مُؤيَّداً من رئيس الجمهورية ميشال عون، رفع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري سقف المواجهة مع “حزب الله”، مجدداً رفضه المطلق توزير “سُنّة 8 آذار” في الحكومة المقبلة، “لا من حصّته ولا من حصّة أي طرف”، حسبما أكدت مصادره في تصريح لـ”السياسة” أمس، مشددة على أنه “لن يسمح لأحد بإضعافه، أو اختراق الساحة السنيّة، من خلال حلفاء سورية وإيران في لبنان”.
وأشارت المصادر إلى أن الدعم الذي تلقاه الحريري من الرئيس عون، “بعث رسالة واضحة إلى (حزب الله) مفادها أن محاولته عرقلة تأليف الحكومة، عبر دعمه توزير حلفائه السنّة، لن تنجح، ومن الأفضل له وللبلد أن يكف عن استخدام هذا الأسلوب لإضعاف الرئيس المكلف الذي يحظى بدعم واسع من طائفته ومن رئيس الجمهورية، باعتبار أن منع تشكيل الحكومة سيترك انعكاسات بالغة السلبية على البلد”.
وكان رئيس الجمهورية علّق على تطورات ملف تشكيل الحكومة، خلال حوار إعلامي مفتوح في الذكرى الثانية لانتخابه مساء أول من أمس، قائلاً: “نحن بلد ديمقراطي متعدد أكثر من اللازم، والحكومة يجب أن تكون وفق معايير محددة، فلا تهمّش طائفة ولا مجموعة. ولو رضيَ الجميع بأحجامهم لما حصلت أي مشكلة”.
وأضاف عون: “ظهرت أخيراً مسألة تمثيل السُنّة المستقلين… العراقيل غير مبررة، واستعمال التأخير كتكتيك سياسي يضرب الستراتيجية الوطنية التي نحن في أمسّ الحاجة إليها، خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة”، مشدّداً على أن “التكتيك السياسي يفتح ثغرة في الوحدة الوطنية، وهنا أضع الجميع أمام مسؤولياتهم. الجميع ضحّى في مكان ما، وتنازل، ونأمل أن تُحلّ العقدة الأخيرة في القريب العاجل”. ورداً على سؤال عن أفق حل العقدة السُنيّة وتأثير عدم حلها، أجاب الرئيس: “هم أفراد وليسوا كتلة. لقد تجمّعوا أخيراً وطالبوا بتمثيلهم. نحن يهمنا أن يكون رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري قوياً، لأن المسؤولية الملقاة على عاتقه كبيرة. ويجب أن يدركوا أن لا ثغرة في الوحدة الوطنية، ولا يجوز أن يحصل ما يحصل اليوم… لا نريد إضعاف رئيس الحكومة، بل على العكس، يجب أن يكون قوياً”… وهل في الإمكان بذل مساعٍ لحل هذه العقدة؟ أجاب عون: “الوضع ليس سهلاً، وأنا أقدّره جيداً. أما حكومة الأمر الواقع، فلا أعتقد أنها تُحترم”.
إلى ذلك، استبعت أوساط نيابية قريبة من الرئيس عون أن توافق الرئاسة الأولى على توزير أحد من “سنة 8 آذار”، مشددة، في تصريح لـ”السياسة” على أن رفض الرئيس، يؤكد “الانزعاج من (حزب الله) الذي يبدو أنه يريد أخذ الأمور إلى مكان آخر، وهذا ما دفع رئيس الجمهورية إلى إرسال تحذير إلى الحزب وغيره، من مغبة الاستمرار في نهج العرقلة”.
وفيما غادر الحريري إلى باريس أمس، عُلم أن موفداً فرنسياً سيصل الأحد إلى بيروت في زيارة تستمر 48 ساعة. وقد غرّد الرئيس المكلف على “تويتر”، لمناسبة الذكرى الـ74 لميلاد والده الشهيد رفيق الحريري، فقال: “في ذكرى ميلادك يا والدي الحبيب، أدعو الله كما في كل يوم أن يتغمّدك برحمته ورضوانه. على خطاك مستمرون، نعمل لاستقرار لبنان وتقدمه وحماية العيش المشترك بين أبنائه”.