صدر عن دائرة أوقاف طرابلس تعميم إلى أهالي طرابلس والشمال جاء فيه:
“مما يلفت الانتباه أنه بين الآونة والأخرى تطل علينا أصوات من هنا وهناك – وبعضها محسوب على أهل العلم مع أنه يفتقد أدنى القيم الأخلاقية وأبسطها- تارة بالشتائم وتارة بالافتراءات وأخرى بالتشكيك بالأحكام والمرجعيات، ولا مستفيد من هذه الفوضى إلا أهل الفتنة، وهذا ديدنهم في كل زمان ومكان.
ومن هنا لا بد من توضيح الآتي:
– إن هذه الأمور التي تحدث بطريقة ممنهجة ومنظمة تساهم بقصد أو بغير قصد في تدمير المؤسسة الدينية.
– على الجميع دون استثناء تحمل مسؤلياتهم كل بحسب موقعه الديني والسياسي والأمني والاجتماعي…) وإلا فإن الأضرار ستطال الجميع.
– قلنا سابقا وما زلنا نقول إن أبواب دار الفتوى ودائرة الأوقاف مفتوحة للجميع ومن عنده استفسار أو نصيحة أو اعتراض فليتفضل وليصرح به أمام المعنيين مباشرة وصدورنا منفتحة على الجميع.
– إن الكلام عن الشخصيات الدينية الذي يصدر تارة بأسماء وهمية وتارة معروفة إنما هو إحياء سنة خطيرة للتطاول على المرجعيات وتحريض الأجيال عليها، وصحيح أن هذه الشخصيات ليست معصومة عن الخطأ وواجبنا نصحها وتقويمها ولكن ضمن أخلاقيات الإسلام وعلى قاعدة (فليكن أمرك بالمعروف بمعروف ونهيك عن المنكر بغير منكر). وإن ما يحصل هو المنكر بعينه وكثير منه ممنهج ومنظم.
– إن ما يثار في كل سنة حول مواقيت الصلاة ولا سيما الفجر والمغرب ما هو إلا تشكيك للناس بركنين من أركان الإسلام (الصلاة والصيام) وهذا أمر من الخطورة بمكان لا تنفع فيه الغيرة المجردة عن القواعد العامة والانتظام العام، وإن التوقيت هو اختصاص المرجعية الدينية شرعا وقانونا وليس من اختصاص الأفراد ولا الجمعيات مهما كان وصفها، ومن كان لديه ملاحظات يمكنه إبداؤها مع الجهات المعنية، إلا إذا كان المقصود الفتنة؛ وعليه فإن التوقيت الذي يصدر عن المختصين في الدوائر الوقفية إن كان فيه خطأ فلهم أجر وإن كان صوابا وهو الأصل فلهم أجران وفي كل الحالات لا حرج على الناس لأنهم يتعبدون الله باجتهاد أهل الاختصاص وليس أهل الفتنة الذين يتجرؤون على عبادات الناس وأحكامهم.
– وما أثير في اليومين الأخيرين حول مدفع رمضان ما هو إلا مدفع شيطان يطلقه أهل الفتنة في الميدان لإحداث البلبلة، وعليه يهمنا أن نوضح أن قيادة الجيش تجاوبت مشكورة مع الأصوات التي طالبت بنقل المدفع من القلعة لأن غالبية البيوت المحيطة بها تتأذى منه بإنسانها وبنائها. وفي هذه السنة يطلق المدفع في كل يوم من منطقة سقي طرابلس، وكونه لا يسمع دائما فهذا يعود لقوة الرياح واتجهاهها، ونحن نتواصل مع قيادة الجيش للبحث عن الحل الأفضل وإن كنا نعلم مسبقا أن أي مكان مقترح سيكون محل اعتراض من البعض، ونحن علينا التسديد والمقاربة بما يؤدي الغرض المقصود.
– يهمنا أن نوضح للمعنيين بشكل خاص ولكل الأهالي بشكل عام أنه لا يوجد حسب القانون مساجد خاصة، بل كلها ينبغي أن تكون تابعة لتوجيهات وإدارة المرجعية الدينية، كما أنه لا يوجد مستشفى إلا وتخضع لرقابة وتفتيش وإذن وزارة الصحة وهكذا كل مدرسة مع وزارة التربية فمن باب أولى المعابد أن تكون تابعة للمرجعيات الدينية كل بحسب طائفته ومذهبه وهو القانون غير المطبق وللأسف.
أهلنا الأكارم في طرابلس والشمال، إن المرجعية الدينية كانت وما زالت حريصة على الشؤون المختصة بها ولن تتردد في الاستماع الى كل صوت ينطق بالحكمة، وهي بعيدة كل البعد عن النشاز وأهله”.