الانتعاش الذي شهده الملف الحكومي في الأيام الاخيرة، كان أشبه بـ”الحَمل الكاذب”، العوارض الإيجابية التي رافقت المشاورات التي أجراها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لم تكن سوى شعور وهمي بأنّ الجنين الحكومي قد تَكوّن فعلاً داخل الرحم السياسي، ولم يبق أمامه سوى بضع خطوات لكي يخرج الى النور.
تلك هي حقيقة الواقع الحكومي، بكونه «طبخة بحص»، ذلك انّ التعقيدات الماثلة في طريق الحكومة أثبتت أنها أقوى من كل المحاولات الجارية لاستيلادها في هذه الفترة، ودفعت الجميع الى التسليم باستحالة بلوغ مرحلة «الحَمل الجدي» في ظل إصرار بعض الأطراف على الطلاق الكامل ورفض الالتقاء او التعايش تحت سقف حكومي واحد.
وهذه الصورة عكسها ايضاً البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد لقائه رئيس الجمهورية في بعبدا، بقوله «انّ التعامل الحالي مع تأليف الحكومة ليس صحيحاً، وكأنّ كلّ واحد باتَ متشبّثاً بموقفه ومتمسّكاً بمطلبه، وانتهى الأمر. فخامة الرئيس يصغي الى الجميع، ولا يكفي أن يأتي أحدهم الى هنا ويقول له: هذا ما أريده. هذا ليس بحوار حيث كل واحد يحمل فقط ما يريده ويتمسّك به. ففي الحوار، على كل أحد أن يخرج من ذاته ومصالحه، ويضع نصب عينيه مصلحة الوطن، مُقتنعاً انّ هذه المصلحة تقتضي البحث في سُبل إنقاذ البلد».
(الجمهورية)