استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان في دار الفتوى، الرئيس فؤاد السنيورة الذي عقد خلوة معه قبيل انضمامه الى جلسة المجلس الشرعي.
بعد اللقاء، قال السنيورة: “حضرت اليوم الى هذه الدار الكريمة بناء على دعوة من سماحة المفتي لحضور جلسة المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الذي انا عضو طبيعي فيه مثل باقي رؤساء الحكومة السابقين ورئيس الحكومة الحالي، وكانت مناسبة للحديث مع سماحته في الشؤون العامة التي يمر بها لبنان والمنطقة، وأيضا للتداول مع أعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في هذه القضايا، وهو اقترح اليوم ان تكون جلسة مناقشة عامة في هذا المجلس، وأنا سعيد اليوم بأن أكون هنا وفي هذا الحديث الذي نأمل منه مزيدا من التصويب لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة”.
سئل: هل تتوقع أن هناك عقدة جديدة في تشكيل الحكومة بعدما انتهينا من عقدة توزير النواب الستة؟
أجاب: “لا اريد ان ادخل في مجريات الأمور التي مرت علينا خلال السبعة أشهر الماضية واختلاق الذرائع والأسباب للتأخير في تأليف الحكومة. أعتقد أن هناك حاجة لإنجاز التأليف والتوجه بسرعة نحو المعالجات الكبيرة الضرورية التي يجب على هذه الحكومة ان تتولى القيام بها. محاولة كل يوم ابتداع أسباب لا تقنع أحدا، يعني المواطن عندما ينظر الى كيف انتهت هذه المشكلة وكيف حلت وكيف يصار الى التعامل مع تبعاتها، الحقيقة أتساءل لماذا كل هذا التأخير وهذه السبعة أشهر؟ هذا مضيعة للوقت وللجهد، وبالتالي لا تؤدي الى أي نتيجة. أعتقد أن علينا ان نسرع في عملية تشكيل هذه الحكومة حتى نتوجه كلنا الى المعالجة الواجبة والضرورية لهذه الشؤون”.
سئل: أين تكمن العقدة؟
أجاب: “كلكم تقرأون في الجرائد. هناك اختراع وابتداع لمشكلات من اجل التأخير ومحاولة التذاكي على الناس. كل هذه المشكلات لا تقنع أحدا. هذا الشخص يمثل من وأي مجموعة ويحضر اجتماعات مع من؟ يعني كما يقول المثل العامي “الناس بالناس، والقطة بالنفاس”.
سئل: تراجع منسوب التفاؤل، وكل المعطيات ومعظم الأطراف يشيرون الى ان لا ولادة قريبة للحكومة حتى نهاية العام، او حتى إلى العام المقبل؟
أجاب: “هذا تبصير، لا نوافقه الراي. انا اعتقد أن ليس لاحد مصلحة، وهؤلاء الناس الذين يفتعلون هذه المشكلات، ليس لهم مصلحة في ان تستمر الأمور بدون تشكيل. كنت أتمنى ان تكون طبيعة هذه الحكومة مختلفة عن هذا الامر، وكنت أتمنى ان تكون حكومة مصغرة وحكومة أقطاب تتولى معالجة المشكلات، وننتهي من كل هذه المشكلات الصغيرة التي نخلقها، من يمثل من واي مجموعة؟ نخلق مجموعات جديدة لم تكن موجودة وليس لها مبرر لانها لم تقم اطلاقا بالمشاركة في الاستشارات الملزمة ولا بالاستشارات مع رئيس الحكومة على أساس انها موجودة. على أي حال، أتمنى ان يصار الى التعجيل في إنجاز هذا الموضوع لان حجم الأعمال والمشكلات الموجودة كبير جدا، واذا لم تتم معالجته، فهذا سيهدد بمزيد من الانحدار للأمور على اكثر من صعيد”.
سئل: هل هناك من رابح او خاسر في تشكيل الحكومة؟
أجاب: “البلد خسران، البلد كله خسران بالتأخير وأيضا بعدم التوجه نحو المعالجة الصحيحة. نتمنى بعد تأليف الحكومة ان تعطي شيئا مما يسمى توجيه الجهود والتنبه الى أهمية استعادة الثقة بين المواطنين والدولة، وبين المواطنين والفئات السياسية، اذا كان هناك التزام، عودة الى التزام بمبادئ أساسية، الالتزام باحترام الدستور، الالتزام باحترام القوانين، الالتزام بمصلحة الدولة وسلطتها الكاملة على الأراضي، وأيضا التزام باستقلالية القضاء، والعودة الى الالتزام، بان يولى الأشخاص الكفؤين والجديرين بتسلم المسؤوليات في الدولة”.
سئل: هل سيرفع المجتمعون في المجلس الشرعي الصوت للمطالبة بتسريع تشكيل الحكومة؟
أجاب: “طبيعي. لن أقول ماذا سيصدر عن المجلس الشرعي فهو حتما سينظر في هذه الأمور، لكن أتمنى ان يكون المجلس من الأصوات التي تطالب بالإسراع بتشكيل الحكومة إذ كما قلت حجم المشكلات التي نعاني منها كبير، ولا تعالج لا بالانكفاء ولا بالانشغال بالعواصف الفنجانية”.