تفقد محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا والرئيس الاول لمحاكم الإستئناف في الشمال القاضي رضا رعد، راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بوجودة، متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران افرام كرياكوس، رئيس القسم الديني في دائرة اوقاف الشمال الشيخ فراس بلوط ممثلا مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار والشيخ حمد محمد ممثلا مكتب السيد محمد حسين فضل الله، سجن القبة في طرابلس، بهدف الوقوف على حالة السجن ومعاينة أوضاع السجناء، وللاطلاع عن كثب على المشكلات التي تعترضهم، اضافة الى الاستماع الى معاناة السجناء وسبل التخفيف منها.
ورافقهم في الجولة قائمقام زغرتا ايمان الرافعي، قائد سرية طرابلس العقيد عبد الناصر غمراوي، آمر فصيلة السجن في القبة في طرابلس العقيد بهاء الصمد، قائد الفوج الرابع العقيد محمد الاحدب، رئيس المرشدية العامة للسجون الاب جان مورا، الأب باسيليوس دبس رئيس الجمعيّة الأرثوذكسيّة لرعاية المساجين، رئيس قسم محافظة الشمال لقمان الكردي، منسق اللجنة الاسقفية للحوار المسيحي -الإسلامي في الشمال جوزاف محفوض، وعدد من اعضاء الجمعيات المعنية باوضاع المساجين.
وأعرب المحافظ نهرا بعد الجولة عن أسفه لواقع السجن، واصفا اياه ب “السيء جدا”، وعزا ذلك الى “الاكتظاظ الشديد الذي يفوق الوضع المقبول، فالغرفة الواحدة تضم خمسة أضعاف وأكثر مما يتسع له المكان بالشكل الطبيعي، اضافة الى ان سجن القبة يفتقد العناية والرعاية على الصعد كافة، خاصة انه يعاني من ضيق في المساحة، ويفتقر الى الرعاية الصحية والاجتماعية والانسانية اللازمة، والغرف لا تتمتع بالظروف البيئية والصحية الضرورية، ومن واجبنا جميعا كمسؤولين ان لا نسمح ان يستمر الوضع على ما هو عليه، بصرف النظر عن طبيعة الاتهامات او الارتكابات الموجهة للسجين، ويجب ان تتوفر أدنى الحقوق له، وان نوفر المكان الملائم، لانه بحاجة الى رعاية وتأهيل، لنسهل اعادة انخراطه في المجتمع بعد خروجه من السجن”، لافتا الى ان “هدف جولتنا اليوم برفقة رجال الدين الاجلاء والرئيس الاول القاضي رضا رعد والجمعيات المعنية بالسجون هي اولا لمعايدة المساجين بمناسبة الاعيادة المباركة، وثانيا للاطلاع ميدانيا على احوالهم، وتأمين الحد الادنى من المقومات الانسانية، وان نسعى لتخفيف الاكتظاظ الكثيف الذي يعاني منه السجناء، ونأمل من المسؤولين المعنيين بهذا الموضوع وضع خطة لبناء السجون في طرابلس وكل لبنان تليق بانتماء الوطن إلى ميثاق الامم المتحدة واتفاقية حقوق الإنسان”.
اضاف: “مشهد السجن لا يليق ابدا ببلد يؤمن بحقوق الانسان، وثمة اكتظاظ كبير وتأخير في عملية المحاكمات، حتى ان هناك بعض المساجين لم يتم عرضهم بعد على القضاء رغم مرور وقت كبير على توقيفهم، وهذا الامر لا يجوز وهو عمل غير انساني، واتفقنا مع الرئيس الاول رضا رعد، على جدولة اسماء السجناء والعمل على متابعة موضوع كل فرد منهم على حدى، لان هناك بعض المساجين مازالوا موقوفين بسبب عدم تمكنهم من دفع الغرامات”.
وختم: ” غرفة السجن في القبة مؤهل لتتسع لعشرة اشخاص كحد اقصى، شاهدنا ان في الغرفة الواحدة اكثر من ستين شخصا، وهذا الامر غير مقبول وغير انساني، وسنتابع الموضوع لايجاد حل سريع ضمن القوانين المرعية الاجراء، وسنسعى الى تفريغ السجون من الاشخاص الذين يمكنهم ان يخرجوا بشكل قانوني”.
بوجودة
بدوره، قال بوجودة: “المشهد في السجن مؤلم جدا، خاصة الاكتظاظ الكثيف بالغرف، في حين ان المبدأ الاساسي من السجن، ان تكون مدة التوقيف وسيلة لمساعدة المساجين ليتخلصوا من الحالة التي هم فيها وليس لتكدس عليهم المشاكل والهموم”.
اضاف: “أطلب من الدولة الاهتمام بهذا الوضع الاجتماعي والذي يعتبر واجب اجتماعي وانساني على كل مسؤول، فالسجين الذي ارتكب اي ذنب يجب ان نعاقبه لنربيه ونساعده لا من اجل ان نغرقه في الخطيئة”.
رعد
وأشار رعد الى “ان زيارتنا اليوم هي بمثابة معايدة بهذه الايام المباركة، وفي الوقت نفسه للاطلاع على اوضاع المساجين في سجن القبة، وسنتابع المشاكل التي شاهدناها واستمعنا الى مطالب السجناء، واؤكد اننا سنعمل على حلها باسرع وقت ممكن، بالتنسيق مع سعادة المحافظ نهرا، ومع قيادة قوى الامن الداخلي، وجمعيات مرشدات السجون والجمعية الاورثوذكسية ودار الفتوى والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، وسنتابع هذا موضوع مع زملائنا القضاة لتسريع المحاكمات في السنة الجديدة”.
اضاف: “اما مشكلة الاكتظاظ سنتابعها مع المعنيين في محافظة الشمال بما يخص الموقوفين في المحافظة، ومع المجلس القضاء الاعلى بما يخص الموقوفين من خارج المحافظة، علما بان المجلس يتابع هذه الامور باستمرار بالتنسيق مع وزارة العدل ومعالي وزير العدل”.
بلوط
وكانت كلمة للشيخ بلوط، قال فيها: “استبشر بهذا التعاون بين الجميع من جمعيات ومسؤولين ومحافظ الشمال القاضي رمزي نهرا والرئيس الاول رضا رعد، ونأمل ان نحقق ما وعدنا به المساجين”.
أضاف: “نشكر الاعلام الذي يلعب دورا كبيرا في هذا الامر فهو يسلط الضوء على هذه المشكلة ويحث الجميع على حلها من الناحية الانسانية لانه وبعودتنا الى انسانيتنا جميعا تحل الامور كلها، فالرحمة مع العدل امر مهم جدا فاي حكم بعيدا عن الرحمة حتى وان كان عادلا يكون فارغا من مضمونه ونحن بحاجة الى الرحمة التي تنادي بها الاديان كافة”.
وفي ختام الجولة قطع قالبا من الحلوى وتم توزيعه على المساجين.