إستقبل توفيق دبوسي، رئيس غرفة طرابلس والشمال، الوزير الأسبق للإقتصاد والتجارة الدكتور آلان حكيم، بحضور مديرة الغرفة الأستاذة ليندا سلطان،والأستاذ صبحي عبد الوهاب، حيث أعرب الرئيس دبوسي عن ” بالغ سروره وإعتزازه بان يلتقي بقامة إنسانية من قامات لبنان المحبة لوطنها ولطراباس بشكل مميز والعزيزة على قلوبنا وغرفتنا ومدينتنا “.
وقال :” يسعدني بداية أن أقدم لمعالي الدكتور آلان حكيم هديةً رمزية عربون تقدير لمسيرة الود والتعاون الممتدة والمتواصلة بحيث أننا لا زلنا نقدر عاليا مواقفه المسؤولة من كافة القضايا الوطنية والاقتصادية ومن “مبادرة طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية” ونحن نعتبرمعاليه شريكاً أساسيا في هذه المبادرة منذ إطلاقها وتنطوي على هدف وطني يقضي بدعم لبنان إقتصاديا من طرابلس الكبرى، ونرى فيها دائما مصدرا للقوة والغنى على كافة المستويات، وننظر اليها ايضا من منظار التفاؤل والإيجابيات التي طالما أظهرها معاليه في مناسبات مختلفة معتبرا أن طرابلس هي الحلقة الأقوى بالرغم من الظروف القاسية التي مرت على لبنان وعلى طرابلس في الفترات الماضية”.
الرئيس دبوسي والمشاريع الاستثمارية الكبرى
وتوجه قائلاً:” نود أن نطلع معاليكم على خارطة الطريق التي نسير عليها من خلال مقاربتنا للقضايا الإقتصادية الوطنية من خلال الإضاءة على مشاريعنا الإستثمارية التي تستند على كشف لعدد واسع من نقاط القوة والتي توصلنا الى تحديدها من خلال قراءتنا لدور ووظيفة مرافقنا اللبنانية العامة فوجدنا أن خيار توسعة مرفا طرابلس، ومطار الرئيس رينيه معوض (القليعات)، والمنطقة الإقتصادية الخاصة، مسألة لا بد منها أمام التحولات الإقتصادية والاستثمارية التي يشهدها عالمنا المعاصر، ولقد إستعرضنا الشريط الساحلي اللبناني الممتد من الجنوب الى اقاصي الحدود الشمالية فبرزت أمامنا منطقة تشكل واجهة بحرية تمتد من ميناء طرابلس مروراً بكافة محطات تلك الواجهة من منطقة التبانة، البداوي، دير عمار، المنية، العبدة، وصولا حتى منطقة القليعات، كما تبين لنا ان عددا واسعا من العقارات المتواجدة على طول هذه الواجهة البحرية غالبيتها مملوكة من الدولة اللبنانية، أان مرفا طرابلس الحالي يمتلك امتداداً طبيعياً بإتجاه عكار وصولاً الى مطار الرئيس رينه معوض (القليعات)، وهذا الامتداد يبلغ طوله 20 كيلومترا بخط بحري وحينما يتم الردم باتجاه البحر، بعمق 500 مترا تصل مساحته الى عشرة ملايين وأربعمئة وإثنين وخمسين متراً مربعاً”.
وأضاف:” إن التوسعة التي تطال مطار القليعات البالغة مساحته الحالية حوالي ثلاثة ملايين مترا مربعا ، يمكن أن تتم عبر سلسلة إستملاكات متوفرة لسبعة ملايين وأربعمئة وإثنين وخمسين متراً مربعا ً من أراض واسعة الأرجاء محيطة به ومن غير المسموح ان تشيد عليها أية أبنية، وتصل مساحته الإجمالية أيضا الى عشرة ملايين وأربعمئة وإثنين وخمسين متراً مربعاً، وان مطار القليعات الحالي بقربه من البحر، يمكن بسهولة كما يؤكد المختصون والخبراء أن يُلحق به مدرجان لهبوط الطائرات، وذلك في عمق البحر، كما هي حال الكثير من المطارات في العالم الحديث. أما المنطقة الإقتصادية الخاصة، فيمكن أن تنعم بمساحات تلامس الخمسة ملايين متراً مربعاً وتكون بالقرب من المرفأ والمطار لأن المنطقة الاقتصادية الخاصة متواجدة حاليا في بيئة جغرافية غير مؤاتية كما ان مساحة 550 الف متر مربع تعتبر مساحة صغيرة لا تساعد مشروع المنطقة على تحقيق الانطلاقة التي يتطلع اليها”.
ولفت: “إن مشروع التوسعة ليس مجرد مشروع إستثماري إقتصادي وحسب، وإنما يحدث تحولات إجتماعية عميقة تطال كل الشمال وتنعكس حكماً على إقتصاد كل لبنان، كما يشكل حاجة ملحة لكل دول وشركات العالم، من نفط وغاز وبتروكيميائيات ومناطق صناعية ومستودعات تخزين وحوض جاف لاصلاح السفن وخلافها من المشاريع اضافة الى سكة حديد تلعب دورا جديدا في حركة النقل التجاري ويوفر المشروع مئات الألاف من فرص العمل، ويشبه مشروع التوسعة مشروعا مماثلا على شاطىء اللاغوس في نيجيريا، ويتم تنفيذه على أيدي لبنانيين يسجلون قصص نجاح في بلدان الإنتشار ، كما لفت ايضا الى ان مشروع التوسعة لاقى قبولا من السفير الصيني في لبنان واعتبره مشروعا متعدد الوظائف ويفيد لبنان والصين وكل بلدان المنطقة لا سيما ان لبنان قد وقع على مبادرة طريق وحزام الحريري، وباتت طرابلس حلقة محورية على هذه الطريق”.
عرض لمشاريغ غرفة طرابلس الداخلية
إنتقل الرئيس دبوسي ليعطي معالي الدكتور حكيم ” لمحة موجزة عن ما يتم تحقيقه على نطاق غرفة طرابلس والشمال فاشار الى سلة تلك المشاريع الداخلية التي تجعل غرفة طرابلس في قلب الإقتصاد المعاصر من حيث الخيارات والتنفيذ والتي تتمثل بالمشاريع المستحدثة التي تم تدشينها بحضور دولة الرئيس سعد الحريري حيث وضع حجر الأساس لمبنى التنمية المستدامة وأزاح الستار عن مركز إقتصاد المعرفة وقص شريط مركز التطوير الصناعي وابحاث الغذاء (إدراك)، الذي يحتضن بدوره عدداً من المراكز المتخصصة مثل تذوق زيت الزيتون وتجميع وتعبئة العسل وتجفيف الفاكهة والخضار، وهي بمجموعها الاولى في لبنان كما تم التطرق الى مختلف المشاريع المستقبلية التي تتطلع غرفة الشمال الى تحقيقها مثل محطة إنارة شوارع مدن الفيحاء المستمدة من الطاقة الشمسية حيث سيتم وضعها على سطح قاعة المعارض في معرض رشيد كرامي الدولي ولاقى المشروع موافقات من كل الجهات المعنية وكذلك اقامة فرع لمختبرات مراقبة الجودة لغرفة الشمال في حرم مرفا طرابلس “.
معالي الدكتور آلان حكيم
ومن ثم جال معالي الدكتور آلان حكيم على مختلف مشاريع غرفة طرابلس من حاضنة الاعمال “بيات” بحضور مديرها العام الدكتور فواز حامدي وفريق عمله وحضور الاستاذ سيمون بشواتي مدير جمعية التنمية المحلية في الغرفة (ليدا) كما إستمع الى شروحات من مدير المختبرات الدكتور خالد العمري تتعلق بالخطوات التي تخطوها مختبرات الغرفة والمراحل التي قطعتها والتي هي دون أدنى شك هي محط معرفة وبينة ومتابعة سابقة من معالي الدكتور حكيم”.
وفي نهاية زيارته أدلى الدكتور آلان حكيم بتصريح ضمنه إنطباعاته الشاملة عن اللقاء والزيارة فقال:” لا بد لي من أن أتوجه بجزيل الشكر لرئيس غرفة طرابلس والشمال السيد توفيق دبوسي على دعوته الكريمة التي اتاحت لي فرصة الإطلاع على كافة المشاريع التي تتم برعايته وما يتم تحقيقه وإطلاقه في غرفة طرابلس والشمال مدهش ويفوق الخيال”
وقال:” طرابلس كانت ولا تزال عاصمة مهمة على صعيد الإقتصاد، ونحن نبارك ونؤيد وندعم مبادرة “طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية” التي أطلقها الرئيس دبوسي، ولا بد من الناحية التنظيمية من أن تحظى طرابلس بإهتمام من الحكومة الجديدة، وأن يتم ادراج مقومات طرابلس في البيان الوزاري، وإمكانياتها معروفة على مختلف الصعد، ولكن ما ينقص هو تفعيل وتطبيق تلك الإمكانيات، ونصل بها الى مرحلة التنفيذ العملي، وحينما نتحدث عن الركائز الأساسية المتعلقة بالإقتصاد اللبناني، لا بد من أن تشكل طرابلس المرحلة الأولى على هذا الصعيد، ولديها إمكانات إستثمارية كبرى في شتى المجالات، لا سيما في مشروع توسعة المرفا والمطار، إلا أن الإمكانات الحالية الملموسة لطرابس هي امكانات هائلة لا يتم استعمالها مع الأسف مثل معرض رشيد كرامي الدولي، ولا بد من الإهتمام بسلامة الغذاء وهذا ما شاهدناه في غرفة الشمال وكذلك بالقطاع السياحي والبنى التحتية، ولطرابلس دورها ليس على صعيد المنطقة وحسب، وإنما على صعيد لبنان وبشكل خاص في مجالات الإنماء المستدام، ولا يسعني ختاما إلا أن اتوجه بتهنئتي لغرفة طرابلس والشمال وللرئيس دبوسي الذي لا يترك مشروعاً إلا ويعمل على رعاية تطويره وتحديثه ليس على صعيد مدينة طرابلس وانما على صعيد لبنان ككل “.