جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / دراسة تحذر من “القاتل الصامت” في منازلنا
5bf2853395a5976d1b8b4581

دراسة تحذر من “القاتل الصامت” في منازلنا

يعتقد الكثيرون أن مواقد الخشب صديقة للبيئة، فضلا عن أنها تساعد على الاسترخاء، وتبث الشعور بالطمأنينة عند رؤية النيران المتراقصة، لكنها في الحقيقة قد تشكل خطرا حقيقيا على الصحة.

فقد حذر العلماء من أن المواقد قد تضع حياة الأشخاص في خطر جراء الانبعاثات التي تصدر عن احتراق الأخشاب، والتي تضاهي ستة أضعاف التلوث الناجم عن شاحنة تعمل بوقود الديزل، وهو ما قد يدمر الصحة.

ووجد العلماء أن مواقد الخشب تصدر جسيمات دقيقة تعرف باسم “PM2.5″، وهي النوع الأكثر ضررا من تلوث الهواء، وترتبط بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والسرطان والخرف.

وقال الدكتور غاري فولر، وهو عالم بارز في مجال التلوث في كلية كينغز بلندن، إن العمل يتم “بشكل عاجل” لخفض الهوس بمواقد حرق الخشب، حيث أنها “تعرّض الأرواح للخطر”.

وحذر فولر من أن حرق الخشب يمكن أن ينتج نحو ستة أضعاف من تلوث الجسيمات مقارنة بشاحنة ديزل حديثة، أو 18 مرة أكثر من سيارة ديزل حديثة.

وكشف فولر في كتابه الجديد الذي صدر هذا الشهر، أن: “حرق الخشب يخنق الجو في بريطانيا، ويضاف إلى جزيئات الدخان الناتج عن حركة المرور والصناعة المسببة لآلاف الوفيات التي يمكن الوقاية منها”.

وأضاف: “الدخان الذي ينتجونه، يكاد يكون غير مرئي، خاصة إذا ما قورن بالدخان القاتل في القرن العشرين”.

وتوصلت الدراسة إلى أن دخان الخشب يضيف المزيد من الجسيمات الملوثة إلى الهواء، وأوضح فولر أن الأمر الأسوأ هو أن المواقد “تطلق أبخرتها في المناطق السكنية في الوقت الذي يحتمل أن يكون فيه الناس في منازلهم”.

وتم رصد “الخطر الحديث لحرق الأخشاب في المناطق الحضرية”، لأول مرة في باريس عام 2005، عندما كان طالب الدكتوراه “أوليفر فافز” يقوم بقياس تلوث الهواء في متنزه المدينة ولاحظ وجود نمط لا يمكن ربطه بأبخرة الديزل.

وتابع “فافز” قياساته مدة خمسة أسابيع، وخلص إلى أنه في كل ليلة، وخاصة في عطلة نهاية الأسبوع، كان الهواء يتلوث بسبب حرق الأخشاب، وكان الدخان يضيف ما بين 10% إلى 20% لتلوث الجسيمات بالمدينة.

في عام 2010، وضع الدكتور فولر وفريق أبحاثه من كلية كينغز كوليدج لندن أجهزة أخذ العينات في خط طوله 20 ميلا في جميع أنحاء لندن، وأثبتوا أن حرق الخشب يشكل 10% من تلوث الجسيمات الذي كان يتنفسه سكان لندن خلال فصل الشتاء.

وكان تلوث الجسيمات الإضافي الناتج عن حرق الأخشاب أكبر بستة أضعاف من تلوث الجسيمات الذي توفره الانبعاثات المنخفضة.

وقال الدكتور فولر إن السياسيين لم يكونوا مهتمين بهذه القضية حتى عام 2015، عندما كشفت دراسة حكومية أن منزلا واحدا من أصل 12 منزلا في المملكة المتحدة، كان يحرق الخشب، وكان ينتج جسيمات ملوثة أكثر خطورة بمقدار 2.6 مرة من عوادم المركبات.

ووجدت الدراسات السابقة أن الجسيمات الملوثة للهواء قد تسبب في 29500 حالة وفاة مبكرة في بريطانيا عام 2010، وأن فترة قصيرة من تلوث الهواء المرتفع في مارس وأبريل 2014، تسببت في حوالي 1650 حالة وفاة إضافية.

واكتشف العلماء أن دخان الخشب يتغير بمرور الوقت، حيث تتفاعل الغازات والجسيمات في الدخان ثم تصنع المزيد من جزيئات التلوث.

وشدد العلماء على ضرورة اتخاذ إجراءات على وجه السرعة لأن “الأرواح في خطر”، حيث أن الحكومة البريطانية قد كشفت في مايو الماضي عن خطط لتحسين جودة الهواء، إلا أنها لم تتضمن حظرا لمواقد الخشب.

(ذي صان)