قالت مصادر قريبة من «حزب الله»، إن الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله «تحدى استخبارات العالم خصوصاً الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وتلك التي تلاحقه على مدار الساعة، عبر بثّ مقابلةٍ مباشرة على الهواء من لبنان مدّتها نحو ثلاث ساعات».
وأوضحت المصادر أن هذه الإطلالة شكّلتْ دليلاً على أن «حزب الله» يملك الأجهزةَ الفنية التي تخوّل أمينه العام البقاء لهذه المدة في حوارٍ مباشر«غير آبهٍ بأجهزة تحديد المكان الالكترونية المتطورة التي تملكها الأجهزة الاستخباراتية العالمية الراصدة لكل شيء يمرّ في الهواء».
وتابعت أن نصرالله «تعمّد أن يكشف بطريقة غير مباشرة، ومن دون الإشارة إلى ذلك، القدرة الالكترونية ليدلّل على التقدم التكنولوجي غير العادي لدى الحزب».
وذكرت مصادر حزب الله أن مسألة الاتصالات – من الخطوط الخلوية وغيرها التي لا تمرّ بكابلات أرضية – اعتبرت مصدر خطر أمني استراتيجي على الحزب، «إذ استطاعتْ اسرائيل أن تخترق هذه الاتصالات التي كانت مسؤولة عن ضرْب مكاتب الحزب في الحروب السابقة بفعل الرصد الإسرائيلي المتطوّر». علماً أن الأجهزة الاسرائيلية كانت تحدد أماكن الوجود العسكري للحزب من خلال مراقبة شخص واحد أو أكثر وملاحقته الكترونياً ليوصلها الى مكتبه أو مركزه الأمني أو العسكري.
ومن المعروف أن كل خط هاتفي (جوال) لا يدلّ فقط على أماكن وجود حامِله، بل «يبلّغ» عن أرقام الهواتف وأرقام المحمول (IMEI) وكذلك «يبلّغ» عن الأرقام الأخرى الموجودة قربه. وقد أدرك الحزب الخطر، ما جعله يعمّم على جميع العناصر والمسؤولين منْع حمل الهاتف الخلوي في مراكزه. وأتاح عدم الالتزام بهذا التعميم لاسرائيل تدمير مراكز للحزب خلال حرب 2006.
وكشفت المصادر أن «حزب الله» استخدم هذه التكنولوجيا في مناسبات عدة، بل حتى في حرب 2006 لنصْب مكمن للقوات الخاصة الاسرائيلية داخل بيروت وبالتحديد داخل مستشفى الرسول الأعظم على طريق المطار، «لكن هذا المخطَّط، الذي كان سيؤدي الى قتل وأسْر الوحدات الخاصة الاسرائيلية خلال محاولة الإنزال التي كانوا على وشك القيام بها، أفْشله وجود عميل لاسرائيل كان يتواصل مع تل أبيب ليمنع العملية بأكملها. كما ان هذه التكنولوجيا نفسها التي طوّرها الحزب أدت الى اعتقال عملاء لإسرائيل أُعلن عنهم ومنهم مَنْ بقيت تفاصيل اعتقالهم سرية حتى اليوم».
واوضحت ان الأمين العام «أطلّ من شقةٍ فخمة أنيقة – حسب الذوق اللبناني – لا تتواجد تحت الأرض كما تحاول إسرائيل إظهاره كمختبئ في جُحْرٍ لا يتجرأ على الظهور أو العيش فوق الأرض. فهو لا يلتقي زواره في المكان نفسه بل في أماكن عدة مخصصة له، ما يدلّ على حرية الحركة له بما يتناسب مع كونه شخصية عسكرية – سياسية – أمنية مطلوبٌ اصطيادها من أجهزة أمنية تتعاون معها دول في المنطقة والعالم».
وشددت مصادر«حزب الله» على أن الفريق الأمني لنصرالله الذي ينقله داخل لبنان وخارجه، إلى سورية ذهاباً وإياباً، «يتميز باحترافية عالية، فيما يقدّم له فريقه الإعلامي كل مقتطفات الصحف المحلية والدولية مع الترجمة الى لغاتٍ عدة في غضون دقائق ليبقى على اطلاعٍ دائم على ما يحصل حوله وفي العالم بما يؤثّر على الشرق الأوسط… إن معركة الحزب مع اسرائيل ليست عسكرية فقط بل هو صراع أدمغة وتكنولوجيا».
الراي