يستغرق الكشف عن أي دواء جديد وطرحه في السوق مدة 12 عاما من البحث، وتكلفة مادية تصل إلى 2 مليار دولار، ولكن بحسب العلماء يمكن تقليل هذه الفترة الزمنية الطويلة نسبيا والتكلفة أيضا عبر استخدام الذكاء الاصطناعي.
ونقلت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية عن أحد كبار علماء الكمبيوتر في شركة جوجل قوله: “هناك آمال بأن يساعد الذكاء الاصطناعي بالكشف عن عقاقير جديدة بشكل أسرع من البشر ومن مؤسسات الرعاية الصحية”.
وأشار مارك ديبريستو، الذي يدير فريق علم الوراثة في “Google Brain”، ويعمل على كمبيوتر يمكن أن يفكر كعقل بشري، إلى أن “دور التكنولوجيا في اكتشاف الأدوية ما زال في بدايته وفي طور التطوير”.
وقالت الصحيفة إن الكثيرين يراهنون على الأدوية التي يمكن إنتاجها عن طريق الذكاء الاصطناعي، ولكن بنفس الوقت يحذر ديبريستو الناس من الإفراط بالتفاؤل مؤكدا أن “الذكاء الاصطناعي لن يكون ذلك الحل السحري والسريع الذي يأمل الكثيرون فيه”.
ووعدت شركات التكنولوجيا في وادي السيلكون بأنها ومن خلال الذكاء الاصطناعي ستسرع عملية الكشف عن أدوية جديدة وتوفر كلفتها المالية التي تصل لـ 2 مليار.
ومن المأمول أن تتمكن أجهزة الكمبيوتر من كشف الأنماط الوراثية واقتراح بدائل رائدة للأدوية الموجودة بالفعل والتي لا تكون فعالة مع الجميع، ولكن لا تستطيع الخوارزميات وحدها التغلب على عقبة جمع البيانات اللازمة للكشف عن هذه الأنماط، بحسب ما قال ديبريستو.
وأضاف: “المشكلة هي أنك تريد مئات الآلاف من الناس وجميع أنواع المعلومات عنهم، فكيف تجمع هذه البيانات؟” لافتا إلى أن “التحليلات سوف تنطوي على تقنيات الذكاء الاصطناعي، ولكن المشكلة الأساسية هي تحليل بيانات الناس، فنحن نكافح لعمل التجارب مع عشرات الآلاف من المرضى ومن الواضح أننا بحاجة إلى الملايين منهم”.
وجاء حديث خبير الكمبيوتر “مارك ديبريستو” خلال مؤتمر جي بي مورغان للرعاية الصحية في سان فرانسيسكو، حيث بدأت شركات ناشئة في الكيمياء الحيوية في السعي لإقناع أصحاب رؤوس الأموال المغامرة للاستثمار في مجال الكشف عن الأدوية من خلال الذكاء الاصطناعي.
وانخفضت عائدات الاستثمار في اكتشاف الأدوية عام 2017 إلى أدنى مستوى لها في ثماني سنوات بسبب ارتفاع التكاليف، وفي الوقت نفسه، تم استثمار 691 مليون دولار في الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الأدوية بنفس العام، ولم يكمل أي عقار تم اكتشافه من خلال الذكاء الاصطناعي التجارب السريرية بعد بحسب الصحيفة.
وكان موقع “تيك إكسبلور” المتخصص في الأبحاث العلمية والتكنولوجي أشار إلى أن باحثين كنديين طوروا منظومة جديدة للذكاء الاصطناعي، يمكنها أن تساعد في تسريع وتيرة ابتكار الأدوية الجديدة مع تقليل الحاجة إلى الاختبارات في المختبر والتي تستهلك الكثير من الوقت والمال.
وأطلق باحثون بجامعة ووترلو الكندية على المنظومة الجديدة التي تندرج في إطار تقنيات التعلم العميق، اسم “باتيرن تو نوليج” وتُعرف اختصارا بـ”بي تو كي”.
ويمكن للمنظومة الجديدة التنبؤ بعمليات الاتصال بين المتواليات الحيوية في ثوان معدودة، وبالتالي تقلل المشكلات المعقدة التي قد تظهر خلال أبحاث الدواء.
وتستخدم منظومة “بي تو كي” تقنيات الذكاء الاصطناعي في جمع المعلومات من خلال تحليل البيانات بدلا من الاعتماد على آليات البحث التقليدية.