غابت الاتصالات والمشاورات على جبهة التأليف الحكومي أمس، ما رفع من منسوب التشاؤم بتأخّر ولادة الحكومة العتيدة أكثر فأكثر، الى درجة انّ بعض المراجع بدأ يهمس أنّ إنجاز الاستحقاق الحكومي قد يتأخر أشهراً، وأقله حتى نهاية السنة الجارية.
فلم يسجّل أمس طرح أي فكرة جديدة أو إضافية تساعد على تحريك ملف التأليف في وقت تقاذف المعنيون كرة الاتهام بالعرقلة، الرئيس المكلف سعد الحريري الموجود في باريس وحلفاؤه يؤكدون انهم ينتظرون أسماء وزراء «حزب الله» وحلفائه لينتقل الحريري على الفور الى الاجتماع مع رئيس الجمهورية ميشال عون في حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري لإصدار مراسيم تأليف الحكومة، فيما «الحزب» وحلفاؤه يعتبرون انّ الكرة هي في ملعب الحريري الذي عليه أن يعتمد معايير موحدة في التأليف بما يشمل النواب السنّة الستة المستقلين، فيما هو يرفض تمثيل هؤلاء من ضمن الحصة الوزارية للطائفة السنية المكونة من 6 وزراء.
وعلى وقع التعقيد الذي يؤخّر تأليف الحكومة تتواصل الاصوات المحذرة من دخول البلاد في أزمة اقتصادية ومالية مستطيرة، بفعل ما على الدولة من استحقاقات مالية تتعلق بخدمة الدين وسواها سيحين أوانها بين نهاية السنة الجارية ومطلع السنة الجديدة.
شهدت الساحة السياسية أمس ما يشبه الاعتكاف الجماعي عن التعاطي في شؤون التأليف الحكومي، حيث لم يطرح المعنيون به وسواهم من الاوساط السياسية أي فكرة جديدة من شأنها تحريك عجلة المشاورات لاكتساح المعوقات التي تمنع ولادة الحكومة. في الوقت الذي بَدا انّ الرئيس المكلف لن يعود قبل الاربعاء المقبل في ضوء ما تردد من انّ كل مواعيده في «بيت الوسط» وخارجه قد ألغيت حتى ذلك الاربعاء.
لم تختلف الأجواء في قصر بعبدا عن تلك السائدة في بقية المقار فليس هناك جديد ملموس، وحركة الإتصالات التي بوشرت على مستوى بعض الوسطاء ما زالت في بداياتها وهناك من بَدأ نقل الأجواء وتبادل الآراء من دون تحقيق أي خرق، وأظهرت المواقف الأولية تمسّك الجميع بمواقفهم المعلنة.