ترأس رئيس اساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر رتبة دفن السيد المسيح، في كنيسة النبي ايليا في شكا، عاونه خادم الرعية الخوري باسيليوس غفري، والأبوان فادي منصور ويوحنا الحاج بطرس، بمشاركة رئيس بلدية شكا فرج الله كفوري،المختارة لودي عبود، المختار عازار شليطا، وحشد من المؤمنين. خدمت الرتبة جوقتا شكا والبترون.
وبعد القراءات والزياح داخل الكنيسة وفي الشوارع المحيطة بها، ألقى ضاهر عظة قال فيها: “قبل مجيء السيد المسيح، كان الموت يعتبر علامة لغضب الله على الانسان، بل عقابا أنزله الله بالإنسان عندما عصا أمره في بدء الخليقة. موتا تموت، قال الرب لآدم، يوم تأكل من شجرة معرفة الخير والشر. وكان أن أكل الانسان منها، فجر على نفسه وعلى ذريته غضب الله وعقاب الموت. وظل الانسان طيلة العهد القديم عائشا تحت حكم الموت وتحت حكم الهلاك: باب السماء موصد أمامه، وباب الخلاص مغلق في وجهه. إلى أن ظهر حب الله للعالم من جديد، فأرسل ابنه الوحيد الى العالم ليخلص به العالم. وجاء المسيح ليفدي الانسان من حكم الهلاك والموت، فأباد الموت بموته لكي يحيا الانسان من جديد”.
أضاف: “حياة الانسان هذه، ما هي إلا المصالحة مع الله والسير في طريق البر والخير والنعمة، واستعادة الكرامة من جديد، واسترداد الفردوس المفقود. فان كان موت المسيح أفاض الحياة للإنسان على هذه الصورة، فإني أتساءل معكم هذا المساء ونحن نحيي ذكرى موت المسيح، أنحن أمام نعش الموت أم نحن أمام عرش الحياة؟ لا مجال للشك أننا أمام عرش الفداء والحياة، عرش المحبة والنعمة، عرش البنوة والرجاء، فالمسيح كما حدد هو نفسه، هو حبة الحنطة التي ماتت فأتت بسنابل كثيرة، مات المسيح فأنبت لنا بموته سنابل الحياة، مات المسيح فغير معنى الموت وبدل أبعاده، فالموت لم يعد علامة غضب وحكم عقاب، بل أصبح جسرا نعبر به الى الحياة، وطريقا مضاء بأنوار الرجاء ومشرقا بضياء القيامة”.
وتابع: “إن كنا نريد الحياة، وأن نجني سنابل النعمة من موت المسيح، فإني أدعو نفسي وأدعو كل واحد منكم إلى الموت مع المسيح، لكي نحيا معه، المسيح رأسنا مات عن خطايانا، أنرى المسيح يموت بسبب خطيئتنا ونبقى في الخطيئة؟ علينا نحن الأعضاء أن نموت عن خطايانا. ومن منا يستطيع أن يقول إنه بلا خطيئة، علينا أن نموت عن أنانيتنا، عن محبة ذاتنا، عن جفاف رجائنا، عن عبادتنا للمال، عن كبريائنا، عن انحرافنا نحو المحرمات وعن كل نوع من المعاصي والخطايا المتأصلة فينا، لأننا إن لم نشترك بموته لن نشترك بثمار الحياة في قيامته. وأي جدوى أن نحتفل بذكرى موت المسيح إن لم تحرك ذكراه ارتداد قلبنا إليه، وإن كنا سنبقى على خطايانا التي كانت سبب موت المسيح. مات المسيح عن خطايا العالم فكان موته ثورة غيرت حياة العالم. فلنمت نحن معه عن خطايانا اليوم، وليكن موتنا ثورة تجدد حياتنا إلى الأفضل بحق موت المسيح اليوم، وحق قيامته بعد ثلاثة أيام”.
وختم شاكرا “كل الذين تعبوا في هذا الأسبوع بتحضير الإحتفالات الليترجية، ونباركهم ببركة الرب القائم من بين الأموات”. د