استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، رئيس لائحة “رابطة لبكرا” واعضاءها، والمرشحة لإنتخابات الرابطة المارونية التي ستجرى في 16 آذار الحالي.
والقى رئيس اللائحة غسان جوزف الخوري كلمة التمس فيها “بركة غبطته”، وقال:” لقد جئنا اليوم، يا صاحب الغبطة والنيافة، الى هذا الصرح اللبناني التاريخي، منبر البطاركة العظام، طالبين بركتكم الأبوية لفريق العمل الساعي الى اعلاء شأن الرابطة. سنعمل بتوجهات غبطتكم الروحية والوطنية من اجل وحدة الصف وهذا ما تعهدناه في برنامجنا الذي اعلناه البارحة من نقابة الصحافة اللبنانية. ادامكم الله، يا صاحب الغبطة، ذخرا للموارنة والمسيحيين واللبنانيين وسدد خطاكم لإعلاء شأن لبنان وشد اواصر وحدته الوطنية. من بكركي نؤكد التزامنا الحفاظ على ارضنا المقدسة. وشكرا لإستضافتكم الكريمة”.
الراعي
بدوره، رحب البطريرك الراعي بالحضور، معبرا عن فرحه “لحرص اللائحتين المرشحتين لانتخابات الرابطة المارونية سواء لائحة غسان الخوري او النائب السابق نعمة الله ابي نصر على الحفاظ على النموذج الديموقراطي وخوض هذه الإنتخابات بروح الديموقراطية التي بتنا نفقدها في لبنان بسبب الإتفاقات المسبقة التي تتم قبل اجراء العملية الإنتخابية. وهذا امر لا معنى له، فالحديث عن انتخابات يعني انتقاء الأشخاص وانتخابهم. لذلك نحن نحرص معكم على العمل وفق النظام الديموقراطي الذي يميز لبنان، فخسارة لبنان لنظامه الديموقراطي تعني خسارة كل شيء بما فيها التعددية الفكرية والثقافية والسياسية والدينية والإثنية، وهكذا يتشوه وجه لبنان”.
وأضاف: “الأحادية في العادة تعني الموت، ولكن بالتنوع نجد الحياة. فالجسم يتألف من اعضاء عدة بتركيبات مختلفة وهي تعمل بتنوعها في الجسم الواحد، وهذا دليل حياة. ولكن تعطلها عن العمل يؤدي الى ما نسميه اشتراكات وأحادية فيموت الإنسان لذلك نحرص على الحفاظ على التعددية . وهذه من الامور التي تدخل في رسالة الرابطة المارونية. الكل يعلم ان الموارنة هم في اساس تكوين لبنان ولولا وجودهم عام 1920 وما قبله، والذي يعتبر المرحلة التحضيرية لعام 1920 لما كان لبنان اليوم الذي انشئ نتيجة لمسيرة طويلة كان فيها للموارنة نفوذهم العددي والفكري والثقافة والقيادي. ونحن نريد استمرار لبنان بكل مكوناته المسيحية والإسلامية على تنوعها. ولا يمكننا التخلي عن دورنا كموارنة ابدا”.
وتابع: “الرابطة المارونية لم تنشأ من اجل الموارنة فقط وانما تؤدي دورا باسم الموارنة وهو جمع الشمل الماروني من اجل لبنان وليس جمع الشمل للموارنة فقط. فنحن لسنا في “غيتو” ولا نرغب في العيش بانكماش او بانعزال، ولم نعش هذا الأمر ابدا طيلة تاريخنا لأننا عملنا دائما من اجل لبنان وفي سبيله. لذلك، الموارنة لا يبكون كثيرا على مواقعهم، ذلك ان لبنان هو من اولوياتهم، ولكن هذا لا يعني اننا يجب الا ان نحافظ على موقعنا. فمواقعنا ضرورية للبقاء ولقول كلمتنا في لبنان”.
وقال: “هذا وجه من وجوه الرابطة المارونية وهو جمع الشمل وخدمة الوطن. تحية لكم ونتأمل ان تأتي النتائج في 16 الشهر مرضية للجميع وكل من ينتخبون نرحب بهم بروح ديموقراطية، المهم ان نبقى موحدين. واشكر الاستاذ غسان على كلمته ولا سيما ما ورد في مؤتمره الصحافي وقد لفتتني عبارة ركز فيها على ان برنامج لائحة “رابطة لبكرا” تعني لخدمة كل المكونات اللبنانية وجمع شملها، وهذا ما نوصي به دائما في كل مرة يلتقي فيها الموارنة في هذا الصرح ومنها المرة الأخيرة التي التقينا فيها النواب الموارنة هنا وانبثقت من اللقاء لجنة تمثل كل التكتلات النيابية لتواصل عمل النقاط التي نرددها. نحن لسنا هنا من اجل الموارنة وحسب وانما لنفكر كموارنة ونحمل مسؤوليتهم وحتى انتم مع زملائكم في البرلمان تعملون من اجل لبنان. وعلى الرغم من ان احدهم انتقد لقاءنا قائلا إن “الموارنة ينكمشون على انفسهم”. نحن نقول ابدا، نحن نتعاون مع كل المكونات اللبنانية من اجل لبنان”.
وختم: “نتمنى لكم التوفيق في المسيرة التي تودون خوضها بروح ديموقراطية وقبول النتائج كيفما اتت لمصحلة لبنان لأن علينا الحفاظ على قيمة الديموقراطية في الرأي والتفكير من اجل الحفاظ على التعددية في الوحدة. والعالم كله يسعى اليوم الى التعددية في وقت هناك مساع للأحادية التي لا نؤيدها على الإطلاق. فليبارك الرب عملكم وسلامنا الى عائلاتكم”.
الغريب
ثم التقى الراعي وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب الذي اكد انه “أطلع البطريرك على اجواء ملف النزوح السوري والزيارة التي قام بها لسوريا”، وقال: “استمعنا الى مقاربته في هذا الموضوع ولمسنا انه يتكلم اللغة نفسها التي نتكلمها وابدى حرصه الشديد على حق النازحين في العودة الى وطنهم سالمين آمنين، لان حقوقهم الانسانية والوطنية تقتضي ذلك. وشدد على ضرورة اخراج هذا الملف من التجاذبات السياسية وعلى ضرورة تحقيق خرق جدي وعدم ربط هذا الموضوع بالحل السياسي في سوريا”.
ولفت الغريب الى ان “زيارته لسوريا لم تؤد الى مشاكل، انما كان هناك بعض الاعتراض لبعض القوى السياسية وقد اعربوا عن موقفهم في مجلس الوزراء ورددنا بالطريقة المناسبة، ونأمل من الجميع وضع مصلحة لبنان اولا بعودة الاخوان السوريين الى ديارهم معززين مكرمين. لذلك يجب سحب السياسات الضيقة من هذا الموضوع لأنه لا يجب إخضاع بلدنا لحسابات بعض الافرقاء”.
وأوضح ان “الخطة التي تم الحديث عنها هي ورقة واقعية تفصيلية وشاملة تحاكي ملف النازحين من جوانبه كافة السياسية واللوجستية وغير ذلك، وسنتقدم بها الى المسؤولين. وهذه الورقة تتضمن ماذا سنفعل مع الدولة السورية وكحكومة ماذا يجب ان نفعل وكيف يجب ان نتكلم مع المجتمع الدولي. هذه رؤيتنا، ونأمل ان يتحقق حولها اجماع وطني”.
وعن حقيقة رغبة المسؤولين السوريين بعودة النازحين الى بلادهم، رد قائلا: “بكل تأكيد ويجب ان نجرب، والتجربة خير برهان”.
عازار
بعدها، استقبل البطريرك الماروني النائب روجيه عازار يرافقه المهندسان جان وكريم الخوري في زيارة “التماس بركة” تم في خلالها عرض للوضع الإنمائي في منطقة كسروان.
وشدد عازار على “اهمية تفعيل المشاريع الإنمائية في المنطقة وتوفير فرص عمل جديدة لأبنائها”، معددا “لأبرز الخطط التي بوشر تنفيذها في منطقة كسروان الفتوح والتي من شأنها تسهيل عملية التنقل في المنطقة”.
واذ لفت الى “ضرورة الإهتمام بالشباب اللبناني عن طريق انشاء اماكن تمكنهم من ممارسة هواياتهم الرياضية في الطبيعة”، اكد ان الإهتمام بأجيالنا الشابة امر جد ضروري لأنهم مستقبل لبنان والأهم ايضا هو الإهتمام بالمسنين والحفاظ على حقهم في عيش كريم لأنهم إرثنا العريق”.