قبل أيام معدودة من بدء فصل الشتاء رسمياً، ها هي الأمطار تهطل بغزارة وتُغرق الطرق في العاصمة ومعظم المدن، في حين ينتظر الجميع أن يطلّ الزائر الأبيض.
توقعت دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية في إدارة الطيران المدني، ان يكون الطقس اليوم غائماً جزئياً مع أمطار صباحية متفرّقة وثلوج خفيفة على ارتفاع 1500 متر وما فوق، كما يتكوّن الضباب على المرتفعات. ويتحسّن الطقس بدءاً من فترة الظهر، مع بقاء درجات الحرارة منخفضة نسبياً، خصوصاً على الجبال والداخل.
وكانت الامطار والرياح قد فعلت فعلها في جميع المناطق، وشلّت العاصفة حركتي الملاحة والصيد البحري في ميناء صيدا، وذلك بفعل ارتفاع الأنواء، حيث التزم الصيّادون منازلهم، بعدما شدّوا وثاق شباكهم عند رصيف الميناء.
وغمرت مياه امواج البحر باحة قلعة صيدا البحرية، وتساقطت الأمطار بغزارة حيث تشكّلت السيول على جوانب الطرق، وسط تراجع في درجات الحرارة.
وحوّل تساقط الامطار بغزارة في منطقة البترون الطرق الى مجاري أنهار وبحيرات مياه. كما اجتاحت السيول الناتجة من قوة تدفق المياه، عدداً من المحال التجارية والمخازن، ما حال دون استيعاب القنوات والمجاري لمياه الامطار.
وعملت عناصر الدفاع المدني على سحب المياه بالمضخات، ومساعدة مواطنين احتجزتهم تجمعات المياه داخل سياراتهم على الطرق العامة والداخلية.
واستباقاً لما قد يحصل، وفي اطار التنسيق بين وزارة البيئة ومحافظة لبنان الشمالي، قامت شركة هولسيم بتنظيف مجرى نهر العصفور في بلدة شكا في قضاء البترون، تفادياً لأي فيضان قد تتسبب به الامطار.
كما تسببت الرياح والامطار الغزيرة التي تساقطت لليوم الثاني، بسيول فاضت بها أقنية المياه الشتوية وغطّت الطرق بالوحول والاتربة وشتى انواع الاوساخ التي جرفتها الامطار من المرتفعات الى المناطق الساحلية والوسطية.
وارتفع منسوب الأنهر ومجاري الينابيع، ولا سيما نهر البارد وعرقة والاسطوان والكبير، التي بدأت مجاريها تفيض بالمياه لتتسرّب الى الاراضي المحيطة في سهل عكار.
وبفعل الرياح، إنهارت أجزاء أساسية من سقف منزل بشير الوهبي وجدرانه الخارجية في بلدة ببنين – عكار، ما ادّى الى تضرّر سيارتين كانتا مركونتين بمحاذاة المنزل.
وزار رئيس اتحاد روابط مخاتير عكار، مختار بلدة ببنين زاهر الكسار المنزل، مطلعاً على اوضاع العائلة التي تسكنه وحجم الاضرار، وطالب الهيئة العليا للاغاثة بشخص أمينها العام اللواء محمد خير، الاطلاع على واقع حال ما هو حاصل وحجم الاضرار والعمل على مساعدة العائلة المنكوبة بالتنسيق مع البلدية.
وشهدت طرقات العاصمة والضواحي زحمة سير خانقة، بعدما تحولت الى برك تجمعت فيها المياه، كما ضربت العاصفة المناطق الجبلية وسط تدنٍ في درجات الحرارة.
(الجمهورية)