استقبل الرئيس نجيب ميقاتي، صباح اليوم في دارته في طرابلس، الرئيس فؤاد السنيورة، وتم البحث في الأوضاع على الساحتين المحلية والدولية.
السنيورة
إثر اللقاء، قال السنيورة: “يشرفني أن أستهل زيارتي إلى طرابلس بلقاء دولة الرئيس، الأخ والصديق نجيب ميقاتي. وهذه الصبيحة المباركة كانت مناسبة للبحث في الأوضاع العامة في لبنان، لا سيما الانتخابات الفرعية في طرابلس وأهميتها، وهذا الحق المعطى للبناني للتعبير عن رأيه، وهو ليس حقا فقط بل هو واجب. وبالتالي من هنا، من دارة الأخ والصديق نجيب ميقاتي، أدعو جميع إخواني في طرابلس إلى المشاركة بكثافة في هذه الانتخابات الفرعية للتعبير عن رأيهم مهما كان. يجب أن ينزلوا إلى الانتخابات ويشاركوا فيها لأن هذا واجب وطني عليهم، كما على أي مواطن لبناني، عندما تتاح له فرصة المشاركة في الانتخابات أن يشارك فيها. وبالتالي أتمنى عليهم أن يشاركوا فيها، وأقترح عليهم أن يؤيدوا الدكتورة ديما جمالي لما أعتقد أنها تتمتع به من إمكانات وكفاءات، تستطيع من خلالها أن تخدم مدينة طرابلس، وتخدم لبنان”.
اضاف: “من هنا من هذه الدار، أود أن أشكر دولة الرئيس أن أتاح لي أن أبدأ هذه الزيارة كما ينبغي من منزله، وأن أتوجه إلى لقاء العديد من الشخصيات الأخرى، وأتمنى أن يكون هذا اليوم خيرا ومنتجا، وأن تكون المشاركة فاعلة وكثيفة وتعبر عن رأي مدينة طرابلس والطرابلسيين، الذي يجب أن ينطلق من هنا بأننا نريد عودة الدولة إلى لبنان بسلطتها وهيبتها ودورها. هذه هي أهمية هذه الانتخابات، إنها تطلق صرخة قوية وأساسية بضرورة عودة الدولة لكي تتولى دورها وتقوم بما ينبغي عليها أن تقوم به في خدمة اللبنانيين والتعبير عن رأيهم، وفي حماية أمنهم وأمانهم. من هنا، تكمن أهمية هذه الانتخابات. من هنا فإن لدينا يوما حافلا سنلتقي خلاله في أكثر من مكان. وهذه الرسالة الأساسية التي أود أن أوجهها من دارة الرئيس نجيب ميقاتي”.
وردا على سؤال، قال السنيورة: “في خضم المتغيرات على الساحة اللبنانية، والخلل في التوازن الداخلي، والمتغيرات في المنطقة، أعتقد أن هناك ضرورة لتقول طرابلس كلمتها وتعبر عن رأيها، وبالتالي فإن هذه هي الصرخة الأساسية التي نريد أن نوجهها، بضرورة عودة الدولة اللبنانية”.
وأضاف: “لأن الشعب الطرابلسي محبط، يجب أن يعبر عن رأيه ويشارك في الانتخابات. وأنا على بينة بحجم التوازن الاقتصادي لا سيما في منطقة الشمال وطرابلس تحديدا. وهناك ضرورة للقيام بما يؤدي إلى بذل كل جهد لاستنهاض الوضع الاقتصادي. ولكننا يجب أن لا ننسى أن هذا الوضع لا يقتصر على مدينة طرابلس. فقد مضى أكثر من ثماني سنوات في لبنان، والنمو الاقتصادي لا يتعدى واحد في المئة، الذي هو أقل من نصف معدل زيادة السكان في لبنان، بعد أن كانت هذه النسبة تتعدى 8.5 في المئة على مدى السنوات بين 2007 و2010، انخفض هذا الرقم إلى واحد في المئة. هذا يعطي صورة عن المشكلات التي نواجهها، وأهمية إعادة تصويب البوصلة الوطنية والعربية في لبنان. من هنا، نرى مدى أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الدولة عندما تستطيع أن تقبض على مرافقها، وتفرض سلطتها العادلة على الجميع، وان تستعيد حياديتها في التعامل مع جميع الفرقاء في لبنان. وهذا هو دور الدولة. ومن هنا، من طرابلس يجب أن توجه هذه الرسالة إلى كل اللبنانيين وكل الأشقاء العرب، وأصدقائنا في العالم. عودة الدولة اللبنانية. لم يعد من الممكن والمقبول أن يتم استتباع الدولة من قبل الأحزاب والميليشيات، وتقاسم الدولة اللبنانية من قبل هذه الميليشيات والأحزاب”.
وردا على سؤال عن ضآلة حصة طرابلس من مؤتمر “سيدر”، قال السنيورة: “إن المبلغ الذي خصصه المؤتمر للبنان هو أحد عشر مليار دولار، إلى ذلك، فإن المبالغ المخصصة لطرابلس هي أكثر من 300 مليون دولار التي تم تداولها في الإعلام، وستقوم الدكتورة جمالي خلال هذا النهار بتزويدكم بتفاصيل حول الموضوع. وعلينا أن نميز في هذا المقام بين المشاريع الوطنية، والمشاريع المخصصة للمناطق. كما أن موضوع “سيدر” هو في غاية الأهمية، ولكنه يجب أن يترافق مع جهد حقيقي من أجل القيام بالإصلاحات الواجب القيام بها. وخلال هذا اليوم، ستشرح الدكتورة جمالي توزع هذه المبالغ لتجيب بالضبط على هذه التساؤلات”.