ترميم كنيسة القديسة حنا في حصرون باشرف المهندس صوما.

حصرون بتستاهل هيك واكثر….

المهندس صوما: حصرون عاصمة الموارنة الثقافية.

المهندس صوما: حصرون اعطت علماء في شتى المجالات، واغنوا الكنيسة بعطاءاتهم اللاهوتية والفلسفية والعلمية والمعنوية.

المهندس صوما: يتم ترميم الكنيسة تحت إشراف كادر متخصص من الفنانين الايطاليين.

المهندس صوما: تركيب ما يقارب المليونين ومئتي الف قطعة موزييك صغيرة تتراوح مساحة كل قطعة ما بين سنتمتر واحد و سنتمتر وربع.

المهندس صوما: الحجارة مميزة وتم تصنيعها في جزيرة مورانو الايطالية.

المهندس صوما: دمجنا  الفن السرياني والبزنطي والغربي مع الفن الشرقي في رسم لوحات القديسين.

المهندس صوما: سنقيم حفل التدشين في اوائل او منتصف الصيف، بحضور البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وكبار المسؤولين في الدولة.

 

تشهد كنيسة القديسة حنا في بلدة حصرون قضاء بشري ورشة عمل مميزة وضخمة، يتم خلالها ترميم الكنيسة تحت إشراف كادر متخصص من الفنانين الايطاليين. ويعكف هؤلاء الفنانون على تركيب اكثر من مليوني قطعة فسيفساء ثلثها من الذهب الخالص، وبكلفة تتجاوز المليون دولار اميركي.

وفور دخولك من باب الكنيسة  تشاهد مجموعة من الفنانين تمكنت بفضل خبرتها ولمساتها من ترميم لوحات الفسيفساء التي استعادت رونقها وبدت تلمع على الجدران كاشعة الشمس، ويشع منها نور وخيوط  تشبه  شلالا من الذهب.

وقد التقينا في الكنيسة المتبرع والمشرف على عملية الترميم المهندس جو صوما الذي بادرنا بالقول ان تكريم القديسين واقع حياة وتراث روحي، مشيرا الى ان الكنيسة كان قد دشنها البطريرك مار نصرالله بطرس صفير في العام 1961 ويومها كان مطرانا على الجبة، وقال:” هذا المشروع ينقسم الى مرحلتين ، الاولى  تركيب ما يقارب المليونين ومئتي الف قطعة موزييك صغيرة تتراوح مساحة كل قطعة ما بين سنتمتر واحد و سنتمتر وربع ، وهذه المرحلة تم التحضير لها في ايطاليا مع شركة ” bacci& ferrari ”  المتخصصة في  اعمال ترميم الكنائيس والمعتمدة في الفاتيكان.

اضاف: هذه الحجارة مميزة جدا وتعرف بحجارة المورانو نسبة الى صناعتها في جزيرة مورانو الايطالية، وهؤلاء الفنانون الموجودون بيننا يعمدون الى تركيب الفسيفساء للقديسة حنة والقديس يواكيم  والسيدة العذراء مريم والقديس شربل والقديس لابا وقبة الكنيسة بحرفية عالية وتقنية متطورة .

 

وتابع:” لقد واجهنا صعوبات عدة بتنفيذ هذا المشروع ولكن بفضل القديسة حنا والسيدة العذراء تم تذليل كل العقبات ، خاصة بما يخص تحديد كيفية رسم صورة القديسين شربل ولابا، وقد  دمجنا  الفن السرياني والبزنطي والغربي مع الفن الشرقي في رسم لوحات القديسين قبل تركيبها بطريقة الموزييك، اضافة الى ان ثياب السيدة العذراء  التي ترتديها  في هذه الصورة لا تشبه الثياب التي نعرفها في عالمنا الشرقي، اما الوان الثياب  فلا يمكن لاحد  ان يبدلها لان الكنيسة هي من تحدد نوع الالوان، والمعلوم في الكنيسة ان اللون الازرق يرمز الى السماء والاحمر الى تضحية السيد المسيح والذهبي الى هالة وتكريم القديسين، وهذا التاج المذهب الذي نشاهده في اعلى الكنيسة يدل على ما نتحدث عنه.

 

واردف:  استعملنا اكثر من سبعماية الف حجر  فسيفساء من الذهب الخالص  اي ما يقارب ثلث عدد الحجارة التي استعملت في رسم صور القديسين، لذا اعتقد ان هذه  الكنيسة ستصبح محجا لكل زوار المنطقة، وليس ثمة اي كنيسة تشبهها في الشرق، وطول لوحة القديسين نحو ١٥ مترا  وبعرض ١٣ مترا، وقد كتب على جدران اسفل اللوحات “اذا اردت ان ترى يسوع انظر الى الاعلى”.

واشار المهندس صوما:” المرحلة الاولى من المشروع ستنتهي  اواخر هذا الاسبوع،  وسنعمد فور الانتهاء منها الى رسم لوحات قبة الكنيسة، ومن ثم سننفذ المرحلة الاخيرة، وانشاء الله سنقيم حفل التدشين في اوائل او منتصف الصيف، بحضور البطريرك مار بشارة بطرس الراعي والبطريرك صفير وكبار المسؤولين في الدولة وابناء الرعية والجوار في بداية الصيف المقبل.

وختم: هذه الكنيسة هي تقدمة من  المونسينيور ابراهيم ابن البلدة الذي  اشتهر بعلاقته الودية مع الباباوات في روما، ولكن هذا المشروع لم يؤمن له الاموال  اللازمة في تلك الفترة،  لذا نحن اليوم نستكمل ما بدأه المونسنيور ابراهيم.

واريد ان اقول في الختام وبصدق : حصرون اعطت علماء احتلوا مراكز مرموقة وعالية في شتى المجالات لاسيما الذين خدموا الكنيسة واغنوها بعطاءاتهم اللاهوتية والفلسفية والعلمية والمعنوية، وما نفعله اليوم هو قليل جدا على عاصمة الموارنة الثقافية ..

 

وحصرون بتستاهل هيك واكثر….

وفي لمحة سريعة عن مسيرة المهندس الشيخ جو صوما فهو من سلالة مشايخ ال عواد، ورجل اعمال ومهندس كهرباء، يحمل شهادات جامعية من كاليفورنيا وتكساس، وعضو نقابة المهندسين المحترفين الاميركيين منذ 1973، وهو متزوج من جورجيت سركيس وله ولدان الدكتور لابا والمهندس جوني وايليان.

ساهم الشيخ صوما في العديد من المشاريع العالمية، والعربية، وخاصة في لبنان حيث نفذ عددا كبيرا من مشاريع مؤسسة كهرباء لبنان، وله ابحاث عدة في مجال الكهرباء ، ولم يبخل يوما في مساعدة الفقير والبائس والمهموم والمحتاج دون ان يعلم احد ما فعله.

الشيخ صوما هو قلعة من قلاع حصرون ويحظى بثقة ومحبة الجميع ولا يميز بين شخص واخر، ويسعى للحفاظ على تاريخ وامجاد بلدته حصرون التي عشقها منذ طفولته، ويدعو باستمرار جميع الحصرونيين الى ان يبقوا في بلدتهم، وان يتجذروا في ارضهم وان تبقى حصرون منارة مشعة للحضارة وتاريخ الموارنة.

واخيرا: نتمنى للشيخ صوما وعائلته العمر المديد وان تستمر مسيرته في التضحية والعطاء وان يحمل اولاده شعلته لتبقى حصرون سراجا مضيئا لماضيها وحاضرها ومستقبلها.