رأى الرئيس نجيب ميقاتي أنه “لا يمكن التكهن بموعد تشكيل الحكومة، خصوصا أن العراقيل متعددة، محلية وغير محلية”، داعيا “جميع المعنيين الى عدم التلطي خلف أمور معينة تعيق تأليف الحكومة، وخصوصا أنه مضى على الانتخابات النيابية ما يفوق الستة أشهر، من دون إنتاج أو حركة في البلاد”.
وقال في تصريح بعد زيارته السيد توفيق سلطان في دارته في طرابلس: “صحيح أن الحديث يدور حول التحديات الاقتصادية، ولكن هناك الكثير من التحديات التي يجب أن يكون للدولة وللحكومة رأي فيها، لتتمكن من تخفيف قدر الإمكان من الأضرار الناجمة عما يجري في الإقليم، والأضرار الداخلية المتراكمة يوما بعد يوم”.
وأضاف: “أنا أنادي دائما بالعودة إلى الثوابت ومن أشد المتمسكين بها، وهي تكمن في المحافظة على الدستور والطائف والمؤسسات، ودفاعنا عن الطائف والدستور لا يعني طائفة معينة فقط، بل لأنهما الركيزة لبناء الدولة الحديثة التي ننشدها. عندما نتحدث عن مقام رئاسة الحكومة، فإن ذلك لا يعني طائفة معينة فقط، بل هو حجر الزاوية والتوازن في لبنان. وإذا اختل هذا التوازن فإنني أخشى أن يتغير وجه لبنان. التآكل الذي تشهده ليس لمصلحة أحد، ونحن هنا نحيي صمود الرئيس المكلف وسعيه للخروج من الازمة عبر تشكيل حكومة تكون فريق عمله لإدارة شؤون البلد بالتعاون الطبيعي مع فخامة رئيس الجمهورية”.
وعن مناسبة الزيارة قال: “أردت أن أقوم بزيارة أخينا الأستاذ توفيق سلطان، لنبحث في المواضيع التي يثيرها هو دائما، وهي مطالب محقة تروي عطش الطرابلسيين، وهي مشاريع طرابلس. مشاريع المدينة اليوم ضرورة، ويهمنا أن تمضي مدينتنا نحو ان تكون عاصمة اقتصادية بكل معنى الكلمة، كما أطلق الشعار من غرفة الصناعة والتجارة في طرابلس والشمال. هناك مقومات وخطة عمل لتحقيق ذلك وضعت في الكتاب الأبيض، وهناك مراسلات مع الجهات المانحة للتعاون معها.
سلطان
أما سلطان فقال: “في ظلال الزعيم كمال جنبلاط والرئيس الشهيد رفيق الحريري، استقبلنا الرئيس ميقاتي استقبالا خاصا، لأن الظرف الذي نمر به استثنائي، وقد أردت أن أعطي اعتبارا معينا للمواقف السياسية التي يأخذها الرئيس نجيب ميقاتي. وسبق أن قلت إن الرئيس ميقاتي اليوم يعبر عن نبض الشارع ومصالح الوطن. طرابلس هي جزء من هذا الوطن، وما نشهده من تعطيل في تأليف الحكومة، يترك آثارا سلبية على لبنان ككل، لا سيما على طرابلس. ولا بد من وجود حكومة لتبصر مشاريع المدينة النور، وأن تكون حكومة منتجة منسجمة. أما من كان مهووسا بالدخول إلى الحكومة لمعارضة خططها، فإنه يكون أكثر تأثيرا إذا كان خارج الحكومة، وخصوصا أن الاعتبار السياسي ليس للحاكم فقط، وإنما للمواقع الأخرى التي تنطلق من رؤية مختلفة. وقد استطاع الرئيس ميقاتي مشكورا، التعبير عن مصالح طرابلس ونبض شارعها، وأنا أعتقد أنه القيمة الأساسية في المدينة، من خلال ما أظهره من ثقل سياسي في الانتخابات الأخيرة، ونحن ندعم توجهاته. وقد أردت من هذا اللقاء إعطاء الدعم لمواقفه السياسية التي يأخذها بطريقة متدرجة، والتي ربما استدرجت هجومات ضده وافتراءات غير محقة، فكما يعلم الجميع، الشجرة المثمرة وحدها ترمى بالحجارة. ولا بد من خروج أصوات من طرابلس تساند الرئيس ميقاتي، وتثمن مواقفه، وتعبر عن وحدة الموقف الطرابلسي المساند لاتفاق الطائف وتحصين صلاحيات رئيس الحكومة”.
لقاءات
واستقبل ميقاتي في دارته في طرابلس نقيب المحامين في الشمال محمد المراد وأعضاء مجلس النقابة الفائزين في الانتخابات الاخيرة التي جرت الأحد الفائت. وتمنى لهم النجاح في مهمتهم لتحسين الأداء النقابي.
بعد اللقاء، أدلى المراد بالتصريح التالي: “تشرفت وزملائي أعضاء مجلس النقابة بزيارة دولة الرئيس نجيب ميقاتي في دارته، وهذه الزيارة هي عبارة عن رسالة شكر على موقف “تيار العزم” الداعم لنا في انتخابات نقابة المحامين في طرابلس. إضافة إلى ذلك، جرى البحث في الشؤون العامة ذات الصلة بنقابة المحامين، وذات الصلة بالشؤون القضائية والعدلية، وكان الرئيس واضحا لجهة وقوفه إلى جانب هذه المطالب. ونحن مستعدون بإذن الله، ومجلس النقابة، لنعطي صورة فاعلة جديدة، متفاعلة كنقابة محامين، لعمقها مع مدينة طرابلس والشمال. وعلى هذا الأساس إن شاء الله، سنسعى أيضاً من خلال زيارات لباقي القوى السياسية والنقابية لاستكمال باقي المشهد الذي من شانه أن يسهم في تفعيل عملنا في نقابة المحامين فضلاً عن الزيارات التي قمنا بها للسادة النقباء السابقين، وهناك طبعاً زيارات بروتوكولية لا بد أن نقوم بها، لفخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيسي مجلس النواب والوزراء بعد ان يحدد الموعد لذلك، إضافة إلى الزيارات الأخرى التي ينبغي أن نقوم بها”.
وردا على سؤال، اعتبر المراد أنه “عندما تزداد الثقة تزداد المسؤولية، ولا شك أن هذه الثقة أتت من الزملاء والزميلات، ووصلت إلى 85 في المئة من عدد المقترعين، وهذا يجعلنا، مع مجلس النقابة والزملاء، أمام مسؤولية كبرى، خصوصا أن نقابتنا بحاجة إلى رؤية واستراتيجيات وأفكار، كنت قد طرحتها في برنامجنا الانتخابي، وهذا الجو على المستوى السياسي والمهني والنقابي، سيؤمن لنا الحاضنة من أجل السير وفق هذه الخطط والبرامج التي من شانها أن تصب في مصلحة النقابة والمحامي بإذن الله”.
واستقبل ميقاتي بطل العالم في كمال الاجسام عبد الرحمن بهلوان الذي أهداه كأس البطولة التي جرت في أوكرانيا. كذلك استقبل وفودا شعبية ونقابية.