أكد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير أن المملكة لن تسمح بالتعدي على سيادتها، قائلاً: «سيادتنا في المملكة العربية السعودية خط أحمر، ولن نسمح لأي دولة أن تتجاوز أو تتعدى على سيادتنا».
وشدد على رفض المملكة تسييس القضايا الجنائية والاجتماعية في الدول: «إننا نرفض هذا الأمر بشكل مطلق، وكل دولة لديها سيادة وقوانين يجب احترامها».
وأكد الجبير خلال محاضرة ألقاها أمس (الخميس)، في مقر أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، أن التطرف والإرهاب من التحديات التي تواجه الجميع، وتتطلب تعزيز العمل متعدد الأطراف بين جميع الدول «فلا يمكن لدولة واحدة أن تتصدى للإرهاب بمفردها أو تتصدى لمصادر تمويله دون تضافر الجهود العالمية لمواجهته».
وشدد على أن المملكة كانت دائماً تدعو إلى إجراءات قوية لمحارب الإرهاب والتصدي لمموليه «وهناك عمل كبير مع الأشقاء في دولة الإمارات بهذا الاتجاه».
وأشار إلى أن إيران لديها تاريخ حافل بالإرهاب والتدخل في شؤون الدول الأخرى «وتعمل على دعم المنظمات الإرهابية مثل حزب الله وميليشيات الحوثي، وتهدف دائماً إلى زرع الفتن وتأجيج الأوضاع في البلدان».
وأضاف: «هذا الأمر لن يستمر إلى الأبد، والعالم بدأ يتخذ إجراءات صارمة تجاه إيران، وعلى إيران أن تدرك أن سلوكها في عدم احترام القوانين الدولية والتدخل في شؤون دول الجوار لم يقبل به العالم». ولفت الوزير السعودي إلى أن دول التحالف العربي لم تكن تريد الحرب في اليمن، بل فرضت عليها بسبب ميليشيات الحوثي وانقلابها على الشرعية في اليمن، مبيناً: «لا يوجد أحد حريص على أمن واستقرار اليمن أكثر من التحالف العربي».
وقال إن «الدول الكبرى تعلم ما هو هدف النزاع في اليمن، وتعلم أن ميليشيات الحوثي هي التي لم تلتزم بالاتفاقات ولا تسعى لأمن واستقرار اليمن»، مضيفاً أن السعودية والإمارات بذلتا جهوداً كبيرة لإنجاح مشاورات السويد بين الأطراف اليمنية وما تمخضت عنه من اتفاق، وهو ما أكدت عليه دول عدة وأطراف دولية فاعلة، لافتاً: «نتطلع إلى تنفيذ بنود الاتفاق والانتقال إلى مرحلة تالية من أجل أمن واستقرار اليمن».
وعن العلاقات السعودية الإماراتية، قال الجبير إن البلدين الشقيقين تربطهما علاقات قوية راسخة وفريدة من نوعها، ويسعيان إلى الارتقاء بعلاقاتهما إلى مستوى غير مسبوق، لافتاً إلى أن مجلس التنسيق السعودي الإماراتي يعمل لتحقيق هذه الغاية وتعزيز العلاقات في شتى المجالات.
وأضاف: «متفائل جداً بمستقبل المنطقة، فالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات حريصتان على تعزيز مسيرتهما التنموية، وتعزيز المستوى المعيشي للمواطنين، وتمكين المرأة، وخلق مناخ مبدع للشباب، وتعزيز الاستثمارات الداخلية والخارجية، وتحقيق التنمية المستدامة للأجيال المقبلة، ويمتلكان موارد طبيعية وكوادر شابة واعدة وبنية تحتية متطورة واستقراراً سياسياً وقيادة حكيمة».