جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / الراعي نقلا عن عون: مشروع الموازنة سيدرس الاسبوع المقبل
5cb07df9debb3_01PatriarchMoranMorBecharaBoutrosalRahi1

الراعي نقلا عن عون: مشروع الموازنة سيدرس الاسبوع المقبل

اعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ابلغه خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان “الاسبوع المقبل سيشهد درس مشروع موازنة العام 2019 ومسيرة مكافحة الفساد مستمرة والمشاريع التي تشكل اساسا للنهوض الاقتصادي ستنفذ تباعا بهدف الاستفادة من الاموال الموعودة في مؤتمر “سيدر”، سواء كانت هبات او قروض”.

ونقل البطريرك الراعي عن الرئيس عون تأكيده “العمل للخروج من الضائقة الاقتصادية والمعيشية التي تمر بها البلاد، بالتعاون مع الحكومة ومجلس النواب والامور تسير في الاتجاه الصحيح”.

واعتبر الراعي ان “الاجراءات التقشفية المنوي اعتمادها في الموازنة لا تعني تشليح الناس حقوقهم، ولكن وقف الهدر”. وأكد ان الرئيس عون ابلغه انه “تفاهم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على معالجة ازمة النازحين السوريين”، وقال: “الحمد الله ان رئيسنا لا يسكت ابدا في هذا الموضوع، وهو يقول الحقيقة امام كل دول العالم”.

وكان البطريرك الراعي وصل في العاشرة قبل ظهر اليوم الى قصر بعبدا، حيث ادت له ثلة من لواء الحرس الجمهوري التحية، واستقبله الرئيس عون وعرض معه الاوضاع العامة في البلاد والتطورات الراهنة، اضافة الى المستجدات على صعيد معالجة الاوضاع الحياتية.

الراعي
وبعد اللقاء، ادلى البطريرك الراعي بتصريح للصحافيين، فقال: “لقد سعدت جدا بزيارة فخامة الرئيس وكانت الغاية الاولى والرئيسية، دعوته الى قداس عيد الفصح، حيث سيشرفنا بحضوره في الصرح البطريركي في بكركي يوم احد العيد. وقد هنأت فخامته بخطة الكهرباء التي تم تبنيها في الحكومة، وقد طمأننا ان الاسبوع المقبل سيتم درس الموازنة، وان مسيرة مكافحة الفساد مستمرة والمشاريع التي ستكون في اساس النهوض الاقتصادي ستسير تباعا، ونبدأ هكذا بالافادة من الاموال الموعودة في مؤتمر “سيدر” ما بين هبات وقروض”.

اضاف: “نشكر الله اننا نعيش زمن الاستعداد لعيد الفصح ونهنئ الجميع به. انه عيد الفرح والرجاء. ونحن نقول للجميع ان ما تم انجازه وما سيتم تحقيقه من الخطة الموجودة، يدفعنا الى الانشراح من ان الامور تسير في المسار الصحيح. وعلينا ان نعرف جميعا كيف نتعاون ونتساند مع بعضنا البعض، كل من موقعه، ذلك ان الدولة لا تقوم برئيسها والمسؤولين فيها فحسب، بل تقوم بشعبها. كل فرد منا مسؤول في هذا الاطار. وانا سعيد اليوم مما سمعته من فخامة الرئيس، الذي يطمئن اللبنانيين. صحيح اننا نعاني من ضائقة اقتصادية ومعيشية، لكن هناك بالمقابل حلولا لها. ونحمد الله ان فخامة الرئيس والحكومة والمجلس النيابي يسيرون في هذا الاتجاه”.

وردا على سؤال، اوضح الراعي: “لقد كنا نعيش في ظل مشكلة الجمود. وانتم تعرفون ان العناوين الاساسية للاصلاحات ومنها المرتبطة بمؤتمر “سيدر” وقضايا الكهرباء ومحاربة الفساد ومسألة النهوض الاقتصادي والموازنة، كلها كانت عالقة، لكنها انطلقت الآن، والباقي من امور سيسير ايضا. علينا ان نشد الاحزمة اكثر قليلا. نعرف ان هناك ضائقة كبيرة، وهناك فائض كبير إضافة الى عوز ومشاكل كثيرة لكن الامور تسير في الاتجاه الصحيح”.

وسئل عن الاجراءات التقشفية المنوي اتخاذها في الموازنة، فاجاب: “من الاكيد ان هناك هدرا في بعض الاماكن، والتقشف لا يجب ان يعني “تشليح” الناس حقوقهم، لكن ايقاف الهدر. نحن مثلا اذا ما قررنا في منزلنا ان نعتمد التقشف فالمقصود به عدم الاسراف في الصرف في المطاعم وشراء الملابس، بل محاولة العيش في مسار متقشف. وبالنسبة الى الدولة، فالأمر لا يعني انتزاع حقوق الناس منهم كما ينادي به البعض بل ان نغلق ابواب الهدر، إذ هناك هدر كثير وتصرف بالمال العام بصورة خارجة عن المسؤوليات. هذا ما يجب على الدولة ايقافه، الى جانب دفع ما يتوجب دفعه فقط. وعلى سبيل المثال، فهناك اليوم مؤسسات اجتماعية بحاجة الى ان تدفع لها الدولة متوجباتها تجاهها، وهناك مستشفيات ومدارس مجانية ومتعهدو الاغذية للجيش… جميعهم يصرخون. ولا تستطيع الدولة او وزارة المالية ان تحجب عنهم المال تحت ستار التقشف. هذا ليس بتقشف لأنه يوقف المصالح. لذلك فالمطلوب ان نعرف التمييز بين ما هو هدر يجب ان نوقفه، واين يجب ان ندفع المتوجب علينا. من هنا على الدولة ترشيد الانفاق”.

وعن مسيرة مكافحة الفساد، قال البطريرك الراعي: “اليوم يعرفون كيف يعالجون الامور في هذا الاطار. ليس لدي تفاصيل بخصوص ما يجري، ولكن حيثما هناك فساد يجب مكافحته. ونحمد الله ان آلية مكافحة الفساد انطلقت”.

وعن زيارة الرئيس عون لروسيا، وما اثير في الاعلام على اثرها بالنسبة الى مسألة النازحين، قال: “الواقع مغاير كليا عما صدر في الاعلام. لقد سألت فخامة الرئيس عن الموضوع وعما اثير في الاعلام. لقد كان هناك تفاهم تام بين الرئيس بوتين ورئيسنا العماد عون بشأن مسألة عودة النازحين، وهو الموضوع الاساسي. وانا اكرر انه عندما ننادي بضرورة ووجوب عودة النازحين السوريين، بعددهم الاكبر عندنا، فهذا ليس ببغض ولا بحقد ولا بكره، انما اولا من اجلهم، فهذا وطنهم وهذه دولتهم وثقافتهم وتاريخهم وحضارتهم، فاذا لم يرجعوا اليها فأنهم يكونون يقومون بالحرب الثانية بأيديهم. الحرب الاولى كسرت الحجر ودمرته، والثانية تستهدف تدمير هويتهم وثقافتهم بأيديهم. وبالنسبة الينا ايضا، فإن لبنان لا يستطيع ان يتحمل بعد، لا اقتصاديا ولا معيشيا ولا ديموغرافيا ولا اجتماعيا ولا مدرسيا ولا سياسيا. لذلك فإن المسألة تهمهم وتهمنا، وعلينا ان نبقى اصدقاء واحباء. لذلك نحن نركز على هذا الموضوع. ونشكر الله انه كان هناك تفاهم تام بين الرئيسين، مثلما فهمت من فخامته. ورئيسنا لا يسكت ابدا، وهو يقول هذه الحقيقة امام كل العالم. فلا نضحك على انفسنا، ولا ندع احدا يأتي ليجعل لها وجها سياسيا او شعبويا، فالموضوع ليس هنا”.

الاباتي نعمة الله هاشم
وفي الاطار الروحي ايضا استقبل الرئيس عون الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي نعمة الله هاشم، يرافقه امين السر العام للرهبانية الاب ميشال ابو طقة ورئيس جامعة الروح القدس – الكسليك الاب البروفسور جورج حبيقة الذين عرضوا معه الاوضاع العامة في البلاد وعمل الرهبانية، ووجهوا اليه دعوة والى اللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون لحضور رتبة سجدة الصليب يوم الجمعة العظيمة في جامعة الروح القدس – الكسليك في 19 نيسان الجاري الساعة العاشرة والنصف”.

جرجورة حردان
وفي قصر بعبدا الممثل الشخصي للرئيس عون في المنظمة الدولية للفرانكوفونية الدكتور جرجورة حردان، الذي أطلع رئيس الجمهورية على التحضيرات الجارية لفتح المكتب الاقليمي للمنظمة في بيروت السنة المقبلة.

ونقل الدكتور جرجورة إلى الرئيس عون رسالة من المديرة العامة للمنظمة السيدة لويز موشيكيوابو أعلمته فيها عن تعيين اللبنانية الدكتورة زينة مينا مديرة للألعاب الفرانكوفونية في المنظمة والتي سيكون مقرها في باريس، وقد اختيرت بين مجموعة من المرشحين لهذا المنصب الأساسي في المنظمة.

وأشار الدكتور جرجورة إلى “ترحيب المنظمة الفرانكوفونية بمشروع الرئيس عون بإنشاء “أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار”، وارتياحها للأجواء المستقرة التي تسود لبنان”. ولفت إلى أن “لبنان بدأ ترتيباته للاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس الفرانكوفونية التي تصادف سنة 2020 ويتخللها مؤتمر قمة للدولة الفرانكوفونية في تونس”.