ترأس رئيس اساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، قداس هجمة عيد الفصح في كاتدرائية مار جاورجيوس، عاونه الارشمندريت الياس البستاني، الابوان باسيليوس ويوحنا الحاج بطرس، وبحضور رئيس الجمعية الخيرية للروم الملكيين الكاثوليك سليم نسيم والاعضاء، وحشد من المؤمنين، وخدم القداس المرنم ايلي واكيم.
بعد الانجيل المقدس، القى المطران ضاهر عظة، دعا فيها الى “الحوار بين شرائح المجتمع كافة، والعودة الى الاصالة وترسيخ الوحدة والعيش المشترك والمحبة بين اللبنانيين، والتخلص من الشر والحقد والانانية والعمل من أجل الخير والمصلحة الوطنية”.
ورأى ان “لبنان مريض ويعاني من ازمة اقتصادية حادة، لذا يحتاج الى عناية دقيقة من قبل المعنيين”، وقال: “يحكى عن وضع خطة انقاذية للدولة، وفرض، في الموازنة القادمة اجراءات تقشفية، ونحن نؤيد ذلك، ولكن عليهم الانتباه جيدا لهذا الموضوع، خصوصا الابتعاد عن جيوب الفقراء والطبقة الوسطى، لان الحل الدائم والحقيقي يبدأ بمحاربة مكامن الهدر والفساد ووقف كل انواع التهرب الضريبي، وتطبيق القوانين المرعية الاجراء، ومحاسبة كل من تسول له نفسه مد يده على اموال الدولة، التي هي اصلا اموال الشعب، ونأمل ان تتمكنوا من تنفيذ الاصلاحات المرجوة بأسرع وقت ممكن”.
اضاف: “أتوجه اليكم بمحبة كبيرة وبتحية فصحية وأعايدكم بعيد قيامة الرب من بين الأموات قائلا: “المسيح قام حقا قام”. إن حدث قيامة الرب يسوع هو العنصر الأساسي للبشارة المسيحية وهو الحدث الأساسي في الإيمان المسيحي “فإن كان المسيح لم يقم، فتبشيرنا باطل وإيمانكم أيضا باطل”.
وتابع: “إن أجمل وأشمل عظة عن القيامة من بين الأموات، هي عظة بولس الرسول في الفصل الخامس عشر من رسالته الأولى إلى أهل كورنتس، حيث يعلن القديس بولس “أن المسيح قد قام من بين الأموات وهو بكر الذين ماتوا”، هو المحرر من “الخطايا”، هو “رجاؤنا” وهو الذي يبيد آخر عدو له أي الموت. فقيامة المسيح أخرجت الإنسان من قفصه الجسدي لتخرجه إلى الحياة الأبدية: “يكون زرع الجسم بفساد والقيامة بغير فساد. يكون زرع الجسم بهوان والقيامة بمجد. يكون زرع الجسم بضعف والقيامة بقوة. يزرع جسم بشري فيقوم جسما روحيا”، و”على مثال السماوي يكون السماويون”.
مع ملك المجد يدخل المؤمنون الكنيسة معلنين أن هذا اليوم هو يوم القيامة، يوم فرح وابتهاج، يوم سني يفيض نورا وحياة، لأن المسيح بقيامته أجازنا من الموت الى الحياة ومن الأرض الى السماء، وفتح لنا أبواب الفردوس. فصوت الفرح وصلنا عبر الكلمات التي عبرت عنها مريم المجدلية صباح عيد الفصح عندما سارعت لتلاقي المسيح قائما، ثم هرعت لتبشر التلاميذ وقالت لهم بقلب مفعم بالحب والبهجة: “لقد رأيت الرب” (يوحنا 20/18).
واردف: “إن قيامة المسيح أمدتنا بطاقة رجاء ووثبة حياة أمام المحن والصعاب والاضطهاد التي نعيشها اليوم في لبنان وفي العالم العربي.
إنها طاقة نور تتوهج في قلب كل محب لكنيسته ولعمله ورسالته في هذا العالم.
إنها طاقة النعمة، التي تملأ حياة آبائنا وأمهاتنا وأولادنا وشبابنا وحياة كل فقير ومحتاج. قام المسيح ومنحنا حياة ورجاء. قام المسيح وهدم العداوة وجعل السلام في حياتنا قام المسيح وفتح لنا باب الفردوس. قام المسيح وأباد الحزن من حياتنا وأفاض فينا الفرح والابتهاج. قام المسيح فغفرت خطايانا وصرنا نتمتع بوفرة الصلاح”.
وختم ضاهر: “في هذا الفصح المجيد، أغتنم هذه الفرصة لأتمنى لكل واحد منكم صغارا وكبارا، شبابا وكهولا، رجالا ونساء، وخاصة لكاهن هذه الكاتدرائية الأرشمندريت الحبيب الياس البستاني، وللأب باسيليوس غفري، قيامة مباركة، ولنتأمل معا بهذا اليوم السني “الذي صنعه الرب” “ولنفرح ونبتهج به” ولنسأل العذراء مريم، والدة الإله، أن تقربنا دوما من القائم بمجد من بين الأموات. فللمسيح القائم المجد والعزة والإكرام إلى دهر الداهرين”.