أوروبا تريد جيشاً يحررها من الناتو!

“أوروبا بحاجة إلى جيش خاص بها ليس لمحاربة روسيا إنما للتحرر من الناتو”، عنوان مقال ألكسندر كوتس، في “كومسومولسكايا برافدا”، حول أهداف السعي الفرنسي الألماني لتأسيس جيش أوروبي.
وجاء في المقال: دعا قادة فرنسا وألمانيا إلى إنشاء جيش أوروبي موحد. في البداية، أعلن عن ذلك إيمانويل ماكرون، مضيفًا أن هذا الجيش ضروري للحماية من الصين وروسيا… والولايات المتحدة. وساندته أنغيلا ميركل. وأشار فلاديمير بوتين إلى أن هذه الخطوة طبيعية تمامًا، فقال: “أعتقد أن هذه عملية إيجابية من حيث تعزيز تعدد الأقطاب في العالم”.
بعد انتخاب ترامب، تغير الوضع في الناتو بشكل كبير. لم تعد واشنطن تمول الحلف كما في السابق، وباتت ميزانيات الدول الأوروبية تتحمل تكاليف إضافية. في الوقت نفسه، يخدم حلف الناتو في المقام الأول مصالح واشنطن.
وفي الصدد، قال الخبير العسكري، رئيس مركز دراسة المشاكل العامة التطبيقية، ألكسندر جيلين، لـ”كومسومولسكايا برافدا”:
تبين أنكم (يعني الأوروبيين) مجبرون على تمويل حراستكم، لأن هيكل الناتو في أوروبا بالمعنى السياسي مجرد حرس. هل تتمتع ألمانيا وفرنسا بكثير من الحقوق داخل هذه الكتلة، أنا لا أتحدث عن دول مثل إستونيا؟ صفر. إذا نجح الاتحاد الأوروبي في إنشاء جيشه، فإن دول الاتحاد الأوروبي ستسترجع جزءًا من سيادتها.
من ناحية أخرى، هذه مسألة حياة. لم يكن من قبيل الصدفة أن التعبير عن فكرة إنشاء جيش أوروبي جاء بعد إعلان ترامب عن انسحابه من معاهدة تقليص الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، تاركا أوروبا تحت مرمى الصواريخ الروسية.
من الواضح أن تشكيل الجيش الأوروبي لا يتبع أهدافًا عسكرية فحسب، إنما وسياسية. فمن ناحية، يستعرض أمام المواطن (الأوروبي) الاستقلال والإرادة بحيث لا ينظر إلى ما وراء المحيط. ومن ناحية أخرى، هو بمثابة لِحام يتيح لباريس وبرلين لصق صدوع الاتحاد الأوروبي.