فعقب إعلان رئيس الجمعية الوطنية خوان غايدو نفسه رئيسا للبلاد، تعقب مراقبو الطيران، طائرة تابعة للملياردير التركي تورغاي سينر – مالك مجموعة سينر – أثناء إقلاعها من تركيا إلى موسكو ثم إلى فنزويلا، حسبما أورد موقع “بوليتيكو” الأميركي.
وقد تم شحن طن من الذهب الفنزويلي في طرود يشرف عليها الجيش إلى تركيا، من أجل صقلها وتجهيزها، ووفقا لوكالة “بلومبرغ”، قال مسؤولون أميركيون إن بعضا من كمية الذهب قد يشق طريقه إلى إيران في انتهاك للعقوبات المفروضة على طهران.
وكانت تركيا قد تورطت في السابق في خطط لتجنب العقوبات الأميركية على إيران من خلال المتاجرة بالذهب.
ويسعى مادورو منذ العام الماضي، إلى إعادة حوالي 550 مليون دولار من الذهب من بنك إنجلترا، بسبب مخاوف من احتمال وقوعها تحت طائلة العقوبات الدولية على البلاد، لكن المصرف البريطاني رفض.
وتبرز تركيا كأبرز الداعمين لمادورو في الأزمة الحالية، رغم اعتراف الكثير من الدول بغايدو رئيسا بالوكالة إلى حين إجراء انتخابات رئاسية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين نقلا عن أردوغان: “أخي مادورو! قف مرفوع القامة ونحن نقف إلى جانبك. تحت قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان ستحافظ تركيا على موقفها المبدئي ضد جميع محاولات الانقلاب”.
وفي المقابل، أعلنت العديد من الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة إنها ستعرف بزعيم المعارضة الفنزويلية كرئيس مؤقت للبلاد.
وفي سبتمبر من عام 2018، أثار شريط فيديو عن مادورو وزوجته يأكلان شريحة لحم أعدها الشيف التركي الشهير سولت باي، غضبا في فنزويلا، حيث ينتشر سوء التغذية بسبب الأزمة الاقتصادية.
استغلال الأزمة
لكن لفهم الدعم التركي لمادورو، يجب العودة إلى الأشهر التسعة الأولى من عام 2018، حيث صدرت فنزويلا 23.62 طن من الذهب بقيمة 900 مليون دولار إلى تركيا، بينما لم تصدر أي كمية في العام السابق، بحسب بيانات تركية نشرها موقع صحيفة “أحوال”.
وقام الرئيس الفنزويلي بتحويل العمليات المالية من سويسرا إلى تركيا، بسبب مخاوف من ملاحقات وعقوبات محتملة، وبالفعل وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد ذلك أمرا تنفيذيا في نوفمبر، يسمح بفرض عقوبات جديدة على قطاع الذهب في فنزويلا، وهو ما قد يضر تركيا، لكن أردوغان ومادورو لا يزالان مستمران في تجارة الذهب.
وقد زار وزير الصناعات والإنتاج الوطني الفنزويلي طارق العيسمي تركيا الأسبوع الماضي، حيث التقى الرئيس أروغان وزار أيضا مصنعا لصقل الذهب.
ويقول إمدات أونر، الأكاديمي التركي الذي سبق له أن عمل في سفارة بلاده في فنزويلا، في مقال له بصحيفة “أحوال”، إن تركيا “صارت في العامين الأخيرين أقرب إلى مجموعة من قوى الاستبداد التي تواجه ضغوطا من الديمقراطيات الغربية. ومادورو شريك مناسب لهذا التحالف، فقد عزز رئيسا كل من تركيا وفنزويلا سلطاتهما لشخصية، وانقلبا على المؤسسات الديمقراطية والحريات المدنية، وكل ما يشغلهما الآن البقاء في السلطة بأي ثمن”.
وبحسب أونر، فإن “فنزويلا تقدم حوافز اقتصادية قوية لحلفائها السياسيين، من خلال ما تملكه من موارد ضخمة من النفط والغاز والذهب والفحم والبوكسيت والألما”.
وتسعى أنقرة للاستفادة من انهيار فنزويلا وحاجتها للمال لتنفذ أنشطة مربحة، في الوقت الذي تظل فيه أيدي الشركات الأميركية والأوروبية مغلولة بسبب العقوبات.
وبحسب معهد الإحصاء التركي، بلغ حجم التجارة بين البلدين منذ 2013 إلى 2017 نحو 803.6 مليون دولار، لكن هذا الرقم قفز إلى 892.4 مليون دولار في الأشهر الخمسة الأولى فقط من عام 2018.
وكان الرئيس التركي قد قال في زيارة له إلى كراكاس في ديسمبر الماضي: “سنغطي معظم احتياجات فنزويلا”، وبالفعل صارت تركيا مصدرا رئيسيا لبرنامج الغذاء الحكومي الرئيسي بنسبة تقترب من 69 بالمئة.