كشف موقع “المونيتور” الأميركي أن روسيا تبذل جهوداً في سبيل تعزيز دور عمان كوسيط في المنطقة، منطلقاً من اللقاء الذي عقد بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره العماني يوسف بن علوي في موسكو في 18 شباط الجاري.
وأوضح الموقع أنّ عمان تقود سياستها الخارجية بمعزل عن اللاعبين الدوليين والإقليميين، معتبراً أنّها نجحت، إلى حدّ كبير، في تفادي الخلافات مع اللاعبين في الشرق الأوسط، إذ أنّها تلعب دور الوسيط بين الخصوم الإقليميين.
وفي تقريره، تناول الموقع استعداد عمان لـ”التعاون مع إسرائيل”، مذكّراً باللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسلطان قابوس في تشرين الأول الفائت. إلى ذلك، كشف الموقع أنّ موسكو مهتمة بوساطة عمان بين إسرائيل وإيران، مشيراً إلى أنّه سبق لمسقط أن استضافت عدداً من اللقاءات خلال المحادثات التي سبقت التوصل إلى الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران.
وتابع الموقع بأنّ مسقط شاركت بعدد من التدريبات العسكرية إلى جانب إيران، على الرغم من عضويتها في مجلس التعاون الخليجي وفي “الحلف ضد الإرهاب” الذي تقوده السعودية ويشارك فيه عدد من “الدول السنيّة”، واصفاً هذا الواقع بالمفاجئ، نظراً إلى أنّ مذهب عمان الرسمي هو الإباضية.
وعلى صعيد النزاع اليمني، أكّد الموقع أنّ موسكو ومسقط تتشاركان مواقف عدة، ملمحاً إلى أنّ جهود عمان ستصبح مهمة مجدداً في ظل الصعوبات التي تواجه تطبيق اتفاق ستوكهولهم.
توزاياً، نبّه الموقع من أنّ مواقف عمان، التي رفضت استدعاء سفيرها من الدوحةأو مقاطعتها، على مستوى اليمن وقطر، تواصل إثارة ردات فعل “ملتبسة” من السعودية والإمارات، مشيراً إلى أنّ السعوديين والإماراتيين يتّهمون مسقطبشكل غير رسمي ودوري بالتنسيق مع قطر ضدهما.
وفي هذا السياق، نقل الموقع عن مصادر ديبلوماسية روسية قولها إنّ قادة السعودية والإمارات يعلقون آمالهم على رئاسة عمان مجلس التعاون الخليجي، إذ يأملون بشكل خاص في أن تساهم في تطبيع العلاقات بين أبو ظبي والرياض والدوحة.
وعليه، كشف الموقع أنّ جدول أعمال المحادثات الروسية-العمانية تضمّن إحياء الحوار بين روسيا ومجلس التعاون، بعدما عُلّق بسبب الأزمة الخليجية ومواقف الدول الأعضاء من النزاع السوري.
على مستوى الأزمة السورية، اعتبر الموقع أنّ سياسة مسقط إزاء دمشق تعكس المقاربة الروسية بأشكال متعددة، موضحاً أنّ عمان لم تقطع علاقاتها الديبلوماسية مع سوريا وتجنّبت المواجهة واعترفت في الوقت نفسه بالائتلاف الوطني لقوى المعارضة ممثلاً شرعياً للشعب السوري.
الموقع الذي شدّد على أهمية مشاريع النقل بين البلدين، كشف عن طرح فكرة إنشاء ممر للنقل بين عمان وصولاً إلى إيران عبر مضيق هرمز وبعده إلى روسيا عبر بحر قزوين، قائلاً: “من شأنه (الممر)، إذا نُفذّ، أن يجذب استثمارات من عمان في مشاريع مشتركة في منطقة شمال القوقاز الروسية”.
ختاماً، لفت الموقع إلى أنّ الجانبيْن العماني والروسي ناقشا تسهيلات الحصول على التأشيرات لمواطني البلدين أو حتى إلغائها، مؤكداً أنّ خطوة تمثّل محرّكاً لعملية تطوير العلاقات التجارية الثنائية.