زار الرئيس تمام سلام ووزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق والوزير السابق رشيد درباس والسيد هشام جارودي، غرفة طرابلس ولبنان الشمالي، حيث كان في إستقبالهم رئيس مجلس الإدارة توفيق دبوسي، في حضور أمين المال بسام الرحولي والأعضاء: أنطوان مرعب، نخيل يمين، مجيد شماس، مصطفى اليمق، احمد أمين المير، جان السيد ومحمد عبد الرحمن عبيد، رئيس اتحاد بلديات الفيحاء رئيس بلدية طرابلس أحمد قمرالدين، رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين، نقيب المهندسين بسام زيادة، القنصل الفخري مارك غريب وإعلاميين.
دبوسي
بداية كلمة ترحيب من دبوسي الذي أعرب عن تقديره “لحكمة دولة الرئيس تمام سلام وصبره ومسيرته التي تشكل مصدر اعتزاز لدينا جميعا، لا سيما أنكم تشربتم الوطنية اللبنانية في بيت المغفور له والدكم دولة الرئيس صائب بك سلام”.
وقال: “نحن نعتبر طرابلس الكبرى رافعة الإقتصاد الوطني، وتمتلك كل مقومات القوة التي نضعها بتصرف جميع اللبنانيين، وهي حاضنة لإستثمارات كبرى تعزز من دور المدينة ومكانتها في التركيبة الوطنية اللبنانية، وتوفر آلاف فرص العمل، ونتخطى من خلالها كل نقاط الضعف التي لا تذكر بالمقارنة مع مصادر الغنى التي تمتلكها طرابلس الكبرى، وندعم من خلالها الأخ الأكبر لنا بيروت عاصمتنا السياسية والإدارية، ونحن لسنا على الاطلاق الحلقة الأضعف بل نشدد على إمتلاكنا لكل مقومات القوة ونضعها بتصرف كافة مكونات المجتمع اللبناني”.
أضاف: “نود أن نضع أمام الرئيس سلام والوفد المرافق التصور العام للغرفة تجاه النهوض بلبنان من طرابلس الكبرى عبر سلة مشاريع استراتيجية استثمارية غير مسبوقة، ليست بحجم وطن وحسب، إنما بحجم منطقة بكاملها تمتد من جنوب البترون وصولا حتى أقصى الحدود الشمالية مع سوريا”.
وتطرق دبوسي الى “مشروع توسعة مرفأ طرابلس الذي يمتد على طول الواجهة البحرية التي تنطلق من مدينة الميناء وتنتهي بمنطقة مطار القليعات، ولا يرتب المشروع على الدولة اللبنانية أية تكاليف أو أعباء ناجمة عن أية إستملاكات، لانه أساسا من أملاكها العامة ويتم تمويله بالإستناد الى قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص”.
وتابع: “بات مشروع التوسعة محط أنظار المجتمع الدولي، حيث لاقى الإهتمام الإستثنائي من جانب السفير الصيني في لبنان، والذي اعتبر انه يتلازم مع المبادرة التي أطلقتها بلاده والمتعلقة بطريق وحزام الحرير، ويحتضن سلة مشاريع متعددة الوظائف ويشكل عنصرا جاذبا يجعل من مرفأ طرابلس مقصدا لحركة التجارة والاستثمار الدوليين، اضافة الى سلة مشاريع محورية على الصعيد الداخلي تجعل غرفة طرابلس في قلب الحياة الاقتصادية المعاصرة، منها مركز إقتصاد المعرفة ومبنى التنمية المستدامة. وعلى الصعيد الخارجي نتطلع الى إقامة مبنى لمختبرات غرفة طرابلس في حرم مرفأ طرابلس، وكذلك تقدمة الغرفة لمشروع إنارة عامة على الطاقة الشمسية ينير شوارع مدن الفيحاء ويستفيد منه مبنى بلدية طرابلس ومعرض رشيد كرامي الدولي ومرفأ طرابلس والمنطقة الإقتصادية الخاصة”.
وأكد دبوسي أن “المروحة الواسعة من المشاريع الإستثمارية الإستراتيجية الداخلية منها والخارجية، تجد مرتكزاتها من مبادرة اعتمادية: طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية”.
سلام
وفي مؤتمر صحافي تحدث سلام قائلا: “زيارتي اليوم الى غرفة طرابلس ولبنان الشمالي هي تلبية لدعوة كريمة أصيلة من رئيسها الصديق العزيز السيد توفيق دبوسي وإخوانه الكرام أعضاء مجلس الادارة، وهي زيارة للتعبير عن أهمية التواصل بين جميع اللبنانيين من مدنهم ومناطقهم كافة، وانا البيروتي موجود اليوم في هذا السبيل، لأن المصلحة الوطنية العليا تقتضي التعاضد والفيحاء طالما شكلت هاجسا عند الجميع”.
أضاف: “نتذكر لأربع سنوات خلت كيف كانت حالة طرابلس التي كانت على فوهة بركان، وكان ذلك نتاج معاناة وإحباط عاشته غالبية أبنائها، حيث كانوا مخفوضي الصوت بسبب الطرق الشنيعة التي مارستها قلة ضئيلة بحقهم، وقد كانوا حينذاك مخطوفين بإتجاه الخراب والدمار والقتل والتشنيع، وبالرغم من كل ذلك فقد عملنا على إنتشال طرابلس من براثن هؤلاء الى رحاب رجالاتها وشخصياتها ومؤسساتها”.
وتابع: “نحن اليوم في غرفة طرابلس مع رئيسها توفيق دبوسي حيث شاهدنا المشاريع الطموحة، لا سيما مشروع توسعة مرفأ طرابلس ومنطقة إقتصادية خاصة سعينا لتبصر النور مع جهود بارزة لصديقي إبن طرابلس الوزير رشيد درباس خلال إجتماعاتنا في مجلس الوزراء، ونحن سنبقى مواكبين لغرفة طرابلس ولبنان الشمالي في مشاريعها الطموحة التي ترافقها جهود كبيرة ونوايا صافية في أبعادها العملية والتنفيذية والتي تنعكس دون أدنى شك إيجابا على كل المستويات الإقتصادية الوطنية، وهي محل إكبار وتقدير، وإنه لشرف كبير أن أكون في غرفة طرابلس المشعة المنيرة بالمشاريع الكبرى من أجل كل لبنان”.
وتطرق الى ازمة تشكيل الحكومة قائلا: “لا يمكنني إلا أن أؤكد للجميع بأنه رغم الحالة الصعبة التي يمر بها البلد اليوم ورغم السلبيات من التعطيل والعرقلة السائدة والممارسة في وجه استحقاق وطني كبير وهو تأليف حكومة لقيادة البلد، رغم كل ذلك فأنا على ثقة بأن مواقف المسؤولين في هذه المرحلة الصعبة وفي مقدمتهم دولة الرئيس المكلف سعد الحريري، كفيلة بالتغيير حتما الى ظروف أفضل والنهوض بالوطن”.
وأضاف: “نشد على أيدي كل المخلصين الذين يصبرون ويتحملون، وكان لنا تجربة في الماضي حيث صبرنا وتحملنا وعبرنا، وأملي ان يعبر البلد مجددا الى مرحلة ايجابية بناءة”.
وتابع: “نشد على أيدي المخلصين في كل حين، وأنا أرى في غرفة طرابلس ولبنان الشمالي الرجاء والأمل بالمستقبل، فخلال زيارتي أعجبت بصرحها الكبير وأرى فيها عنوانا للتحدي في مختلف القطاعات الإقتصادية، فهنيئا لنا جميعا بغرفة طرابلس عنوان الترتيب والعناية بالمواطن، وهي مؤسسة تليق بالمستوى الانساني وبالأهداف الوطنية اللبنانية النبيلة، فكل التوفيق للرئيس دبوسي ولإخوانه الكرام، ونحن نشد على إيديهم وأنا البيروتي لا مانع لدي من المنافسة مع بيروت واننا على موعد مع ورشة كبيرة حينما يخيم الإستقرار في سوريا في المستقبل الواعد”.
جولة
وكانت جولة لسلام والوفد المرافق في مشاريع الغرفة، لا سيما حاضنة الاعمال (بيات)، حيث استمع الجميع الى شروحات من المسؤولين الاداريين تتعلق ب”قصة النجاح التي سجلتها الحاضنة بشهادات سفراء المفوضية الأوروبية والوفود الإقتصادية المتعددة الجنسيات والخدمات التي قدمتها لبيئة الأعمال، وتشجيعها على إنشاء وتأسيس المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة ومختبرات مراقبة الجودة ومركز التطوير الصناعي وأبحاث الغذاء (إدراك) والمراكز المتخصصة التي يحتضنها، وهي الأولى من نوعها في لبنان، وهي مراكز تذوق زيت الزيتون وتجميع العسل وتجفيف الفاكهة والخضار”. وشارك سلام في جانب من ورشة عمل متعلقة بالتدريب الجامعي على السلامة الغذائية بتعاون بين كلية الصحة في الجامعة اللبنانية ومختبرات مراقبة الجودة في الغرفة، كما اطلع على سلة المشاريع التي تطلقها غرفة طرابلس بشكل مستمر.