تسلم وزير الاعلام الجديد الدكتور جمال الجراح قبل ظهر اليوم مهامه من سلفه الوزير ملحم الرياشي في احتفال أقيم في وزارة الاعلام، في حضور المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة، مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” لور سليمان، مدير الاذاعة اللبنانية محمد الغريب، مدير الدراسات والمنشورات اللبنانية خضر ماجد، رئيسة مصلحة الديوان أمل عيتاني، مديرة البرامج في الاذاعة اللبنانية ريتا نجيم، مستشار وزير الاعلام أندريه قصاص ومستشار الوزير لشؤون تلفزيون لبنان انطوان عيد.
الرياشي
بداية، رحب الوزير الرياشي بالوزير الجراح وقال:”اليوم كنت افضل ان اسلم الوزير الجديد وزارة التواصل والحوار والاعلام، ولكن للاسف سأسلمه هذا الكتاب العالق في مجلس الوزراء، الذي هو 16 شهرا من العمل في وزارة الاعلام وعلى مشروع التواصل والحوار تحديدا، وغلافه بريشة إحدى طالبات لبنان وهو كناية عن قلم رصاص يمحو البندقية والرصاص بالحوار الدائم”.
وتابع: “هذه هي هديتي لك معالي الوزير وتحتوي على أبرز إنجازات الـ16 شهرا وعلى ثورة تشريعية في وزارة الاعلام عالقة في مجلس الوزراء كما وتجربة 16 شهرا في الوزارة. وانا فخور انني اسلمك اياها واضعا بين يديك نخبا لبنانية من خيرة شباب وصبايا لبنان، على أمل أن تساعدهم في الوصول الى التحديث وبر الامان، كما انني اسلم الوزارة الى شخص محل ثقة كل اللبنانيين ومحل ثقة تيار المستقبل، ومحل ثقة القوات اللبنانية بشكل اساسي وثقتي شخصيا”.
الجراح
ورد الوزير الجراح بكلمة قال فيها:”كلنا نعرف تاريخ لبنان الاعلامي هذا التاريخ المضيء الخلاق المبدع الذي كان من اوائل البلدان في المنطقة الذي حمل نهضة الاعلام على مساحة العالم العربي”.
وأكد أن “أقلام الصحافيين اللبنانيين، هي أقلام مبدعة خطت مسيرة الحريات على مساحة الوطن العربي، وكانت ملجأ حاضنا لكل رواد الفكر والكلمة والحرية، وكلنا نعرف ان لبنان كان ملجأ لهؤلاء العمالقة الذين وجدوا فيه مساحة كبيرة للتعبير عن رأيهم، وشكلوا مسارنا السياسي والاجتماعي حيث كانوا وراء الحدث وخلفياته، لكي يقولوا للرأي العام حقيقة ما يجري في المنطقة من تحولات سياسية واجتماعية، وكان يدور في لبنان النقاش العميق حول كل التغيرات السياسية والاجتماعية، والثورات والانتصارات والهزائم كان يتم البحث فيها ومقاربتها في لبنان، وحتى أن كبار قادة المنطقة كانوا حريصين على متابعة الصحف اللبنانية، ومنهم الرئيس جمال عبد الناصر الذي كان يقرأ الصحف اللبنانية ليقف على حقيقة الامور ونظرة الكتاب والعمالقة اللبنانيين حول الحدث وتحليله وانعكاساته وتأثيره على بلدانهم”.
وقال:”من هنا أمامنا فرصة كبيرة لنستعيد هذا الدور للبنان وللاعلام اللبناني، لان هذا تاريخنا وثقافتنا ودورنا كبلد فيه مساحة كبيرة من الحرية والاقلام الرائعة والكبيرة والعمالقة الذين كانوا في الاعلام، بالاضافة الى تلفزيون لبنان الذي كان من أوائل المحطات في العالم العربي والذي شكل ضميرنا ووجداننا الاجتماعي والسياسي، وكان حاضنا لكل المبدعين في الموسيقى والشعر والادب والفن، ما جعل منه المنصة الوحيدة في الوطن العربي المسموح فيها لكل الناس بالوقوف عليها وإظهار ابداعاتها وانتاجها لتعميمه على دول المنطقة”.
أضاف:”اعرف أن معاناة المؤسسات الاعلامية وكبريات الصحف وأهم المحطات كبيرة، ولا بد من صياغة استراتيجية ورؤية وطنية جديدة تقارب هذه الامور لانقاذ هذا القطاع والاعلاميين والصحافيين، واعادة البريق والسمو والمكان التي يستحقها الاعلام اللبناني والاعلاميين اللبنانيين لكي يعودوا ويحتلوا الصدارة في قطاع الاعلام”.
وأشار الى “ان هناك تحديات كبيرة نتيجة الثورة التكنولوجية”، وقال:”أمامنا تحد حتى نتعاطى مع هذا الامر بمسؤولية ونتموضع بطريقة مختلفة لنستمر في هذا القطاع، لان أكثرية الشعب اللبناني يجب ان يعرف الحدث وما وراءه وتأثيراته، فنحن شعب مسيس ونتعاطى السياسة جميعنا ونحب ان نعرف ما يجري بمسؤولية وموضوعية”.
ودعا “الكتاب الى التعاطي مع الامور بموضوعية كبيرة، وتشكيل رأي عام وطني جامع تكون مهمته الاساسية الحفاظ على الوحدة الوطنية والاستقرار الوطني، ورسم طريق الناس نحو الدولة والدولة فقط، هذا المسار يرتب علينا مسؤولية كيفية مخاطبة الشعب اللبناني وارشاده الى مخاطر قد تؤثر سلبا على الوحدة والاستقرار الوطنيين، وتبعدنا عن منطق الدولة الحاضنة للجميع. وبعد تجارب طويلة من حرب أهلية وخلافات، وجدنا جميعا ان الملاذ الآمن لكل الشعب اللبناني هو الدولة”.
وتمنى “التعاون الى حد اقصى مع الجميع”، مؤكدا “ان باب مكتبه مفتوح للجميع”، وقال: “جئنا الى هنا لنستمع اليكم ونحل مشاكلكم، ونفعل ما نستطيع، ومن دون تعاونكم لا يمكننا أن نفعل شيئا، ويجب أن يكون التعاون والايجابية الحاكمين بيننا والمسار الذي يوصلنا الى وضع افضل”.
وردا على سؤال عن الاعتداء على محطة “الجديد”، قال:”لقد وضع القضاء يده على الملف، والامور اصبحت واضحة، ونحن ضد اي عمل من هذا النوع ضد اي مؤسسة اعلامية او غير اعلامية، فمنطق الاستقرار الوطني يرفض هذه الممارسات من اي جهة، ولكن دعونا نضع الامور في نصابها ونحترم القضاء”.
وعن تلفزيون لبنان، قال:”أمامه فرصة كبيرة لينهض ويأخذ دوره ويستعيد تاريخه البراق والمضيء وهو شكل ضميرنا السياسي والاجتماعي، ولاسيما أنه ظلم في السابق”.