قام الأمين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري، بجولة في عاصمة الشمال طرابلس، أمس، استهلها بلقاء مع آل حجازي وسلسلة لقاءات عقدها في مقر منسقية طرابلس، في حضور منسقها العام ناصر عدرة، قبل أن يؤدي صلاة الجمعة في جامع الظافر، ويلتقي إمامه الشيخ يوسف الديك.
معهد CIS
ثم لبى دعوة مدير معهد CIS عبد الرحمن بكداش، إلى مأدبة عذاء تكريمية في مطعم بيتنا، في حضور المرشحة عن المقعد السني الشاغر في طرابلس ديما جمالي، نقيب المحامين في الشمال محمد المراد، نقيب المهندسين في الشمال بسام زيادة، القاضي الشيخ خلدون عريمط، رئيس قسم محافظة لبنان الشمالي لقمان الكردي، رئيس بلدية طرابلس أحمد قمر الدين، رئيس بلدية البداوي حسن غمراوي، أحمد الصفدي، عدد من أعضاء المكتب السياسي في “تيار المستقبل” في الشمال هيثم مبيض، عامر حلواني، عبد الستار الأيوبي ومحمد الصالح وحشد من الشخصيات.
بعد الغذاء، شارك أحمد الحريري في حفل معهد CIS لاختتام دورات تدريب لأكثر من 400 شاب وصبية في اختصاصات مهنية، تحت عنوان “بعدك للعلم رفيق”، والذي تخلله تقديم لعبد الرزاق اسماعيل، وكلمة لاحدى الخريجات، ولمدير المعهد عبد الرحمن بكداش، الذي تحدث عن الهدف من هذه الدورات في مساعدة الطلاب في شق طريقهم نحو المستقبل، منوهاً بأهمية التعليم المهني، لافتاً الى حرص رئيس الحكومة سعد الحريري على شباب طرابلس ومستقبلهم.
أما أحمد الحريري فشكر لبكداش مبادرته في دورات التدريب التي تدل على الوفاء والايمان بخط رفيق الحريري، داعياً إلى تعميمها في كل المناطق اللبنانية.
وقال :” كثيرون يسألون اليوم عما يمكن أن نقوم به لإكمال المسيرة والانتقام من قتلة الرئيس الشهيد، وجوابنا دائماً أننا نقرأ في كتاب رفيق الحريري وثقافته وقيمه وأخلاقه، وأن الانتقام من الذين قتلوه هو أن نكمل مسيرته مسيرة العلم والإعمار وإعادة الاعتبار للطبقة الوسطى”.
وإذ دعا إلى عدم التقليل من أهمية إنجاز تشكيل الحكومة، اعتبر تعليقاً على حملة “حزب الله” في موضوع الفساد “ان “تيار المستقبل” أول من قدم مشروع قانون لمكافحة الفساد لماذا لم يقروه”، مشدداً على أن “الرئيس سعد الحريري ماضٍ بأولويات البيان الوزاري على أساس إصلاحات مؤتمر “سيدر” لأنها الفرصة الأخيرة لمسيرة النهوض الثانية”، داعياُ إلى “الالتفاف حول الرئيس الحريري، والثقة به لإكمال المسيرة”.
ثم قام أحمد الحريري وجمالي بتقديم واجب التعازي إلى آل عدرة في جامع الوفاء.
محاضرة سياسية في صالون فتال
واختتم أحمد الحريري جولته الطرابلسية بإلقاء محاضرة سياسية في صالون فضيلة فتال، تحت عنوان “لبنان .. ومسيرة النهوض الثانية”، بمشاركة عدد كبير من فعاليات المجتمع الطرابلسي.
وقالت فتال في كلمتها الترحيبية “إننا في الصالون الادبي مع الشيخ أحمد لنصدقه القول، وهو الشاب الواعد الذي صدق فيه القول المأثور كادت المرأة أن تلد أباها أو أخاها”، داعية إلى “وضع اليد على الجرح، وتحديد مواضع الضعف فينا، إن في أخلاقياتنا السياسية أو في الخلل في عاداتنا والنقص في كياننا”.
اما أحمد الحريري فاستهل محاضرته بوصف “صالون فتال الأدبي بالمنارة اللبنانية في زمن الظلام الفكري والثقافي والاعلامي الذي نعيشه، وليس فقط بالمنارة الطرابلسية والشمالية”.
ثم توقف عند ما وصفه بـ”جنون الشعبوية الذي يضرب العالم”، وتداعياته على العالم العربي الذي يواجه منذ سقوط العراق في العام 2003 “المشروع الإيراني” الذي تزامن مع “جنون التطرف” الذي بدأ مع “القاعدة”، ومن ثم “داعش” و”النصرة” وأخواتهما، وما تلاه من استباحة لـ”الربيع العربي” الذي امسى خريفاً عربياً، وميداناً لإراقة الدماء العربية، وتهجير الشعوب العربية في أكثر من بلد، بدليل ما يحصل في سوريا والعراق.
وقال :”ما كان يعنينا في لبنان، وما زال، أن لا يصل هذا الجنون إلينا، رغم أننا كنا من أهدافه المباشرة، بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005، التاريخ الذي تم فيه اغتيال مسيرة النهوض الأولى”.
أضاف :”14 عاماً، وزمن النهوض توقف في 14 شباط 2005، وها هو يعود اليوم في 14 شباط 2019، مع “مسيرة النهوض الثانية” التي أعلن عنه الرئيس سعد الحريري، بعد أن شكل حكومة “إلى العمل”، بعد مخاض عسير لم يخلُ من الجنون، الذي بدأ في الانتخابات النيابية، واستمر 9 أشهر من بعدها”.
وإذ سأل :”كيف وصلنا إلى هنا بعد 14 عاماً؟ وماذا فعل الرئيس سعد الحريري؟”، اعتبر أحمد الحريري “أن المزايدات عليه باتت من الخبز السياسي اليومي لبعض الذين يبحثون عن مصالح سياسية ضيقة، في الوقت الذي يبحث فيه سعد الحريري عن مصلحة لبنان وأهله، ويتحمل في سبيلها كل المزايدات والافتراءات ومحاولات الاغتيال السياسي”.
وتابع :”رغم كل جنون التطرف، لا يزال “تيار المستقبل” الذي يقوده سعد الحريري زهرة الاعتدال في هذا الشرق، ورغم كل جنون الشعبوية، لم ننجر إلى الشعبوية يوماً، وخسرنا من جراء ذلك جزءاً من رصيدنا الشعبي، لأن قرار الرئيس الحريري كان حازماً وحاسماً بعدم تقليد الآخرين في موبقاتهم وأخطائهم، مهما كانت المغريات السياسية والشعبية”.
أضاف :”رغم كل ما يقوم به المشروع الايراني في لبنان، ما زلنا نصر على مواجهته بالمقاومة السلمية المدنية والسياسية، وليس بالسلاح، لأن أي سلاح مضاد يعني العودة بلبنان إلى زمن الحرب الأهلية، ونحن تيار رفيق الحريري الذي أوقف الحرب، وقرارنا حاسم وحازم باننا لن نكون في أي يوم من الأيام طرف في أي حرب أهلية لا سمح الله، كي لا نسمح باغتيال رفيق الحريري مرة ثانية”.
وخاطب الحضور بالقول :”تعالوا نتبصر في حاضر بعض البلدان العربية اليوم، فلسطين أرض عربية، سوريا ارض عربية، العراق ارض عربية، اليمن ارض عربية. لكن أين القضية الفلسطينية اليوم؟ تتم تصفيتها من قبل العدو الاسرائيلي في ظل عجز عربي عن المواجهة، وعن القيام بلوبي فاعل لصون الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامته دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية. أين سوريا اليوم؟ سوريا في زمن الانتداب الروسي، وأكلتها الميليشيات الايرانية والأسدية، وقتلت شعبها بأبشع الطرق، وهجرته وجعلته يموت في البحار والمخيمات.أين العراق اليوم؟ ألم نر ما أصاب شعبه من ويلات حكم أزلام طهران. أين مسيحيي العراق؟ إيران تعتبر أنها اسقطت 3 عصور سنية مع سقوط بغداد، العصر الاموي والعصر العباسي، ومن وراءهم العصر العثماني”.
وخلص أحمد الحريري إلى القول :”أن نصمد في وجه كل هذه النار، وكل هذا الجنون، فهذا انتصار لنا كلنا وانتصار للرئيس سعد الحريري الذي لم يرم لبنان في النار، في وقت كانت بيئته مستهدفة في زمن “داعش” و”النصرة” وأخواتهما، لكنه حماها وجنبها ويلات ما أصابها في دول الجوار، ولا سيما في سوريا والعراق. وكذلك لم نخرج عن عمقنا العربي، وما زلنا ندافع عنه في أوج الحملات التي كانت تستهدف من يمثله ويقوده”. وتابع :”لم ننجر إلى الثأر والانتقام. طالبنا بالحقيقة. وحملنا دم رفيق الحريري، من أرض الجريمة إلى أرض العدالة، التي سيكون العام 2019 عامها، مع انعقاد جلسة الحكم لمعرفة الحقيقة. وحافظنا على “دستور الطائف” الذي بات اليوم نموذجاً لوضع حد لأزمات المنطقة، ولا سيما إبان تشكيل الرئيس الحريري حكومته الأخيرة”.
واعتبر ان “كل ما سبق ذكره أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، بعد 14 عاماً من التعطيل. أوصلنا لأن نقول أننا امام “مسيرة النهوض الثانية” مع سعد الحريري، ونحن ماضون بها عبر خارطة الطريق التي حددها في مؤتمر “سيدر” من اجل الانقاذ الاقتصادي والإصلاح. والبيان الوزاري يتضمن خارطة طريق لـ”تسييل” مشاريع “سيدر” والإصلاحات المطلوبة في كل القطاعات، ولطرابلس والشمال حصة كبيرة منه ومن مشاريعه التي تقدر قيمتها بـ 17 مليار دولار تستثمر على مدى 10 سنين”، مشيراً إلى “أن برنامج “سيدر” صناعة لبنانية بامتياز، بعد اجتماعات عمل مع أكثر من 1600 بلدية في السراي الحكومي في الحكومة الماضية”.
وإذ شدد على أن “عناوين المرحلة اقتصادية بامتياز، والبلد يحتاج إلى إنجازات وليس مناكفات”، أكد أحمد الحريري أن “من يتهم “تيار المستقبل” بالفساد اليوم، تحت عنوان “السياسات الاقتصادية منذ العام 1993” هو آخر من يحق له الحديث في هذا الأمر، وقد تبين من الرد المفند للرئيس فؤاد السنيورة أن حملة “حزب الله” هي للتضليل والتحريض والافتراء ومحاولة قلب الحقائق، ولا أساس لها بلغة الارقام والحقيقة والمستندات”.
ورأى “أن “حزب الله” يحاول اليوم تعديل البوصلة الاقتصادية، يحاضر بالاقتصاد وهو بالاصل لا يملك مشروعاً اقتصادياً، أضف إلى أن مآثره في الفساد كثيرة، من “يحيى تلكوم” الى المرافئ الحدودية .. وما بينهما من مآثر، وبالتالي من الاجدر بـ”حزب الله” الذي يتحدث عن مكافحة الفساد أن يبدأ بنفسه، بدل الافتراء على الاخرين، وأن يسأل عن كلفة الهدر الذي كان شريكاً فيه، وعن كلفة تعطيل الدولة والمؤسسات في السنوات الماضية، فضلاً عن الاكلاف الباهظة للحروب والمعارك المتنقلة في الداخل والخارج”.
واعتبر أن “ما يجري اليوم، في حملة “حزب الله” وغيره، هو محاولة للقضاء من جديد على فرصة النهوض بالبلد اقتصاديا وتنمويا وخدماتياً، أي محاولة لضرب “مسيرة النهوض الثانية” التي نتحدث عنها اليوم، وهذا ما لن نسمح به، مهما كلف الأمر”.
وختم بالتوقف عند الانتخابات الفرعية في طرابلس، وقال :”طرابلس على موعد مع انتخابات فرعية، ونحن في “تيار المستقبل” نعد العدة لها، دعماً لمرشحتنا ديما جمالي، مع أهلنا وناسنا، وبالتعاون والتنسيق مع مرجعيات المدينة التي نلتقي واياها اليوم على مصلحة البلد ومصلحة طرابلس والشمال”.
كوسبا
ثم قام الامين العام بزيارة الى كوسبا في منطقة الكورة على رأس وفد من المستقبل، للتعزية برجل الاعمال الياس أيوب.