جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / الجميل:حزب الله هندس هذه الحكومة ولن نعطيها الثقة سلفا ونأمل تحقيق ما ورد في بيانها
5c6419797705e_

الجميل:حزب الله هندس هذه الحكومة ولن نعطيها الثقة سلفا ونأمل تحقيق ما ورد في بيانها

وجه رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل، في كلمته خلال مناقشة البيان الوزاري، “تحية لكل الصامدين الذين سمحوا للمجلس النيابي بأن يكون لديه معارضة في السنوات الاربع المقبلة، وهم المواطنون الذين صوتوا لتبقى هناك اصوات حرة ومعارضة تحافظ على الديموقراطية في البلد”.

وقال: “سمعنا كلاما معارضا من أغلب النواب خلال مناقشة البيان، ولكنهم عادوا وأعطوا الثقة للحكومة وبالتالي هناك شك بمصداقية هذا الكلام”.

وذكر الجميل بـ”الابطال الذين قدموا حياتهم للبنان لأنهم احبوه، وكي لا نساوم على مشروع الدولة الحرة السيدة الحضارية”، معتبرا ان “هؤلاء يستحقون منا ان نناضل ونقول الحقيقة، واللبنانيون يستحقون منا أداء مختلفا وبلدا يليق بهم، بلد تتشكل فيه الحكومة في أقل من اسبوع، وفي بلد يعاني فيه الناس من الفقر وغلاء الاقساط والاستشفاء يجب ان تشكل هذه المواضيع أولوية في حياتنا التشريعية والنيابية، بلد تكون فيه البيئة والاقتصاد والخدمات العامة في صلب النقاش السياسي، بلد لا يكون فيه أحزاب مسلحة تفرض شروطها على باقي الفرقاء، بلد تنتقد فيه المعارضة الحكومة ونواب الاحزاب الممثلة في الحكومة تدافع عن الحكومة ولا تنتقدها، بلد لا تقفل فيه الطرقات عندما ينعقد مجلس النواب ويحتجز اللبنانيون في الزحمة، بلد نضع فيه افضل خطة للنهوض لا افضل حصة لكل حزب، بلد لا نرضخ فيه للخوف والمصالح الشخصية”.

واردف: “أعرف ان هذا البلد غير موجود اليوم، لكن سنناضل للوصول اليه، لأننا لا نخاف من الحلم بل نناضل من أجله، ففي أصعب الظروف لم نيأس ولم نسأل سوى عن مصلحة لبنان لا عن المراكز والكراسي، لأن لبنان اليوم ليس بلدا طبيعيا والقهر لا يمكن ان يستمر وكذلك تأجيل المشاكل، لهذا السبب اللغة الخشبية لا تفيد واليوم سأكون صريحا ولن أساير”.

وأعلن الجميل انه لن يدخل في معضلة النظام وتشكيل حكومات وحدة وطنية ومدى انتاجيتها، وقال: “كنت اتمنى ان يتضمن البيان الوزاري اشارة كي لا يتكرر تعطيل تشكيل الحكومة لتسعة اشهر، ومن أصل 14 سنة امضينا 7 سنوات من دون مؤسسات مكتملة”.

وإذ تمنى “كل التوفيق للحكومة لان البلد لا يحتمل”، شدد على ان “دور المعارضة أساسي لكي تقوم الحكومة بعملها بشكل صحيح”، مشيرا الى انه “لا يمكن لأي عمل ان ينجح من دون منافسة ولا يمكن لأي حكومة ان تنجح من دون معارضة ومراقبة ومحاسبة”.

وتابع: “لن نعطي الحكومة الثقة سلفا، ولكن نأمل ان تكسبها اذا عملت صح”.

وأضاف: “أولا من حيث الشكل، لا يمكن ان نعطي الثقة سلفا لحكومة أخذ أفرقاؤها 9 أشهر ليتقاسموا المواقع الوزارية، وما الذي يؤكد ان هذه المحاصصة لن تستمر في عمل الحكومة اليومي؟ لا يمكن ان نعطي الثقة سلفا لحكومة لا تملك حدا ادنى من الانسجام ولا ثقة ببعضها البعض”.

وسأل الجميل: “هل الثقة موجودة بين وزراء “المستقبل” و”حزب الله” او بين وزراء “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” او بين الحزب “التقدمي الاشتراكي” و”الوطني الحر”. كيف سيثق الشعب اللبناني بهذه الحكومة إذا كان أفرقاؤها لا يثقون ببعضهم؟”.

وتابع: “كيف نعطي ثقة لحكومة تأخذ 9 اشهر لتقوم بالمحاصصة وساعتين لاصدار بيان وزاري، في وقت الاخير يجب ان يأخذ وقتا ونقاشا لأنه يشكل خطة انهاض البلد، اما المحاصصة المتعلقة بمصالح فيجب ان تأخذ وقتا قليلا لأنها ثانوية امام مصلحة البلد”.

وقال: “ان سؤالا يطرح في الاعلام وهو، “هل هذه حكومة حزب الله؟ يجب ان نعترف ان “حزب الله” فرض شروطه على تشكيل الحكومة، فرض حليفه الدرزي والسني، حجم حصة “القوات” وسحب الثلث المعطل من رئيس الجمهورية الذي كان يطمح له، وأنا برأيي لا يجب ان نقول ان هذه حكومة “حزب الله” ولكن يمكن القول ان “حزب الله” هندس هذه الحكومة، والمشكلة ان تكوين السلطة في لبنان أصبح كذلك منذ التسوية الرئاسية التي أوصلت الى التوازنات التي وصلنا اليها اليوم، وهذا ما أكده الوزير جبران باسيل الذي قال انه “لولا حزب الله لما كان عون رئيسا وما كانت هناك استفاقة للميثاقية في الرئاسة ومجلس النواب والحكومة”.

وتابع الجميل: “هذا الكلام يؤكد ان “حزب الله” يؤثر بشكل أكبر في تكوين السلطات الدستورية في لبنان، سواء في الرئاسة او قانون الانتخابات النيابية او بتشكيل الحكومة، وبالمناسبة اتوجه للمسيحيين انه عندما يكون تواجدهم في السلطة مشروطا بالتخلي عن الحرية وسيادة لبنان تصبح هذه الشراكة وهمية”.

واضاف: “لا نتعدى على أحد، بل نحاول ان يكون هناك حد ادنى من احترام للسيادة والاستقلال والقواعد الاساسية لبناء الدول، وان يكون الجيش اللبناني الجيش الوحيد القائم على الاراضي اللبنانية، وهذا الاعوجاج لا يمكن ان يمر مرور الكرام وان لا نتكلم عنه بهذه القاعة”.

وقال: “في ما يتعلق بمضمون البيان الوزاري، اؤكد ان اي خطوة ايجابية تقوم بها الحكومة سندعمها لاننا مصرون على الاصلاح، والنقاط الاصلاحية المذكورة في البيان مطلوبة وموجودة في كل الخطوات الاصلاحية التي وردت في الماضي ولم يطبق شيء منها، لكن لا يمكن اعطاء الحكومة الثقة سلفا فهي استمرارية لحكومة سابقة فشلت بكل الملفات التي تدعي اليوم انها ستنجح بها، لان هذه الحكومة تتشكل من نفس الافرقاء والتوازنات و80% من الوزارات يستلمها نفس الافرقاء والاحزاب، ما عدا الصحة، العمل، الصناعة، الثقافة والمهجرين والاعلام”.

وسأل: “لماذا لم تقوموا قبلا بالاصلاحات التي تعدوننا بها اليوم؟”، وقال: “منذ العام 2017 حتى اليوم زاد عجز الدولة 125%، فكيف نثق ان نفس الافرقاء سيخففون العجز اليوم؟”.

وتابع: “تقولون أنكم ستخفضون العجز من خلال الاصلاحات من دون زيادة الضرائب، والسؤال عندما طعنا بالضرائب، وهنا أوجه تحية لكل نائب وقع على الطعن ولم يبق منا الا انا ونديم الجميل والباقي سقطوا في الانتخابات وربما دفعوا ثمن الطعن، اتهمنا بالشعبوية اما اليوم في البيان فتريدون تخفيض العجز من دون اللجوء الى الضرائب، لماذا كنا نحن شعبويين اذا؟”.

واضاف: “كما تتحدثون عن ايقاف التوظيف، لماذا لم يتوقف اذا منذ سنة؟ فهو زاد خلال سنة اكثر من 5000 شخص في الادارة العامة من دون ان نحتسب العسكر والأمن. في البيان، قلتم انكم ستجلبون الكهرباء 24/24 كيف هل اتفقتم او رفضتم البواخر؟ في الحالتين نريد ان نعرف لأنه اذا تخليتم عن هذا المشروع هناك من يجب ان يحاسب على ايقاف الملف لسنتين، واذا كنتم ستكملون به نريد ان نعرف ما الذي تغير عند من كان يرفض هذا الخيار”.

وعن ملف النفايات، قال الجميل: “عندما كنا نناضل لمنع المطامر البحرية وعدت الحكومة بأن المشروع لن يبدأ من دون دراسة الاثر البيئي، لكن المشروع بدأ وهجر وقتل الناس من هذه المنطقة الساحلية وحتى اليوم لا يوجد اي دراسة للأثر البيئي، رجاء لا تطلبوا اي دراسة بيئية من اي مواطن في لبنان اذا لم تكونوا مستعدين لإجراء دراسة لمشروع رمي النفايات في البحر”. وقال: “هذه الجريمة التي ترتكب بحق اهالي المنطقة ومستقبلهم لم تقولوا لنا ماذا ستفعلون بها؟”.

وتمنى الجميل ان تكون الحكومة “متضامنة مع بعضها البعض”، وقال: “لا تعذبوا أنفسكم للقيام بمعارضة بين بعضكم، بل تحملوا مسؤولياتكم بالشراكة ولا تتهربوا منها امام الناس”، مؤكدا “ان المعارضة هي مقاومة سياسية للخطأ وليست شراكة مع المخطئين في ادارة الخطأ”.

وأعلن الجميل ان حزب “الكتائب” “سيقوم بالمعارضة على أكمل وجه”، وتوجه الى الوزراء بالقول: “ركزوا على عملكم، حسنوا البلد وقوموا بالانجازات واتركوا عمل المعارضة للمعارضة، هكذا يستفيد لبنان من الحكومة والمعارضة”.

وختم: “لا يمكن ان نعطي ثقة سلفا للحكومة، لكن نأمل تحقيق ما ورد في البيان الوزاري، ليس من أجلكم أو من أجلنا بل من اجل لبنان ومصلحة الشعب اللبناني”.