خطوط التهريب ومعابرها ال 136 التي اعترفت بها الدولة ويسيطر عليها “حزب الله”، ألا تخسر لبنان الكثير من المال أو ليست هي أحد مكامن الهدر الأساسية مثلها مثل الكهرباء؟”
وعن تصرفات “حزب الله” ومواقفه سأل: “هل يكمن حل المشكلة الاقتصادية إن كان عبر الموازنة أو عبر مساعدات “سيدر” في الحديث عن مصانع الصواريخ الدقيقة والعلاقة مع إيران؟ هل هكذا نجتذب السياح والاستثمارات لتنشيط الوضع الاقتصادي؟ هناك جهة لبنانية تربطها علاقات مع الخارج وهي تهدد أمن البلاد دون أي اعتبار للموقف الرسمي الصادر عن الدولة. نحن نسلم شؤون البلاد ل”حزب الله” والسيد حسن نصرالله، وكأن مهام الدولة تقتصر على إدارة خدمات المواطنين فقط لا غير وتعنى بالكهرباء والمياه وغيرها. يجب إيجاد حل لمشكلة سلاح “حزب الله” ومشكلة عدم سيادة الدولة على القرار السياسي”.
ورأى أن “القرار السياسي اليوم بيد “حزب الله” ونحن للأسف نتركه يتصرف كما يشاء، وهذه الأزمة سندفع ثمنها قريبا، وما دام البلد يمشي على هذا النحو، لن نرى استثمارات في البلد”. واعتبر أن “حزب الله” اليوم يلعب دور الوصاية السورية، والفرق الوحيد بينهما أن الحزب هو لاعب داخلي”. وقال: “بين لبنان وسوريا مشكلة عقائدية ذلك لأن الأخيرة لا تعترف بالكيان اللبناني. لدينا كيان قائم بحد ذاته، نملك خياراتنا وسيادتنا ونملك توجهنا الذي سيساعدنا على العيش بأمان وسلام. يجب أن يكون خيارنا حرا وسيد نفسه، وللأسف هذا ليس ببلد، هذه مزرعة”.
وردا على سؤال عن معركة رئاسة الجمهورية المقبلة وعمن يختار بين وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ورئيس تيار “المردة” النائب السابق سليمان فرنجية أجاب: “إن لم يعبروا عن خياراتي السياسية فلن أكون مع أحد منهم، وإن حدث ووقفنا أمام هكذا قرار في استحقاق رئاسة الجمهورية فهذه مشكلة كبيرة جدا، إذ سيسيطر “حزب الله”، القريب من الطرفين على القرارات بالكامل، فترشح طرفين من “8 آذار” أمر سيؤذي البلد”.
وردا على سؤال عن التوقف المفاجىء لمهمة مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد قال: “احتمالات كثيرة متاحة وراء هذا التوقف لمهمة ترسيم الحدود، فمن الممكن أن تكون الدولة اللبنانية وضعت بعض العراقيل لتعقيد هذه العملية ومن الممكن أن يكون الطرف الأميركي هو من يسعى لكبح سرعة إنهاء المهمة لأنه يريد أن يراجع الملف ويرى التطورات في الجانب الاسرائيلي”.
وفي خطة الكهرباء اعتبر أن “المشكلة الكبيرة هي في الطريقة التي نفذت بها وليس بالخطة بحد ذاتها إذ تم تمريرها فوق القانون”. ولفت إلى أن “عجز الكهرباء سببه فائض الموظفين والفيول والسرقات والمافيات، إذ رحل عهد وأتى آخر ومعه فريقه ومخططاته، بالإضافة إلى الجباية التي تفرض على شريحة من الناس دون غيرها”.
وأعلن أن “لا شيء مطروحا على مستوى التعيينات، فهي ليست مبنية على الكفاءة بل على مبدأ الزبائنية والوعود السياسية، وبهذه الطريقة لا يمكن بناء دولة، أما بالنسبة للتعيينات المسيحية فوزير الخارجية جبران باسيل قال على رأس السطح إنه يريد أخذ كل هذه التعيينات. المشكلة ليست بجبران باسيل بل بعناصر التسوية الذين لا يوقفونه عند حده مع العلم بأنه مخطئ”.
ودعا إلى “جبهة وطنية تضع الثوابت الصحيحة الخاصة بثورة الأرز”، مستذكرا “المرحلة الوحيدة التي كان فيها اللبنانيون مرتاحين في العام 2005 أي عندما كانت الخيارات السياسية واضحة بخصوص سوريا وسلاح “حزب الله”. وطلب من رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ومن رئيس الحكومة سعد الحريري بأن “يعودا إلى مواقفهما الطبيعية التي اتخذوها قبل “صفقة التسوية”، فكل الاتفاقات التي تمت بين “التيار الوطني الحر” و”المستقبل” في مرحلة ما بعد التسوية كانت هناك صفقة مالية خلفها”.