وقال بولتون في كلمة ألقاها في مؤسسة “هريتدج” للأبحاث، إن الأولوية الأهم لدى واشنطن ستتمثل في تطوير علاقات اقتصادية في المنطقة، لإتاحة فرص للشركات الأميركية وحماية استقلال الدول الأفريقية، وكذلك مصالح الأمن القومي الأميركي.
وأضاف: “المنافسون على القوة العظمى، وتحديدا الصين وروسيا، يوسعون نفوذهم المالي والسياسي على نحو سريع في أنحاء أفريقيا”.
وتابع المسؤول الأميركي البارز: “إنهم يوجهون استثماراتهم في المنطقة عن عمد وعلى نحو عدائي، لنيل أفضلية تنافسية على الولايات المتحدة”.
ويحاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جينبينغ، زعيما أكبر اقتصادين في العالم، حل النزاعات التجارية بين البلدين التي عصفت بالأسواق.
وقال بولتون: “تلجأ الصين إلى الرشوة وإبرام اتفاقات غير واضحة واستخدام الدين على نحو إستراتيجي، لإبقاء البلدان الأفريقية رهينة رغباتها ومطالبها. مشروعاتها الاستثمارية تعج بالفساد”.
وفي بكين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ إن تعاون بلاده مع أفريقيا يتعلق بمساعدة القارة على التطور والنماء، ويلقى إشادة واسعة هناك.
وقال في إفادة صحفية يومية: “عندما نتحدث عن التعاون مع أفريقيا فإننا نتحدث في الأغلب الأعم عما تحتاجه أفريقيا كالتحديث الزراعي”.
وتابع: “لكن الشخص الأميركي، ناهيك عن حديثه عن احتياجات الولايات المتحدة نفسها، لم يفكر في أفريقيا وإنما في الصين وروسيا. هذا مثير بحق”.
وقال إن الصين ستواصل التعاون الودي المتبادل مع أفريقيا “مهما كانت آراء الآخرين”.
وفيما يتعلق بروسيا، أدلى بولتون بتعليقات على نفس الدرجة من الشدة.
وقال: “في أنحاء القارة، تطور روسيا علاقاتها السياسية والاقتصادية دون مراعاة تذكر لحكم القانون أو الحوكمة التي تتسم بالمحاسبة والشفافية”.
واتهم موسكو ببيع السلاح والطاقة مقابل أصوات في الأمم المتحدة، قائلا: “تبقي أصحاب النفوذ في السلطة وتقوض الأمن والسلام وتتحرك في اتجاه يتعارض مع مصالح الشعوب الأفريقية”.
واعتبر بولتون أن ممارسات الصين التي تتسم “بالاستغلال”، تكبل النمو الاقتصادي في أفريقيا وتهدد استقلال دولها اقتصاديا.
وأضاف أن الولايات المتحدة تطور مبادرة “أفريقيا المزدهرة” لدعم الاستثمار الأميركي في القارة والطبقة المتوسطة المتنامية في المنطقة.
وتثير سياسات الصين في أفريقيا قلق الولايات المتحدة، التي تسعى لزيادة الأموال المخصصة للتنمية في مواجهة مطامح بكين.
وقال بولتون إن غياب التقدم الاقتصادي في أفريقيا “خلق مناخا يحفز على العنف والنزاع وانتشار الإرهاب”.
وأضاف: “سنحرص على أن تخدم جميع المساعدات للمنطقة المصالح الأميركية، سواء كانت لتغطية احتياجات أمنية أو إنسانية أو تنموية”.
وأوضح أن واشنطن “ستعيد أيضا تقييم دعمها لمهام حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة”.