نشرت صحيفة “التايمز” تقريرا لمرسلتها حنا لوسيندا – سميث، تقول إن منافسي الولايات المتحدة يستعدون لملء الفراغ في سوريا.
ويشير التقرير إلى أن كلا من تركيا وروسيا وإيران ستستفيد من الخروج الأميركي، وستحاول سحق أي تأثير في سوريا.
وتفيد سميث بأن تركيا تقوم بحشد قواتها على الحدود مع محاور الحرب، في خطوة تكشف عن أنها تخطط لهجوم محتوم على مواقع الأكراد، فيما توجهت قافلة من 100 عربة عسكرية، بما فيها دبابات وهاوتزر، إلى الحدود مع المنطقة التركية في شمال سوريا، مشيرة إلى أن بعض العربات اجتازت الحدود إلى المناطق التي تخضع لسيطرة الأتراك وحلفائهم من السوريين.
وتلفت الصحيفة إلى أن المنطقة تقع على بعد 30 ميلا من مدينة منبج، التي لا تزال تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، لافتة إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد أنه سيقوم بالسيطرة عليها.
ويفيد التقرير بأن تركيا والولايات المتحدة بدأتا دوريات مشتركة في البلدة، وذلك في تشرين الثاني/ نوفمبر، كمحاولة من أجل منع أي مواجهة مباشرة بين حلفاء الناتو، مشيرا إلى أن القوات الأميركية الخاصة، التي هي جزء من 2000 جندي أميركي في سوريا، كانت تعمل إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية في بلدة منبج.
وتذكر الكاتبة أنه تم نشر قوات مماثلة إلى الحدود القريبة من منطقة سانيل أورفا، التي تواجه القوات التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، فيما وضعت القوات الموالية لتركيا جنودها على أهبة الاستعداد.
وتنوه الصحيفة إلى أن البيت الأبيض لم يحدد موعدا لسحب القوات الأميركية، إلا أن الرئيس دونالد ترامب قال في تغريدة يوم الأحد، إن عملية الانسحاب ستكون بطيئة ومنسقة بشكل عال، مشيرة إلى أن متحدثا باسم الجيش أخبر وكالة الصحافة الفرنسية أن الأمر صدر بالانسحاب.
وينقل التقرير عن ترامب، قوله إن أردوغان تعهد بتولي مسؤولية ملاحقة الجهاديين بعد الانسحاب الأميركي، وإن المسؤولين الأميركيين والأتراك سيلتقون في واشنطن في الثامن من شهر كانون الثاني/ يناير، لبحث عملية الانتقال.
وتقول سميث إن خروج الأميركيين سيمنح القوات التركية الحرية للهجوم على مواقع الأكراد، الذين تنظر إليهم على أنهم جماعة إرهابية؛ وذلك لعلاقاتهم مع حزب العمال الكردستاني الانفصالي، لافتة إلى أن الجماعات الكردية التي تواجه تنظيم الدولة قالت إنها قد تتخلى عن القتال لمواجهة أي هجوم تركي.
وتشير الصحيفة إلى أن المبعوث الأميركي الخاص لدول التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة بيرت ماكغيرك قرر الاستقالة احتجاجا على قرار ترامب؛ لأنه “يترك شركاءنا في التحالف مرتبكين، ورفاقنا في القتال محتارين، ودون خطة”، لافتة إلى أن ترامب اعتبر أن استقالته “لا تعني شيئا”، فيما وزعم القائم بأعمال طاقم البيت الأبيض ميك مولفاني، أنه لا يعرف “من كان ماكغيرك”.
وبحسب التقرير، فإن طهران أصدرت موقفها من الانسحاب الأميركي يوم السبت، مناقضة ما قاله ترامب في تغريدة سابقة، وهو أن “روسيا وإيران وسوريا ودولا أخرى غير راضية” عن قراره، فيما قال متحدث باسم الخارجية الأميركية إن وجود قوات في المنطقة كان خطأ وغير منطقي، ومصدرا للتوتر، وسببا في عدم الاستقرار.
وتختم “التايمز” تقريرها بالإشارة إلى أن موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من القرار الأميركي كان بالتأمين عليه ووصفه بـ”الصائب”، قائلا إن القوات الأميركية لم يعد لها أي داع، وأضاف أن القوات الأميري=كية موجودة في أفغانستان منذ 17 عاما، وفي كل عام يتحدثون عن الانسحاب إلا أنهم لم يخرجوا.
“عربي 21”