لفت القيادي في تيار “المستقبل” مصطفى علوش الى أن “الكلام الذي قاله وزير الخارجية جبران باسيل خلال القمة في ما يتعلّق بالنازحين والعلاقات العربية كان مقبولاً وجيداً وحصل على توافق عليه. أما الجزء الذي أخطأ فيه والذي لا يفيد لبنان ولا حتى عودة سوريا الى حضن الجامعة العربية، كان الكلام على حاجة العرب الى سوريا وليس العكس”.
وأشار في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” الى أن “إشكالاً قائماً في سوريا حالياً، وهو بسبب تصرفات النظام السوري وليس الجامعة العربية من تسبّب به، ويجب على النظام السوري أن يجد المخرج له. اللبنانيون ليسوا مضطرين الى الدفاع عن النظام السوري، وأي كلام في هذا الإطار لا يفيد لبنان بعلاقاته العربية، كما أنه لا يفيد سوريا أصلاً لأن مشكلة الدول العربية معها (سوريا) لها علاقة بملفات أبعد من ذلك بكثير، ومن ضمنها وأهمها الهيمنة الإيرانية على القرار السوري كما على الأمن السوري على مدى سنوات طويلة، بالإضافة الى الإساءات بحق العرب على مدى سنوات”.
ليبيا…
وأضاف علوش:”أما في ما يتعلق بليبيا، فليس الجانب العربي هو الذي تسبب بالمشكلة التي حصلت معها. وهو (الجانب العربي) كان يريد قمة جامعة، ولكن تصرفات بعض اللبنانيين أدت الى مشكلة، إذا أراد لبنان معالجتها يجب أن لا يكون ذلك من خلال الدول العربية بل عبر الواقع اللبناني الذي سمح بأن تكون هناك مجموعات من اللبنانيين قادرة أن تعصى على القانون لمجرد انها محميّة بالسلاح غير الشرعي”.
وشدّد علوش على أن “هذه مشكلة أساسية، وقد تكون منعت الكثير من الدول العربية من حضور قمّة بيروت بمستوى تمثيل رفيع، بغضّ النظر عن موقف قطر “الإستلحاقي” ربما، إذ طرحت أسئلة أمنية عدّة من باب عدم القدرة على حماية مجرّد علم، هو العلم اللّيبي.
وتابع:”وبالتالي، مشكلة الحضور سببها لبناني، ويقع في هذا السياق، وليست مشكلة ضغوط خصوصاً أن أمين عام الجامعة العربية قال إن لا علم لديه بأي ضغوط. وإذا كانت وزارة الخارجية تملك أي معطيات موثّقة في هذا الإطار، فلتظهرها. أما أن نرمي التّهم جزافاً ودون معطيات فهذا يؤدي الى مزيد من تعطيل علاقات لبنان مع دول أهمّ بكثير من النظام السوري”.
“تسييل”…
ورداً على سؤال حول تحدّي “تسييل” الديبلوماسية الللبنانية مواقفها التي ظهرت خلال القمة عربياً، وتحديداً تجاه سوريا، أجاب علوش:”أولاً، يتوجّب على الديبلوماسية اللبنانية أن تُخرج نفسها من الرغبات الشخصية ومن الأوهام المرتبطة بعلاقات ربما تكون مصالح شخصية، وأن تفصلها عن العلاقات مع الدول العربية”.
وقال:”الدول العربية ربما تكون راغبة أكثر من وزير خارجيتنا بأن تعيد سوريا الى الحضن العربي، ولكن على النظام السوري أن يذهب هو أيضاً باتّجاه العرب وأن يقوم بجهد في هذا الإطار. ولبنان ليس مضطراً للقيام بدور محامي الدفاع بمسائل ليس لنا في لبنان خيارات فيها. و”تبييض الوجه” مع سوريا مقابل “تسويد الوجه” مع الدول العربية الأخرى لا ينفع لبنان”.
وختم علوش:”الطريقة الوحيدة هي أنه يتوجب على سوريا أن تعالج هي أزمتها مع الدول العربية بشكل شخصي، وأن تسعى لذلك. أما إذا أرادت سوريا البقاء في مرحلة اللّعب على الحبلين في ما بين الولاءات بين الخيارات الإيرانية من جهة والخيارات العربية من جهة أخرى، فتدخل وزير خارجيتنا بالملف السوري لا ينفع أصلاً، لا بل قد يسيء الى العلاقات اللبنانية مع الدول العربية الأخرى التي تساعد لبنان في شكل عملي