لعل أهم ما يمكن استنتاجه من السنتين الأوليين من ولاية الرئيس الأميركي الأكثر اثارة للجدل في تاريخ الولايات المتحدة دونالد ترامب يكمن في عزمه غير المسبوق على تقليم أظافر ايران في منطقة الشرق الأوسط حيث النزاعات الاقليمية وصراعات النفوذ على أشدها بين الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وايران.
فعلى عكس سلفه باراك أوباما الذي انتهج سياسة احتواء طهران وطموحاتها العسكرية والسياسية في الشرق الأوسط، لا يزال ترامب على موقفه في الركون إلى خيار يمكن توصيفه بالمواجهة المؤلمة مع ايران. ولم يكن أدلّ إلى ذلك إلا الدفعة الجديدة من العقوبات المشددة عليها.
ولأن لبنان “بكل عرس إلو قرص” فإن عين الادارة الأميركية ترصده بكثير من الدقة لمراقبة كيفية تعاطيه مع العقوبات الجديدة على طهران، علما أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أكد مرات عدة أن القطاع المصرفي لن يتأثر بالسلة الجديدة من العقوبات، مع أنها تطال حزب الله، بوصفه ذراعا عسكرية لطهران في لبنان كما في سوريا، إضافة إلى رجال الأعمال الذين يمولون الحزب.
وفي وقت رحبت اسرائيل، بطبيعة الحال على لسان رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، بخطوة ترامب من حيث توجيه ضربة قاسية لطهران، تبدو واشنطن في طور المضي في استراتيجية كاملة متكاملة لتنفيذ هذه العقوبات. وفي السياق، علمت “المركزية” أن بيروت تنتظر خلال الايام المقبلة زيارة مسؤول اميركي بهدف لقاء المعنيين في حكومة تصريف الاعمال.
وبحسب معلومات “المركزية” فإن المحادثات ستتمحور حول استراتيجية الادارة الاميركية في شأن العقوبات على ايران.
ولم يعرف بعد ما اذا كانت الولايات المتحدة ستوفد الى بيروت المبعوث الاميركي الخاص في شأن إيران براين هوك، أو أحد مساعدي وزير الخارجية مايك بومبيو، حيث من المحتمل ان يعرّج هوك على لبنان بعد محادثات مع المسؤولين الاسرائيليين، لمناقشة التعاون في مواجهة التهديدات الإيرانية، لضمان الانفاذ الكامل للاستراتيجية التي تقضي بممارسة أقصى درجات الضغط من أجل تغيير سلوك إيران.
(المركزية)