انطلقت اليوم، أعمال الدورة الثامنة من “منتدى الشارقة الدولي للاتصال الحكومي” الذي ينظمه المركز الدولي للاتصال الحكومي، التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، برعاية حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي وفي حضوره في مركز إكسبو الشارقة تحت شعار “تغيير سلوك .. تطوير إنسان”، بمشاركة نخبة من الخبراء وممارسي الاتصال الحكومي الدوليين من 15 دولة.
وقد شاركت من لبنان مديرة الوكالة الوطنية للاعلام لور سليمان وعدد من رؤساء التحرير والاعلاميين.
الجلسة الافتتاحية
وقد استهلت الجلسة الافتتاحية بكلمة لرئيس مجلس الشارقة للاعلام الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي الذي رأى أن المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في دورته الثامنة يضع الإنسان على قائمة أولويات البناء والتطوير وتنمية المجتمع.
وقال:”الجميع يعلم كيف أن الاتصال الحكومي بات القلب النابض للعمل الحكومي، وذلك نظراً الى التطور في طريقة التواصل البشري، كما أنه بات معياراً من معايير نجاح العمل الحكومي، مبيناً أن هناك عددا من المؤسسات الدولية بدأت ربط نجاح الحكومات بجودة وقوة تواصلها مع كافة أفراد جمهورها.
وأضاف الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي ” أقف اليوم لأتحدث عن عامل مهم في نجاح جهود الاتصال الحكومي، يجب أن يحظى بتركيز أكثر، وهو الإنسان، فبدون إنسان متحفز للتطوير، وقادر على تغيير أنماط تفكيره ليواكب عصره، وجاهز لأن يكون قوة دافعة لمستقبل بلاده، لن تنفعنا كل التقنيات المتطورة في التواصل معه، ولن تنفعنا كل الخطط التنموية لتطوير حياته وتأمين مستقبله “.
حاكم الشارقة
بدوره، اكد حاكم الشارقة أهمية رسالة المنتدى في مناقشة تطوير أداء المؤسسات الحكومية من خلال خدماتها والبنى التحتية التي توفرها والتشريعات الملائمة التي تقرها ومبادراتها الاستراتيجية، بما يسهم في تحقيق ريادة الخدمات الحكومية.
وأشار إلى أن فكرة تنمية القطاع الحكومي وتطبيق النظم التكنولوجية ليست بالفكرة الحديثة إلا أنها كانت محصورة في بعض الدول وأصبحت في السنوات الأخيرة أحد الموضوعات المثيرة للنقاش من حيث كيفية تطبيقها والاستفادة منها في منطقتنا.
وأوضح ” أنه عند بداية تطبيق النظم الحديثة سعياً لتطوير العمل الحكومي حدثت أخطاء كثيرة بسبب التطور السريع للتكنولوجيا وتنوع طرق التواصل فيها وقلة المتخصصين والعارفين بها.
ورأى أن الترابط بين المؤسسات الحكومية وأفراد المجتمع هو في علاقة متبادلة، حيث ان الموظف فيها هو جزء من المجتمع، وخدمات المؤسسات تقدم لأفراد المجتمع، مشيراً إلى أن تطور المؤسسات الحكومية وخدماتها يأتي بتطور موظفيها الذين يجيدون التعامل مع التقنيات الحديثة.
ولفت إلى أن مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة هو مجتمع شاب، معظمه من المتعلمين الجامعيين في مختلف التخصصات، مشيراً إلى أن هذه العلوم هي التي تسهم في إدارة التكنولوجيا والنظم الحديثة وتطويرها لخدمة المجتمع والقدرة على ايصالها لكافة فئات المجتمع.
واكد ضرورة الاستمرار في تطوير مهارات وخبرات العاملين في المؤسسات وتدرجهم في المسؤوليات الوظيفية وصولا إلى الوظائف القيادية، مع ضرورة إلحاقهم في برامج القيادة الشاملة التي تنفذها المؤسسات، مع استقطاب الكفاءات الخارجية في حالة الحاجة ولإدراج أفكار ووسائل جديدة.
وانطلق حفل الافتتاح بعرض فيلم سلط الضوء على رؤية ورسالة المنتدى في دورته لهذا العام، وأهميته في ظل متغيرات العصر الراهن، وأثره على تحول سياسات التنمية المجتمعية، والتحول في مسلكيات الأفراد داخل بلدانهم.
كما تخلل الحفل عرض فيديو تسجيلي للإعلامي الأميركي، لاري كينج، الملقب بـ”سيد الميكروفون”، استعرض خلاله تجربته المتعلقة بدور الاتصال الحكومي في إحداث التغيير الإيجابي عند الإنسان، وخبرته في الاتصال والإعلام الجماهيري عموماً، وكيفية تعامله مع آلاف الشخصيات التي حاورها، ونظرته إلى التأثير الكبير الذي تحدثه وسائل التواصل الاجتماعي في سلوكيات الأفراد والجماعات والمؤسسات.
وركز كينج في حديثه على الأدوار التي أصبحت تلعبها منصات التواصل الاجتماعي في الفضاء الإعلامي، مؤكداً أنها باتت تساعد الأشخاص في التعبير عن آرائهم، وباتت أيضاً منصة لإطلاق الشائعات والأخبار الزائفة، لافتاً أن الأخبار الزائفة ليست وليدة اللحظة وأنه عايش الكثير من النماذج لأخبار زائفة خلال فترة الحرب الباردة، معتبرا أن هذه الظاهرة آخذة في التصاعد والانتشار وبسرعة تفوق سرعة الضوء وذلك بسبب التقنيات الحديثة، داعيا الحكومات لمزيد من التواصل والشفافية مع مواطنيها وتوجيههم نحو الأفعال البناءة حتى يتسنى لها التصدي للتحديات التي تفرزها الأخبار الزائفة.
بعدها عقدت جلسات العمل التي بحثت تحليل السلوك البشري وتبني استراتيجيات التوعية وتغيير سلوك الأفراد بهدف تحفيز شركاء العملية التعليمية وبناء ثقافة مهارات المستقبل وتأصيل الإيجابية وتعزيز سبل السعادة المستدامة في ظل متغيرات العصر الراهن وأثرها على تحول سياسات التنمية المجتمعية وسلوك الأفراد داخل بلدانهم.
اشارة الى ان المؤتمر سيستمر ليومين.