يتمّ اليوم تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، شهره السادس، ويدخل غداً شهره السابع وعجلة التأليف تكمل دورانها في الاتجاه العكس الى الخلف، ويزيد ابتعادها أكثر فأكثر عن بلوغ مخرج ينتشل هذه الحكومة من قعر الأزمة. وصار الحديث عن إمكان ولادة الحكومة في المدى المنظور ضرباً من المجازفة، بالنظر الى السباق الجنوني على حلبة التأليف وإمعان أطرافه جميعهم، في حبس الحكومة ومعها البلد وأهله وما يتهدّدهم من أزمات وما يعانونه من تحدّيات، داخل حقيبة وزارية.
هذا المستوى المتدني من الصراع على حقيبة وزارية وكأنّها كنزٌ ثمين، المترافق مع تخلّ فاضح عن الشعور بالحد الأدنى من المسؤولية التي يتطلبها وضع بلد يحتضر على حافة الأزمات المتتالية والمتراكمة في شتى المفاصل، أطفأ باعتراف أطراف الصراع كل بارقة أمل في بناء هيكل حكومي مطلوب ولو من حيث الشكل، ليقود السفينة اللبنانية ويحدّد سُبل المواجهة والصمود أمام الآتي الأعظم، وأكّد باعترافهم ايضاً، أنّ الحكومة رُحّلت مسافات الى الأمام، أقلّه الى آخر السنة، وهو ما ذهب إليه مرجع سياسي، مع أنّ الصورة التشاؤميّة القائمة حالياً، في رأيه تدفع إلى الإفتراض بأنّ الحكومة رُحِّلت أشهراً وإلى ما بعد آخر السنة، وصولاً حتى الربيع المقبل إن لم يكن أبعد من ذلك.
(الجمهورية)