في مقابل الخلافات المستعرة على جبهة تشكيل الحكومة والتي تّتخذ اشكالاً عدة، تارةً بالصراع على الحصص كمّا ونوعاً وطوراً بحجم كل فريق سياسي في التركيبة الوزارية، تُجمع معظم القوى على حد سواء على ضرورة إبعاد الشارع عن الخلافات السياسية وعدم تحويله صندوق بريد لنقل الرسائل السياسية “المُفخخة”.
فمنذ ايام تحوّل الشارع مسرحاً للاشتباك السياسي نتيجة مواقف عالية السقف بين الاطراف المتنازعة حكومياً تدرّجت من رفض الرئيس المكلّف سعد الحريري استقبال النواب السنّة الستة من قوى ” آذار لانهم لا يُشكّلون كتلة موحدة كما الاخرين، ما استدعى ردّاً من نواب حزب الله وشخصيات سياسية تدور في فلكه اعتبرت ان التعنّت والمكابرة لا يُفيدان لحل الازمة وان من حق هؤلاء النواب التمثّل بالحكومة كغيرهم، الى ان بلغت ذروتها مع رئيس حزب “التوحيد العربي” الوزير السابق وئام وهاب الذي تفوّه بكلمات نابية في حق الرئيس الحريري ووالده الشهيد رفيق الحريري الامر الذي دفع بجمهور التيار الازرق الى النزول الى الشارع استنكاراً وغضباً قبل ان يعود ادراجه بطلب من قيادة “المستقبل”.
ومع ان البعض وصف ما حصل في الشارع بأنه “امر عمليات” للتشويش على المساعي الحكومية القائمة، وهو ما حذّر منه رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” النائب السابق وليد جنبلاط، غير ان الاجماع على ان الشارع خط احمر يُظلل المشهد السياسي الداخلي ولو خرقته في بعض الاحيان مناوشات خفيفة.
وفي السياق، اكدت مصادر “حزب الله” لـ”المركزية” “ان لا خوف من انزلاق الشارع نحو المجهول، وما حصل اخيراً لا يُمكن ان يتخطى حدود ردّات الفعل بدليل ان الامور هدأت”، مشددةً على “ان لا مصلحة لاي طرف داخلي بالتصعيد واستخدام لعبة الشارع”.
واشارت المصادر الى “قرار سياسي كبير بالحفاظ على الوضع الامني في البلد وإبعاده عن المناوشات السياسية قدر الامكان، وهذا القرار الناتج من توافق معظم القوى السياسية هو الذي حمى البلد طيلة هذه الفترة وابعده عن حمم البراكين المتفجّرة من حولنا في المنطقة”.
وقالت “من مرّ “بقطوع” الارهاب الذي تربّص بجرود السلسلة الشرقية لسنوات ونجح بدحره وابعاده نهائياً عن بلدنا لن يقع بسهولة في مطبّ الشارع الذي نعلم من اين يبدأ، لكن لا ندري الى اين يصل”.
وكما ان الجيش والقوى الامنية حسمت موقفها بعدم السماح بتعريض البلد لخضّات امنية قد تستدرج الفتنة، وهو ما اكده المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان امس خلال افتتاحه منتدى مكافحة جرائم المعلوماتية، كذلك القوى السياسية التي تُدرك بأن اي لعب بالامن قد يرتدّ سلباً عليها اولاً. وهو ما جددت تأكيده مصادر “حزب الله،” لافتةً الى “ان الامن خط احمر ولا يجوز العبث بالشارع لتحقيق اهداف سياسية”.
(المركزية)