تظاهر آلاف السودانيين، السبت، في مسيرات منفصلة توجهت نحو مقر القيادة العامة للجيش السوداني في العاصمة الخرطوم.
وأطلقت الشرطة السودانية، السبت، الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين ضد الرئيس السوداني، عمر البشير، بشارع النيل بالعاصمة السودانية.
كما اعتقلت قوات الشرطة عشرات من المحتجين في وسط العاصمة.
واستبقت السلطات السودانية موكباً احتجاجياً تعتزم المعارضة تسييره، السبت، إلى مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة بالعاصمة الخرطوم، بنشر قوات أمنية كثيفة.
ودعا تجمع المهنيين السودانيين، وهو كيان نقابي منظم للاحتجاجات، لتسيير مليونية، السبت، تطالب برحيل النظام.
وتجوب العربات المحملة بالجنود شوارع العاصمة منذ صبيحة السبت، فيما يبدو أنه محاولة لإفشال الموكب الذي تأمل المعارضة أن يكون حاسماً في رسم مسار جديد للحراك الذي انطلق منذ 19 ديسمبر/كانون الأول 2018.
ورغم خضوع البلاد لحالة الطوارئ منذ 22 من شهر فبراير/شباط الماضي، إلا أن ذلك لم يقف حائلاً في وجه المواكب الاحتجاجية التي تُنظم في البلاد أسبوعياً.
وخرجت تظاهرات واحتجاجات في عدة مدن وولايات سودانية، السبت، تزامناً مع الذكرى السنوية لانتفاضة عام 1985 التي أطاحت بنظام الرئيس جعفر النميري.
ودعا المنظمون إلى الاحتجاج في كافة أنحاء البلاد للتأكيد على المطالب في إعادة صياغة الدولة من ناحية اجتماعية واقتصادية وسياسية، وإنهاء النظام القائم.
وسيلة سريعة وحيدة ورخيصة
أما الرئيس السوداني، عمر البشير، فقد قال الجمعة، إن الحوار هو الوسيلة الأسرع والأرخص والوحيدة للوصول إلى خيارات يرضى عنها أهل السودان.
ودعا البشير الشعب السوداني لاختيار قياداته عبر الانتخابات، لأنها الوسيلة الوحيدة للوصول إلى السلطة، على حد قوله.
وأشار الرئيس السوداني خلال كلمة ألقاها أمام اللجنة التنسيقية للحوار الوطني مساء الجمعة، إلى أن البداية ستكون بقانون الانتخابات لأنه يعد معبراً عن إجماع أهل السودان، مؤكداً استعدادهم إلى فتح باب الحوار حول أيّ قضايا موضوعية يتم الاتفاق حولها.
وأوضح أن حالة الطوارئ فُرضت لأجل قضايا تواجه الاقتصاد كالتهريب والمضاربات التي أحدثت تشوهات في ممارسة العملية الاقتصادية، إلى جانب التواصل مع الخارج لتقديم دعم للاقتصاد.
وأشار البشير إلى أن اللجنة ستعمل على وضع مسودة تقدم للهيئة التشريعية، حسب مخرجات الحوار لإجازة الدستور الدائم للبلاد.
وألقى البشير كلمة خلال اجتماع اللجنة التنسيقية للحوار الوطني بعد تضارب الدعوات في ذلك.
وكان إعلام القصر قد دعا وسائل الإعلام إلى حضور خطاب للبشير، إلا أن وزير شؤون الرئاسة فضل عبد الله أكد في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية، أن البشير لن يُلقِ خطاباً وسيجتمع مع الهيئة التنسيقية العليا للحوار.