مؤكد ان عيد الاستقلال سيحل هذه السنة ولبنان بلا حكومة، او بالأحرى بحكومة تصريف اعمال ورئيس حكومة مكلف، ولهذا كانت له سابقة السنة الماضية.
كما ليس مؤكدا ان الحكومة ستولد قبل نهاية هذه السنة، في ضوء تعسر المخاض واختلاف وجهات نظر «الاطباء» المشرفين على الولادة، لكن وزير الخارجية جبران باسيل لا يمل التجوال بمبادرته ساعيا الى اقناع اللقاء التشاوري لسُنة 8 آذار تسمية حليف من خارج تجمعهم كوزير يمثلهم بعد اقناعه الرئيس المكلف سعد الحريري بقبول هذا «الاخراج»، وهو سيلتقيهم اليوم من حيث المبدأ.
باسيل ومن امام لوحة الجلاء في محلة نهر الكلب (جونيه)، اكد ان تشكيل الحكومة غير مرتبط برهان خارجي ورهاننا فقط على استقلالنا.
وقال بمناسبة الاستقلال ان جيوشا عديدة مرت في هذا البلد ورحلت ونحن بقينا، بدءا من الفراعنة في العام 1270 قبل الميلاد وصولا الى الاسرائيليين فالسوريين الذين رحلوا في 2005، وقد علق التيار الوطني الحر لوحة تُخلّد هذه المناسبة، وانا ادعو نواب كسروان الى تعليق لوحة اكبر تحمل تاريخ الانسحاب السوري.
ووعد باسيل ببناء مقر للتيار الوطني الحر على رأس صخرة الجلاء في نهر الكلب لنخلد رحيل كل الجيوش الغريبة عن لبنان.
وعلمت «الأنباء» أن اتصالا تم بين الوزير باسيل والنواب السنة الستة الذين طلبوا منه لقاءهم في منزل احدهم، لكن باسيل رفض ودعاهم إلى لقائه في مقر التيار الوطني الحر لكنهم رفضوا بدورهم.
وفي معلومات «الأنباء» ان هؤلاء عادوا واقترحوا لقاء باسيل في مجلس النواب كحل وسط.
وبمعزل عن جهود باسيل التواصلية مع مختلف الاطراف، ترى مصادر سياسية متابعة لـ «الأنباء» ان حفر الخنادق السياسية من خلف ما يعرف بـ «العقدة السُنية» مستمر، ولا يبدو انه سيتوقف في ظل تمسك حزب الله بتوزير سُنة 8 آذار ورفض رئيس الحكومة المعني مثل هذا الامر.
النائب إلياس بوصعب المرشح للتوزير من حصة الرئيس ميشال عون تمنى ان ينقل الكلام عن الرئيس عون بأمانة، قاصدا بذلك النائب فيصل كرامي الذي قال في برنامج «صار الوقت» مع الاعلامي مارسيل غانم ان الرئيس عون ابلغه قوله: الرئيس المكلف سعد الحريري لم ينصفكم.
والحقيقة ان كرامي قال ذلك لغانم خارج البث، لكن مارسيل ألح عليه بالسؤال على الهواء، فهز رأسه بالموافقة بعد الكثير من التردد على اساس ان المجالس بالأمانات.
بوصعب وحول ما يقال عن استعداد الرئيس عون للتنازل عن المقعد السُني من حصته لفريق سُنة 8 آذار، اجاب: عندما تتبلور الافكار لدى الوزير جبران باسيل في نهاية جولة اتصالاته، يمكن الحديث عن الحلول الممكنة، لكن حتى اليوم لا احد طالب الرئيس بذلك.
اما وزير الصناعة حسين الحاج حسن (حزب الله) فقال امس ان البلد من دون حكومة منذ ستة اشهر «لأن هناك من لا يريد ان يعترف للنواب السُنة الستة الذين وصلوا الى البرلمان من خلال قانون النسبية بحقهم»، قاصدا رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، لكن النائب التقدمي الاشتراكي بلال عبدالله رأى ان العقدة السُنية مجرد بدعة، كما رد النائب سمير الجسر على الشيخ نعيم قاسم نائب الامين العام لحزب الله بقوله: الرئيس الحريري يا شيخ نعيم لم يضع معايير لتأليف الحكومة ورفض الاعتراف بكل بدعة وبكل عرف ما خلا ما ارتبط منها بالرئاسات الثلاثة، حيدوا انفسكم عن طرح توزير واحد من النواب الستة وستجدون كيف ستتبدد العقد، لقد آن اوان التواضع قليلا يا سماحة الشيخ.
في غضون ذلك، توقف تدفق المياه الآسنة من مجرور الرملة البيضاء الذي فاض يوم الجمعة الماضي، لكن روائح الفضائح الافسادية التي سببت «انفجاره» مازالت تزكم الانوف، حتى وصلت الى القضاء بعد المؤتمر الصحافي الذي عقده محافظ بيروت زياد شبيب واتهم فيه بلدية الغبيري في الضاحية بالمسؤولية في تحويل المياه الى الانبوب المتجه للرملة البيضاء، كما اتهم صاحب منتجع على شاطئ البحر دون ان يسميه بالمسؤولية عن اقفال الانبوب بالاسمنت، ولام مجلس الانماء والاعمار الذائع الصيت لغيابه عن هذا الموضوع.
بلدية الغبيري سارعت الى الرد على محافظ بيروت، وقالت في بيان ان اتحاد بلديات الضاحية امضى مهلة 15 يوما لتصحيح الامور لكنه لم يفعل.
هذه القضية طفت اعلاميا على موضوع تشكيل الحكومة، فالتيار الوطني الحر اعتبر ان ما حصل في منطقة الرملة البيضاء لا يقبل «اللفلفة» او «عفا الله عما مضى»، فهناك من خرّب الاملاك العامة، كما تقول قناة «او.تي.في» الناطقة بلسان التيار، وهناك من سهّل التخريب او غطاه، وختمت بالتساؤل عن سر قوة نفوذ صاحب المنتجع، علما انها لا تجهل صلته ببعض المرجعيات السياسية.
قناة «الجديد» اعتبرت ان رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني يعرف كل شيء، ومحافظ بيروت زياد شبيب ينافسه في حب الاطلاع، وقد تحدث بعد الطوفان، لكن ماذا كان ينتظر ليتحدث منذ سنة ونصف السنة؟
وخلصت الى مطالبة المحافظ بالاستقالة، لأنه شريك وفاعل وساكت عن الحق.
(الأنباء الكويتية)