جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / أحمد الحريري: ليبدأ حزب الله بفساده بدلا من الافتراء على الآخرين
5c7a81599c78f_

أحمد الحريري: ليبدأ حزب الله بفساده بدلا من الافتراء على الآخرين

جال الأمين العام ل “تيار المستقبل” أحمد الحريري، في عاصمة الشمال طرابلس، استهلها بلقاء مع آل حجازي وسلسلة لقاءات عقدها في مقر منسقية طرابلس، في حضور منسقها العام ناصر عدرة، قبل أن يؤدي صلاة الجمعة في جامع الظافر ويلتقي إمامه الشيخ يوسف الديك.

ولبى دعوة مدير معهد CIS عبدالرحمن بكداش، إلى غداء تكريمي، في حضور نقيب المحامين في الشمال محمد المراد ونقيب المهندسين في الشمال بسام زيادة، المرشحة عن المقعد السني الشاغر في طرابلس ديما جمالي، القاضي الشيخ خلدون عريمط، رئيس قسم محافظة لبنان الشمالي لقمان الكردي، رئيس بلدية طرابلس أحمد قمرالدين، رئيس بلدية البداوي حسن غمراوي وعدد من أعضاء المكتب السياسي في “تيار المستقبل” في الشمال وعدد من الشخصيات.

ثم شارك الحريري في احتفال معهد CIS لاختتام دورات تدريب لأكثر من 400 شاب وصبية في اختصاصات مهنية، بعنوان “بعدك للعلم رفيق”، تخللته كلمات لعبدالرزاق اسماعيل وإحدى الخريجات وبكداش الذي تحدث عن الهدف من هذه الدورات في مساعدة الطلاب في شق طريقهم نحو المستقبل، منوها بأهمية التعليم المهني، لافتا الى حرص الرئيس سعد الحريري على شباب طرابلس ومستقبلهم.

أما الحريري فشكر لبكداش مبادرته، داعيا إلى تعميمها في كل المناطق. وقال: “كثر يسألون اليوم عما يمكن أن نقوم به لإكمال المسيرة والانتقام من قتلة الرئيس الشهيد، وجوابنا دائما أننا نقرأ في كتاب رفيق الحريري وثقافته وقيمه وأخلاقه، وأن الانتقام من الذين قتلوه هو أن نكمل مسيرته، مسيرة العلم والإعمار وإعادة الاعتبار للطبقة الوسطى”.

ودعا إلى “عدم التقليل من أهمية إنجاز تشكيل الحكومة”، وشدد على أن “تيار المستقبل أول من قدم مشروع قانون لمكافحة الفساد، لماذا لم يقروه؟ الرئيس سعد الحريري ماض بأولويات البيان الوزاري على أساس إصلاحات مؤتمر “سيدر” لأنها الفرصة الأخيرة لمسيرة النهوض الثانية”، داعيا إلى “الالتفاف حول الرئيس الحريري والثقة به لإكمال المسيرة”.

ثم قدم الحريري وجمالي واجب التعازي إلى آل عدرة في جامع الوفاء.

محاضرة
واختتم الحريري جولته الطرابلسية بمحاضرة سياسية في صالون فضيلة فتال، بعنوان “لبنان .. ومسيرة النهوض الثانية”، استهلها بوصف صالون فتال الأدبي ب”المنارة اللبنانية في زمن الظلام الفكري والثقافي والاعلامي الذي نعيشه، وليس فقط المنارة الطرابلسية والشمالية”.

وتوقف عند ما وصفه ب”جنون الشعبوية الذي يضرب العالم، وتداعياته على العالم العربي الذي يواجه منذ سقوط العراق في العام 2003 “المشروع الإيراني” الذي تزامن مع “جنون التطرف” الذي بدأ مع “القاعدة”، ومن ثم “داعش” و”النصرة” وأخواتهما، وما تلاه من استباحة ل”الربيع العربي” الذي أمسى خريفا عربيا وميدانا لإراقة الدماء العربية وتهجير الشعوب العربية في أكثر من بلد، بدليل ما يحصل في سوريا والعراق”. وقال: “ما كان يعنينا في لبنان، وما زال، ألا يصل هذا الجنون إلينا، رغم أننا كنا من أهدافه المباشرة، بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005، التاريخ الذي تم فيه اغتيال مسيرة النهوض الأولى”.

أضاف: “14 عاما، وزمن النهوض توقف في 14 شباط 2005، وها هو يعود اليوم في 14 شباط 2019، مع “مسيرة النهوض الثانية” التي أعلنها الرئيس سعد الحريري، بعد أن شكل حكومة “إلى العمل”، بعد مخاض عسير لم يخل من الجنون الذي بدأ في الانتخابات النيابية واستمر 9 أشهر من بعدها”.

وسأل: “كيف وصلنا إلى هنا بعد 14 عاما وماذا فعل الرئيس سعد الحريري؟ المزايدات عليه باتت من الخبز السياسي اليومي لبعض الذين يبحثون عن مصالح سياسية ضيقة، في الوقت الذي يبحث فيه سعد الحريري عن مصلحة لبنان وأهله، ويتحمل في سبيلها كل المزايدات والافتراءات ومحاولات الاغتيال السياسي. رغم كل جنون التطرف، لا يزال “تيار المستقبل” الذي يقوده سعد الحريري زهرة الاعتدال في هذا الشرق، ورغم كل جنون الشعبوية، لم ننجر إلى الشعبوية يوما، وخسرنا من جراء ذلك جزءا من رصيدنا الشعبي، لأن قرار الرئيس الحريري كان حازما وحاسما بعدم تقليد الآخرين في موبقاتهم وأخطائهم، مهما كانت المغريات السياسية والشعبية”.

وتابع: “رغم كل ما يقوم به المشروع الايراني في لبنان، ما زلنا نصر على مواجهته بالمقاومة السلمية المدنية والسياسية، وليس بالسلاح، لأن أي سلاح مضاد يعني العودة بلبنان إلى زمن الحرب الأهلية، ونحن تيار رفيق الحريري الذي أوقف الحرب، وقرارنا حاسم وحازم باننا لن نكون في أي يوم من الأيام طرفا في أي حرب أهلية لا سمح الله، كي لا نسمح باغتيال رفيق الحريري مرة ثانية”.

وخاطب الحضور: “تعالوا نتبصر في حاضر بعض البلدان العربية اليوم، فلسطين أرض عربية، سوريا ارض عربية، العراق ارض عربية، اليمن ارض عربية، لكن أين القضية الفلسطينية اليوم؟ تتم تصفيتها من العدو الاسرائيلي في ظل عجز عربي عن المواجهة وعن القيام بلوبي فاعل لصون الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامته دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية. أين سوريا اليوم؟ سوريا في زمن الانتداب الروسي، وأكلتها الميليشيات الايرانية والأسدية وقتلت شعبها بأبشع الطرق وهجرته وجعلته يموت في البحار والمخيمات. أين العراق اليوم؟ ألم نر ما أصاب شعبه من ويلات حكم أزلام طهران. أين مسيحيو العراق؟ إيران تعتبر أنها أسقطت 3 عصور سنية مع سقوط بغداد، العصر الاموي والعصر العباسي، ومن ورائهم العصر العثماني”.

وقال: “أن نصمد في وجه كل هذه النار، وكل هذا الجنون، فهذا انتصار لنا كلنا وانتصار للرئيس سعد الحريري الذي لم يرم لبنان في النار، في وقت كانت بيئته مستهدفة في زمن “داعش” و”النصرة” وأخواتهما، لكنه حماها وجنبها ويلات ما أصابها في دول الجوار، ولا سيما في سوريا والعراق. وكذلك لم نخرج عن عمقنا العربي، وما زلنا ندافع عنه في أوج الحملات التي كانت تستهدف من يمثله ويقوده. لم ننجر إلى الثأر والانتقام. طالبنا بالحقيقة وحملنا دم رفيق الحريري من أرض الجريمة إلى أرض العدالة التي سيكون العام 2019 عامها، مع عقد جلسة الحكم لمعرفة الحقيقة، وحافظنا على “دستور الطائف” الذي بات اليوم نموذجا لوضع حد لأزمات المنطقة، ولا سيما إبان تشكيل الرئيس الحريري حكومته الأخيرة”.

واعتبر ان “كل ما سبق ذكره أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، بعد 14 عاما من التعطيل. أوصلنا لأن نقول أننا امام “مسيرة النهوض الثانية” مع سعد الحريري، ونحن ماضون بها عبر خريطة الطريق التي حددها في مؤتمر “سيدر” من أجل الإنقاذ الاقتصادي والإصلاح. والبيان الوزاري يتضمن خريطة طريق لتسييل مشاريع “سيدر” والإصلاحات المطلوبة في كل القطاعات، ولطرابلس والشمال حصة كبيرة منه ومن مشاريعه التي تقدر قيمتها ب 17 مليار دولار تستثمر على مدى 10 سنين. برنامج “سيدر” صناعة لبنانية بامتياز، بعد اجتماعات عمل مع أكثر من 1600 بلدية في السرايا الحكومية في الحكومة الماضية”.

وشدد على أن “عناوين المرحلة اقتصادية بامتياز، والبلد يحتاج إلى إنجازات وليس مناكفات”، وقال: “من يتهم “تيار المستقبل” بالفساد اليوم، بعنوان “السياسات الاقتصادية منذ العام 1993” هو آخر من يحق له الحديث في هذا الأمر، وتبين من الرد المفند للرئيس فؤاد السنيورة أن حملة “حزب الله” هي للتضليل والتحريض والافتراء ومحاولة قلب الحقائق، ولا أساس لها بلغة الارقام والحقيقة والمستندات”.

ورأى “أن “حزب الله” يحاول اليوم تعديل البوصلة الاقتصادية، يحاضر بالاقتصاد وهو بالاصل لا يملك مشروعا اقتصاديا، أضف إلى أن مآثره في الفساد كثيرة، من “يحيى تلكوم” الى المرافىء الحدودية وما بينهما من مآثر، وبالتالي من الاجدر ب”حزب الله” الذي يتحدث عن مكافحة الفساد أن يبدأ بنفسه، بدل الافتراء على الآخرين، وأن يسأل عن كلفة الهدر الذي كان شريكا فيه، وعن كلفة تعطيل الدولة والمؤسسات في السنوات الماضية، فضلا عن الاكلاف الباهظة للحروب والمعارك المتنقلة في الداخل والخارج”.

واعتبر أن “ما يجري اليوم، في حملة “حزب الله” وغيره، هو محاولة للقضاء من جديد على فرصة النهوض بالبلد اقتصاديا وتنمويا وخدماتيا، أي محاولة لضرب “مسيرة النهوض الثانية” التي نتحدث عنها اليوم، وهذا ما لن نسمح به، مهما كلف الأمر”.

وختم بالتوقف عند الانتخابات الفرعية في طرابلس: “طرابلس على موعد مع انتخابات فرعية، ونحن في “تيار المستقبل” نعد العدة لها، دعما لمرشحتنا ديما جمالي، مع أهلنا وناسنا، وبالتعاون والتنسيق مع مرجعيات المدينة التي نلتقي وإياها اليوم على مصلحة البلد ومصلحة طرابلس والشمال”.

كوسبا
بعد ذلك زار الحريري كوسبا في منطقة الكورة على رأس وفد من المستقبل، للتعزية برجل الاعمال الياس أيوب.