افتتح وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب، قبل ظهر اليوم، الملتقى الاقليمي لجمعيات خريجي الجامعات السوفياتية والروسية، في المركز الثقافي الروسي في بيروت، تنظمه “الجمعية العالمية للخريجين” وجمعية متخرجي جامعات ومعاهد الاتحاد السوفياتي في لبنان، بالتنسيق مع المركز الثقافي الروسي في بيروت.
حضر الافتتاح السفير الروسي ألكسندر زاسبيكين، النائب بلال عبدالله، النائب رئيس غرفة التجارة والصناعة في موسكو فلاديمير بلوتونوف، رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد ايوب، رئيس “الجمعية العالمية للخريجين” فلاديمير تشيتي، ممثل “الوكالة الروسية للتعاون الدولي” مدير المركز الثقافي الروسي في بيروت فاديم زايتشيكوف، رئيس جمعية متخرجي جامعات ومعاهد الاتحاد السوفياتي وروسيا في لبنان زهير عاصي، ويشارك في الملتقى ممثلون لجمعيات وروابط الخريجين من العالم العربي وممثلو الجامعات والمعاهد الروسية والسوفياتية.
بعد النشيدين اللبناني والروسي، قدم للملتقى عضو جمعية خريجي جامعات ومعاهد الاتحاد السوفياتي في لبنان المهندس علي الشامي، وشدد على “أهمية التواصل والتلاقي بين الخريجين والدور الذي تلعبه الجمعية العالمية للخريجين في لم أواصر الخريجين حول العالم”.
شهيب
وألقى وزير التربية كلمة قال فيها: “عقد الملتقى الاقليمي لخريجي الجامعات والمعاهد السوفياتية والروسية في بيروت في هذا الوقت بالذات، يحمل العديد من الرموز والمعاني، لكون روسيا الاتحادية تلعب دورا محوريا في سياسة المنطقة، وتربطها علاقات وثيقة بلبنان وبكل الدول الكبرى وايضا بالدول التي تشهد حروبا ونزاعات وخصوصا في سوريا، ولانها تلعب دورا رئيسيا في إرساء الاستقرار والعمل على إعادة الإعمار. كذلك، الحضور الجامعي والتربوي الروسي في لبنان من خلال آلاف الطلاب الذين تخرجوا في الحقبة السوفياتية وفي الحقبة الاتحادية، أصبح حضورا مؤثرا في كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية الاكاديمية والاجتماعية والتنموية، وهذا الأمر يؤشر الى مستقبل كبير لخريجي روسيا من لبنان والمنطقة، يتقنون الروسية والعربية والفرنسية والانكليزية، مما يحولهم الى سفراء جدد ورجال أعمال في روسيا ولبنان”.
أضاف: “تحول العديد من المتخرجين من جامعات روسيا الى رجال أعمال وأصحاب مهن مرموقة وأساتذة، والى ديبلوماسيين بفعل التواصل العائلي والاقتصادي والاكاديمي والتجاري بين البلدين، وأصبحت لدينا جالية روسية وزيجات مختلطة وعائلات مشتركة. نعول الكثير على دور هذا الملتقى ومنظميه والجهات السياسية والاجتماعية التي تقف وراءه، في توسيع إطار التعاون بين لبنان وروسيا الى أوسع الحدود، وأثرنا مع كبار المسؤولين الروس الذين زارونا أهمية هذا الدور وهذا التبادل اللذان كان المعلم الشهيد كمال جنبلاط جسر العبور اليهما في أصعب الظروف وجسر العبور لدعم حركات التحرر العربية من الاتحاد السوفياتي الذي كانت موسكو عاصمته ونواته وحركته الناشطة. ونحن الذين نشأنا في هذه الأجواء على مبادىء الشهيد كمال جنبلاط ولا سيما في كفاحه من أجل تطبيق العدالة الاجتماعية ودفاعه عن الفقراء والكادحين، متناغما في ذلك مع مبادىء الثورة البلشفية. ما زلنا مع عدد كبير من الاصدقاء والرفاق الذين تخرجوا من الجامعات الروسية على الطريق نفسها ولن نقبل بأن ينهار اقتصاد البلد او ان يرمم بالحسم من رواتب صغار الموظفين وتقديماتهم وترك عائدات الاملاك البحرية والنهرية سائبة، والمداخيل الجمركية منهوبة والحدود مفتوحة لمعابر التهريب والعائدات الضريبية في مهب التهريب والتزوير. ونأمل بأن تسهم العلاقات التربوية والجامعية في شد أواصر هذه الصداقة وان تبقى روسيا الدولة الكبرى، الصديقة الداعمة للبنان في المشاريع التي ترسم للاقليم، وفي المحافل الدولية”.
وتابع: “طلبنا توسيع إطار المنح الجامعية لتكون أوسع وأشمل، فتشكل رافدا لتأمين الموارد البشرية المتخصصة في أحدث القطاعات، ونتمنى من هذا الملتقى أن يعزز طلبنا، لنرفع عدد المستفيدين من الإمكانات العلمية الجامعية لروسيا ونتشارك معها من خلال المتخرجين الجدد من الجامعات الروسية، هذه الطاقات القيادية والادارية والعلمية التي من شأنها ان تسهم في استنهاض الاقتصاد وفي إعمار المنطقة”.
وختم شهيب: “شكرا للحضور الروسي الراقي وشكرا لسعادة السفير وجميع معاونيه. عشتم، عاشت العلاقات اللبنانية – الروسية، وعاش لبنان. أعلن افتتاح أعمال المؤتمر، متمنيا لمؤتمركم النجاح وللمركز دوام التقدم”.
زاسبيكين
بدوره رحب السفير الروسي بالمشاركين، لافتا الى أن “ما يميز الملتقى انه يعقد في الايام التي نحتفل فيها بعيد الانتصار في الحرب الوطنية العظمى، وتعرف الأوساط الاجتماعية اللبنانية دورا حاسما للاتحاد السوفياتي في إنقاذ البشرية من الوباء النازي”. وقال: “بعد الحرب، حقق الشعب السوفياتي إنجازات جبارة في الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والفنون والتربية ومن بين هذه الإنجازات تعليم الطلاب من الدول العديدة وإنشاء محطات كهربائية وتنفيذ المشاريع الصناعية والزراعية. إن عددا من خريجي المؤسسسات العلمية السوفياتية والروسية يعملون لمصلحة رفاهية وازدهار أوطانهم، ومن المهم ان خريجي الجامعات السوفياتية والروسية أصبحوا جسرا إنسانيا بين الشعوب ويساهمون في توطيد أواصر الصداقة والود والتفاهم من خلال معرفة الحضارة الروسية والتقاليد والعادات والتراث”.
ونوه ب”مساهمة المنظمات والمواطنين والمواطنات الروس في توطيد الصلات الشعبية”، وأشار الى ان “روسيا تسعى في الظروف الراهنة الى تطوير وتحديث نظام تعليم الطلاب الاجانب وتوطيد الصلات والتعاون بين الجامعات وتأمين التواصل الدائم للخريجين مع الجامعات وتقديم المساعدة المتنوعة لهم وتثبيت مواقع اللغة الروسية، وتساهم في ذلك اللقاءات مثل هذا الملتقى اليوم”. وقال: “ندرك تماما أن مستوى العلاقات بين دولنا في المستقبل مرتبط بالتعامل في مجالات العلوم والتكنولوجيا والثقافة، لذلك يكون تطوير التعامل هذا مهمة استراتيجية طويلة المدى”.
أيوب
وألقى رئيس الجامعة اللبنانية كلمة قال فيها: “هذا الجمع الذي تلتقي فيه نخب علمية وفكرية واقتصادية ومتخرجون من جامعات ومعاهد الإتحاد السوفياتي، إنما يدل إلى عمق العلاقة التي ربطت لبنان بالاتحاد السوفياتي سابقا واستمرت مع جمهورية روسيا الاتحادية، وتجذرت بالتواصل الدائم والتعاون المثمر البناء الذي تناول كل ميادين المعرفة وأنتج عطاء تمثل بأعداد المتخرجين الذين توزعت اختصاصاتهم على المرافق العلمية كافة. يدل أيضا إلى مدى الأهمية التي توليها جمهورية روسيا الإتحادية من أجل تعزيز القدرات في لبنان في شتى قطاعاته الإقتصادية المنتجة، ولا سيما أننا نعلم حجم الإمكانات العلمية في جمهورية روسيا التي كانت دائما في موقف داعم للعلم وأهله في لبنان والمنطقة من أجل الاستنهاض والتقدم والتطوير. كما اننا لن نغفل دور المتخرجين الذين برهنوا في أدائهم وأعمالهم عن قدرات متميزة، واستطاعوا أن يحققوا نجاحات عكست حقيقة إمكاناتهم بما اكتسبوا من سمعة وسيرة كانت محط اهتمام من جانب طالبي العلم في لبنان الذين ازدادت أعدادهم في الجامعات والمعاهد الروسية، وكان لهم دور كبير في توطيد دعائم الصداقة والتواصل وتوسيع قنوات التعاون وفتح مجالات متعددة للتبادل ولمتابعة كل المستجدات التي ساهمت في ازدياد المعرفة وتطويرها”.
أضاف: “نفخر بهذه الصلة وهذه العلاقة التي تربطنا بجمهورية روسيا، وكان لنا في الجامعة اللبنانية اتفاقات مع جامعات روسية من أجل التطوير المعرفي وتعزيز البحث العلمي بما يخدم البلدين. ولتأكيد أهمية هذه الصلة، اللغة الروسية أصبحت من اللغات التي تدرس في الجامعة اللبنانية وبأكثر من اختصاص، وهذه من الأمور البديهية التي تفرض نفسها لما لها من أهمية في الإطلاع على التاريخ والحضارات وتعارف الشعوب”.
بلوتونوف
وكانت كلمة لنائب موسكو قال فيها: “ملتقيات كهذه لهي عنصر مهم لما نسميه “الديبلوماسية الشعبية”، وأهمية فعاليات كهذه يصعب تقديرها بشكل مسبق. فعليا، ليس مجرد ملتقى للخريجين الذين لم يروا بعضهم البعض منذ فترة طويلة، بل هو ملتقى لأشخاص من بلدان مختلفة يوحدهم ماض مشترك، عاشوا ودرسوا في روسيا وفي جمهوريات الإتحاد السوفياتي السابق، إنهم أشخاص يعرفون بلدنا ويفهمونه ولا يخشون العمل معه. لهذا السبب تحديدا، تعمل غرفة التجارة والصناعة في موسكو بفعالية مع جمعيات الخريجين، ومن المهم بالنسبة لنا إقامة تفاعل في مجال الأعمال في البلدان الأخرى من خلال الخريجين. نعتبركم أشخاصا يستطيعون بث التوعية في وطنهم حول إمكانية العمل مع روسيا وضروراته”.
أضاف: “إدراكا لما لتقريب النظام التعليمي والأعمال التجاربة من أهمية في تدريب المتخصصين المطلوبين، غدت غرفة التجارة والصناعة في موسكو في تشرين الثاني 2018 إحدى مؤسسي “النادي الدولي لرجال الأعمال”، وهو أول مشروع وطني في روسيا يوحد قطاعي الأعمال والتعليم، وأنشىء بناء على الإمكانات الحالية والمستقبلية لخريجي الجامعات الروسية والسوفياتية. النادي يعمل مع جمعيات الخريجين من 157 دولة، ويوفر المساعدة في التوظيف في روسيا والخارج في آن، لديه قاعدة بيانات للخريجين تتضمن مسميات وظائفهم الحالية، إنه منظمة هدفها الرئيسي مواصلة التفاعل مع الخريجين الأجانب بعد تخرجهم من الجامعات وعودتهم الى أوطانهم، ومباشرتهم بالممارسة العملية للمعارف التي اكتسبوها”.
وختم: “التوجه الأكثر أهمية في نشاط النادي هو البحث العلمي، والعديد من الجامعات يمتلك قواعد بحثية قوية، وفي الوقت عينه، تفتقر الشركات الصغيرة والمتوسطة، في بعض الأحيان، الى الموارد اللازمة لتطوير منتجات وتقنيات جديدة. أحضرنا معنا الى لبنان عددا من المقترحات الملموسة لإنشاء مشاريع مشتركة، آمل بأن تسهم الاجتماعات التي ستعقد في الأيام المقبلة في تطوير علاقات الصداقة والعلاقات التجارية بين ممثلي بلداننا”.
عاصي
أما رئيس جمعية خريجين جامعات ومعاهد الاتحاد السوفياتي وروسيا الاتحادية زهير عاصي، فقدم التهاني بعيد النصر على النازية الذي يصادف في شهر أيار، متزامنا مع عقد الملتقى وذكرى تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، متحدثا عن نشاط الجمعية التي تشكل جسرا للتواصل، مشددا على “دور الجمعية الذي لا يقتصر على الدور التربوي بل يشمل النواحي السياسية والاقتصادية والعلاقات بين الدول من خلال البرلمان”، معلنا ان “وفدا برلمانيا روسيا سيزور مجلس النواب غدا”.
تشيتي
وتحدث رئيس “الجمعية العالمية للخريجين” عن أن “الملتقى سيناقش على مدى ثلاثة أيام المهمات الرئيسية للجمعية وتتضمن إشراك ممثلي الشباب في التفاعل والتعاون الدوليين وتطوير المشاريع الشبابية الدولية لزيادة المستوى العام للتسامح بين الأعراق والثقافات والأديان والاحترام المتبادل في أوساط الشباب، تحديد المشكلات الرئيسة والملحة في الجمعيات الوطنية للخريجين من أجل اتخاذ إجرارات وتدابير محددة لحلها بمشاركة جمعيات الخريجية وجمعيات الصداقة والمراكز الثقافية الوطنية، استعادة الروابط مع جمعيات خريجي الجامعات السوفياتية والروسية في بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا ورابطة الدول المستقلة وأوروبا واميركا اللاتينية والحفاظ عليها، تعزيز الثقافة الوطنية والقيم لبلداننا بما يتضمن الترويج للثقافة والقيم الروسية في بلدان العالم وتشكيل وتعزيز صورة موضوعية للاتحاد الروسي والجامعات الروسية في الخارج ورفع سمعتها الدولية وقدرتها التنافسية، استخدام الإمكانات الغنية للثقافة الروسية كالسياحة ونشر وتعزيز مكانة اللغة الروسية، زيادة مشاركة خريجي الجامعات الروسية من جميع الأجيال في تطوير مراكز الإعلام المهنية الدولية ونوادي الشباب الموهوب، مناقشة القضايا المتعلقة بتطوير الآليات وتنظيم الأنشطة التي تهدف الى تحديد الشباب الموهوبين بين خريجي الجامعات الروسية ودعمهم من أجل التطوير الوظيفي الناجح بمساعدة الجمعية العالمية للخريجين”.
وتحدث عن “متابعة إنتاج سلسلة الأفلام الوثائقية التي تتضمن مقابلات مع أشهر الخريجين من مختلف البلدان والجامعات لتوزيعها على نطاق واسع في وسائل الإعلام الروسية والأجنبية، الاستمرار في إشراك ممثلي جمعيات الخريجين وجمعيات الصداقة والمواطنين الروس في الخارج في برامج العمل مع الأطفال وجذبهم للمشاركة في المدارس الصيفية والشتوية والمخيمات والتعاون الثنائي بالإضافة الى المشاركة في مؤتمرات ومشروعات “الجيل الجديد” و”نكتشف روسيا معا”، تحسين كفاءة تنفيذ المشاريع الإجتماعية والاقتصادية الروسية والدولية والمشاركة الواسعة في أنشطة خريجي الجامعات الروسية العاملين في الجامعات الأجنبية والمنظمات الدولية ومراكز البحوث والتعليم المتخصصة، استخدام إمكانات الخريجين العاملين في الجامعات الأجنبية والمنظمات الدولية ومراكز البحوث والتعليم لمزيد من التعاون في تطوير وتنفيذ مشاريع أعمال ومشاريع اجتماعية ومشاريع علمية دولية مشتركة”.
طاولتان مستديرتان
بعد الافتتاح، عقد الملتقى طاولتين مستديرتين بعنوان “الشراكة بين جمعيات الخريجين والمراكز التمثيلية للوكالة الروسية للتعاون الدولي”، والثانية بعنوان “دور الجمعيات في إنشاء المشاريع التجارية” بالتعاون مع غرف التجارة وصناديق التمويل. كذلك نظم معرض للجامعات والمعاهد الروسية، وعلى هامش الملتقى يشارك الملتقون في نشاطات جمعية متخرجي جامعات ومعاهد الإتحاد السوفياتي في لبنان والمركز الثقافي الروسي المعدة للاحتفال بالذكرى ال74 للانتصار على الفاشية