عَكَستْ المواقفُ البارزةُ التي أطلقها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أمس، حرصَه على «تبريدِ» المسْرحِ السياسي في ملاقاةِ الجلسة التي تعقدها حكومته يوم غد، كما الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لبيروت يوميْ الجمعة والسبت المقبليْن.
ورغم الطابع التهْدوي لكلام الحريري ولا سيما تأكيده أن التسوية مع الرئيس العماد ميشال عون هي «بمثابة الزواج الماروني (لا طلاق فيه) لسببٍ واحد يتعلق بمصلحة لبنان»، فإن رئيس الحكومة بدا ثابتاً على مقارباتِه لكل العناوين التي شكّلتْ عنصر «الاشتباك» مع «التيار الوطني الحر» والذي فجّرتْه مواقفُ رئيسِه وزير الخارجية جبران باسيل الذي لوّح الخميس الماضي بإسقاط الحكومة على تخوم المعركة الثلاثية البُعد التي أطلقها بقوله «إما عودة النازحين أو لا حكومة، وإما صفر عجز في الكهرباء أو لا حكومة، وإما طرْد الفساد عن طاولة مجلس الوزراء أو لا حكومة».
وبدا واضحاً أن الحريري بتأكيده «أن أحداً لا يمكنه أن يوقف عمل الحكومة» وأنه قرّر عدم التوقف أمام «الضجيج السياسي» والقفز فوق «المناكفات والزكزكات السياسية»، وجّه عبر «ديبلوماسية الاحتواء» مجموعةَ رسائل برسْم شريكه في التسوية (عون وفريقه) بعد ارتسام ملامح محاولةٍ من فريق الرئيس لوضْع قواعد جديدة يريدها أن تحكم المرحلةَ المقبلة وتحديداً في مقاربة ملفات سياسية واقتصادية وإصلاحية.
وقال الحريري أمام مجلس نقابة الصحافة «ان خطة الحكومة للكهرباء ستقر قريباً كما ستحمل موازنة 2019 الطابع الاصلاحي (…) وواجبي تدوير الزوايا مع الجميع».
وإذ ردّ ضمناً على انتقادات باسيل لمؤتمر بروكسيل 3 معلناً أن الأخير أقرّ التزامات بـ7 مليارات دولار «لمواجهة أعباء النزوح في الدول المجاورة بينما كانت هذه الالتزامات لا تتجاوز 5 مليارات في السنتين السابقتين»، أعلن «ان الجميع في لبنان يريدون عودة النازحين ولكن السؤال كيف يحصل ذلك»؟
وفي حين أكد «نريد نتائج عملية، أما الكلام عن تطبيع مع النظام (السوري) فلبنان يعتمد النأي بالنفس ويلتزم بالجامعة العربية وقراراتها من النظام السوري»، أوضح أنه «في كل المؤتمرات التي شاركتُ فيها من سيدر الى بروكسيل وغيرهما لم يتم التطرق الى نية للتوطين وهذا غير مطروح ولن يحصل والدستور يمنعه بشكل قاطع».
وأكد: «يمكن ان يكون هناك فاسدون في كل الأطراف، والمهم أن هناك قراراً بأن أحداً لن يغطي فاسداً وان لا خط أحمر أمام القضاء لملاحقة أي مرتكب».
وبعدما جزم بان التسوية مع عون «هي بمثابة الزواج الماروني»، أعلن «اتخذنا قراراً فخامة الرئيس وأنا يتعلق بمصحلة البلد». وأشار الحريري إلى أن أكثر من 12 ألف سائح سعودي زاروا بيروت بعد 4 أيام على قرار المملكة رفع الحظر عن سفر مواطنيها الى لبنان.
وفي نيويورك، كرر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس في تقرير له أن «الاعتراف الذاتي المتكرّر بالاحتفاظ بأسلحة غير مرخصة خارج سيطرة الدولة من (حزب الله) وغيره من الجماعات المسلحة، في انتهاك للقرار 1701، يبعث على القلق الشديد ويعرّض للخطر استقرار لبنان والمنطقة».
وحضّ الحكومة على «اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لضمان التنفيذ الكامل للبنود ذات الصلة في اتفاقات الطائف والقرارين 1559 و1680، والتي تطلب نزع أسلحة كل الجماعات المسلحة في لبنان».
الراي